العدد 4373 - الأربعاء 27 أغسطس 2014م الموافق 02 ذي القعدة 1435هـ

الاختصاصية النفسية فاطمة النزر: حالات الاضطراب الأسري مثيرة للقلق

حالات سوء التوافق والقلق منتشرة في المجتمع البحريني

فاطمة النزر
فاطمة النزر

دعت اختصاصية العلاج النفسي فاطمة النزر إلى أهمية رفع وعي جمهور المواطنين والمقيمين بضرورة التصدي للمشكلات النفسية ذات التأثير السلبي على الأسرة والمجتمع.

وقالت، في لقاء مع «الوسط»، إن العلاج النفسي في عصرنا اليوم أصبح من الجوانب المهمة لتغيير حياة بعض من يحتاجونه إلى الأفضل، وبالنسبة إلى المجتمع البحريني، فتشير إلى أن هناك حالات منتشرة، لها تأثيرها على حياة الفرد والأسرة والمجتمع، تلزم العمل وفق أسلوب التوعية والإرشاد بما يحقق الاستقرار للجميع.

وفيما يتعلق بعلامات أكثر الحالات المنتشرة في المجتمع، أوضحت بالقول إن هناك العديد من مجالات العلاج النفسي التي تمارسها من خلال عملها كاختصاصية نفسية، كالعلاج السلوكي والعلاج المعرفي وتقنيات الاسترخاء والتحفيز، إضافة إلى العلاج الجماعي والإرشاد الأسري والزواجي، ويعتمد اختيارها لنوعية العلاج على نوع المرض أو الاضطراب النفسي الذي تعانية الحالة الطالبة للعلاج أو الإرشاد النفسي.

مشكلات منتشرة بشكل ملحوظ

أما بالنسبة إلى أكثر الحالات المنتشرة في المجتمع البحريني، فتشير إلى أنه لا توجد إحصائيات دقيقة وعامة عن أكثر الاضطرابات المنتشرة، وتستدرك لتقول: « من خلال خبرتي المتواضعة وممارستي للإرشاد والعلاج النفسي خلال عشر سنوات، فإنني أعتقد أن أكثر المشكلات؛ هي حالات الاضطرابات الأسرية والزواجية والتي تحتاج إلى إرشاد زواجي وأسري في كثير من الأحيان، إضافة إلى حالات القلق، وكذلك سوء التوافق (الصحي، الأسري، الشخصي، الاجتماعي) والتي لا تصل في كثير من الأحيان إلى درجة المرض النفسي، بل لدرجة أقل من الممكن أن نطلق عليه: الاضطراب النفسي والذي يحتاج إلى إرشاد نفسي».

وترى النزر أن المرأة البحرينية تحتاج إلى الالتفات إلى جوانب النهوض بواقعها، ويعود السبب في ذلك إلى أن المرأة - العربية بشكل عام - تحاول أن تتغير وتتطور، وتواجه في هذا الكثير من التحديات المجتمعية والثقافية، على عكس المراة الغربية التي تحصل على كثير من الدعم للتغيير إلى الأفضل، وتكون محفزة لغيرها من النساء.

وذكرت أنه عن تجربة شخصية، فقد سعيت إلى إثبات نفسي على الصعيد المهني والاجتماعي وأكون محفزة لغيري من النساء، وقد تستغرب للكم الكبير من الرسائل والاتصالات التي تردني من نساء يتساءلن عن «كيف استطعتُ تطوير نفسي خلال سنوات قليلة نسبيّاً؟»، وهنا أقول لهم إن كل امرأة تستطيع أن تتغير إلى الأفضل وتكون محفزة وملهمة لغيرها من نساء مررن بتجارب قاسية أو اللاتي سيخضن حياتهن من صغيرات السن، فالتجارب هي المعلم الأول في حياة أي إنسان، وتبادل الخبرات أمر جدًا مهم.

وعن كيفية فهم التغيير الملهم بالنسبة إلى النساء، تتطرق النزر إلى أن التخطيط لإنجاح دعم المرأة في كل المجالات الأسرية والعملية والتعليمية يحتاج إلى حفز وإمكانيات بشرية ومادية في المقام الأول وليس (حبرًا على ورق)! فإن سمحت لي القول بأن التخطيط والخطط المستقبلية موجودة وما أكثرها، لكن تطبيقها على أرض الواقع والاستمرارية هو الأهم من وجهة نظري.

الوجوه ذاتها والعقليات ذاتها

وعن المطلوب من مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات والجهات الأهلية لتكثيف توعية المجتمع في مجال احترام حقوق المرأة، أشارت إلى أن هناك الكثير من الأمور التي يحتاج إليها المجتمع في مجال احترام وتطبيق حقوق المرأة، وأعتقد أن أكثر الأمور أهمية هو الاستمرارية في مجال توعية المجتمع في مجال احترام المرأة وإنسانيتها كأم وامرأة عاملة وزوجة، ودائمًا يكون عتبي على مؤسسات المجتمع المدني والجهات الأهلية لعدم استمراريتها، فكما ترى فإنها لا تتذكر المرأة إلا في أيامها العالمية أو المحلية... أي يومين أو ثلاثة في السنة، وتراها تحتفل بكل مكان، ولكن ماذا عن بقية أيام السنة؟ فإنهم ينسون هذه الفعاليات والتوعية، وإن حدثت فإنها لا تنزل للشارع بل تكون محدودة بشخصيات أو بعدد محدود من المهتمين، كما أنني أراها - من وجهة نظري - تعتمد على عمر معين وتنسى مثلًا طالبات المدارس أو الجامعات، وكأنهن لن يكبرن في يوم ما، كما أن العديد، إن لم تكن جميع الجمعيات النسائية، ما زالت تحتفظ بالوجوه نفسها والعقليات نفسها ولا تجعل لها صفّاً ثانياً من النساء الشابات بوجهات نظرهن الأكثر تفتحًا وتجددًا، أما بالنسبة إلى الشخصيات العامة فإننا نجدها تهتم بظواهر الأمور.

وتزيد قولها: «شخصيًّا، أكثر ما يشغل بالي في الفترة الحالية هو قضايا العنف الأسري الذي تتعرض له المرأة والأطفال، كما أن كثيرًا ما يشغل بالي هو قانون الأحوال الشخصية الذي أرى فيه خلاصاً لكثير من الأمور في مجال الإساءة الأسرية، ونرى هذا في عدد حالات الطلاق والحضانة المتكدسة في المحاكم».

نريد تطبيقاً واقعياً

لكن، هل نكتفي بالاستهلاك الإعلامي والتصريحات الفضفاضة عن حقوق وتمكين المرأة، أم يتطلب الوضع أن نناقش قضايا المرأة بشكل حقيقي وجازم وصريح... كيف السبيل؟ وفي هذا الصدد تقول فاطمة النزر: «كما قلت سابقًا، الأمر يتطلب جديةً في منح حقوق وتمكين المرأة والاستمرارية فيه، ويتطلب في رأيي تسخير الكثير من الامكانيات المادية، فالتصريحات شبعنا من تكرارها وسماعها، وشخصيًّا - في الوقت الحالي - أصبحت لا أذهب إلى مثل هذه الندوات؛ لأن الكلام أصبح مكررًا ومستهلكًا، وكامرأة شابة، أبحث عن التطبيق على أرض الواقع وتمكين المرأة بحسب إمكانياتها الحقيقية وقدراتها ومحاولة تطويرها لأقصى درجة.

كلما ازداد تعنيف المرأة!

وبصدد كون القطاع النسائي ومنظمات المجتمع المدني لا تعطي القضايا الاجتماعية والأسرية وخصوصًا شئون المرأة اهتماماً كما هو الاهتمام بالجوانب السياسية؟» تجيب النزر بشكل مباشر: «أنا لا أعتقد، بل أجزم بأن ما أصبح يهم مجتمعنا في المقام الأول هو الجوانب السياسية... حتى الجمعيات الاجتماعية والنسائية غيرت توجهاتها من الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والأسرية والنسائية لتصب جل اهتمامها وبشكل تخبطي في الجوانب السياسية»، محذرةً من أن ذلك ينذر بالخطر، فكلما تناسيت الجوانب الاجتماعية والإنسانية، زاد تعنيف المرأة وضياع حقوقها، وينسون بهذا أن المرأة التي تجاهلوا وضعها هي الأم والمربية والتي تصنع مجتمعًا متوازنًا ومتوافقًا في جميع جوانبه.

العدد 4373 - الأربعاء 27 أغسطس 2014م الموافق 02 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:34 ص

      اي و الله شوفوا حل

      رجال و نساء متزوجون و يعيشون تحت سقف واحد و لكن ماتت بينهم المودة و الرحمة و كلمن يعيش بغرفة منعزلة ،، هل هذا يسمى زواج؟ لابد من حل جذري

    • زائر 2 | 12:48 ص

      الاعلام

      بسبب المسلسلات الخليجية الهابطة والتي يتم فيها تحطيم النسيج العائلي من خلال اثارة عاطفة الرجل والمرأة على حد سواء .

    • زائر 1 | 12:19 ص

      شكرا لك ايتها الرائعة

      الاخصائية فاطمة من اروع وافضل الشخصيات التي التقيت بها في حياتي وقد استفدت منها كثيرا واتمنى لها التوفيق والنجاح والسعادة في حياتها المهنية والشخصية

اقرأ ايضاً