العدد 4390 - السبت 13 سبتمبر 2014م الموافق 19 ذي القعدة 1435هـ

جمعية الوفاق المعارضة: هل تقدر على طمأنة الخليج؟

حسن سعيد Hasan.saeed [at] alwasatnews.com

كشفت الأحداث التي شهدتها البحرين منذ فبراير/ شباط 2011 عن الأهمية المصيرية للمحيط الخليجي وضرورة التعاطي مع هواجسه والسعي لطمأنته في سبيل الوصول إلى حلول تراعي الحاجة المحلية للتطور السياسي، وفي الوقت ذاته، لا تمثل إرباكاً للواقع الخليجي. مراعاة الخصوصية الخليجية لا يعني إغفال الدوافع المحلية الضاغطة نحو فتح مسارات سياسية جديدة على الساحة البحرينية ولكنه يمثل شكلاً من أشكال تهيئة الحاضنة الخليجية القادرة على استيعاب التغيير المطلوب. ويبرز خطاب جمعية الوفاق، بصفتها الجمعية المعارضة البارزة في البحرين، في واجهة الحدث، وجمهورها يعول عليها في إيصال المطالب المعتدلة إلى كل من يهمه الأمر.

تستند جمعية الوفاق في تعاطيها مع الهواجس المرتبطة بالخصوصية الخليجية إلى الحاجة الملحة للتطور السياسي المرتبطة بالخصوصية البحرينية. كثيراً ما تطرح الخصوصية الخليجية كإطار يجب مراعاته عند الحديث عن التطلعات السياسية للمجتمعات الخليجية في حين أن هذه الخصوصية لا تتعارض، أو هكذا يفترض، مع الخصوصيات المحلية الخاصة بكل بلد خليجي كالبحرين على سبيل المثال. فهناك خصوصية خليجية وهناك خصوصية بحرينية أيضاً، ومراعاة الأولى لا تتعارض مع مراعاة الثانية. لا يختلف اثنان في أن الدول الخليجية لديها الكثير من المشتركات ولكن ذلك لا يعني أن كل دولة تكون نسخة متطابقة مع الأخرى. والبحرين كدولة خليجية تربطها علاقات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية مع الدول الخليجية الأخرى ولكنها، على رغم ذلك، تتميز عن هذه الدول بمميزات تشكل في مجموعها الخصوصية البحرينية.

تختلف الدول الخليجية في مستوى المشاركة السياسية الشعبية مثلاً، أو في مستوى المحافظة الدينية، أو في مستوى القوة الاقتصادية. هذا الاختلاف في حد ذاته يمنح الخصوصية المحلية لكل دولة الشرعية والمبرر الذي يقلص من مساحة تأثيرات الخصوصية الخليجية على المستوى الداخلي لكل دولة. بكلمات أخرى، إن مجرد اختلاف الدول الخليجية في مساحات معينة يعني أن المشتركات الخليجية التي تقوم عليها الخصوصية الخليجية لها حدود. لذلك، فإن مراعاة الخصوصية الخليجية لا يلغي مراعاة الخصوصية المحلية لكل دولة خليجية. وفي الوقت الذي لا ينبغي أن تكون العلاقة بين الخصوصية الخليجية والمحلية علاقة صدام وتنافر، فكذلك لا ينبغي أن تكون علاقة تماهٍ وإذعان. تبدو العلاقة المطلوبة هي علاقة توازن وتفهم وانسجام وهذا ما يستدعي إعطاء البعد الخليجي والبعد المحلي الاحترام والمراعاة اللازمة دون أن تكون المراعاة لطرف دون آخر.

إن للوفاق دوراً في تشكيل خطاب الاعتدال المعارض والساعي لطمأنة الخليج للتعاطي مع حساسية الرغبة في التغيير المحلي في ظل تحديات خليجية وظرف سياسي حرج.

منذ أن تأسست الجمعية في العام 2001 اعتمدت بعض الاستراتيجيات التي وردت في برنامجها العام الذي يعتمد على الأسلوب المؤسسي والسلمي الملتزم بالثوابت الوطنية.

لقد استطاعت الوفاق العمل من داخل النظام وبحسب الظروف المحيطة للتوصل إلى حلول تراعي الحاجة الداخلية للإصلاح، ودخلت العمل البلدي في 2002 ثم العمل النيابي في 2006، واستطاعت أن تمد جسور التعاون مع السلطة في مجالات عديدة، كما أنها تمكنت من تحقيق اتفاقات تاريخية مع الكتل البرلمانية الأخرى بشأن ملف أملاك الدولة.

ولكن العام 2011 أظهر حاجة الوفاق إلى معالجة توجسات خليجية، أحدثت إرباكات سياسية محلية، استفاد منها من أراد منع المعارضة من التوصل إلى حلول وتسويات تأخذ بعين الاعتبار المطالب المشروعة من دون الإخلال بمعادلات استراتيجية تحكم الإطار العام في منطقة الخليج العربي.

لقد ذكرت الوفاق في أدبياتها التأسيسية أنها تسعى إلى «إحداث إصلاحات جدية وحقيقية في الأبواب المختلفة بالعمل المتدرج في العملية الإصلاحية»، وأنها تسعى إلى تحقيق الدولة المدنية التي تحفظ حقوق الجميع من دون تمييز، وأنها تنادي بحقوق المواطنين جميعاً وليس حقوق فئة واحدة فقط، لكن المعادين للإصلاح السياسي أثاروا الكثير من الغبار وكرروا اتهامات مرسلة في كل مكان، وشحنوا البيئة بلغة طائفية تستهدف ضرب التطلعات المشروعة لجميع فئات الوطن. والأسوأ في كل ذلك، أن المعادين للإصلاح أثاروا علامات استفهام كثيرة تشغل بال السياسيين في الخليج، ولذا فإن على الوفاق أن توصل رسالتها التي كررتها في برامجها وأدبياتها من أنها تعمل «في كل برامجها ومواقفها على بناء وترسيخ الوحدة الوطنية بين كل أبناء مملكة البحرين، وتمد يدها وتفتح صدرها لأخواتها من الجمعيات السياسية للتعاون على البر والتقوى وتحقيق المصلحة الوطنية المشتركة»... وأنها تصر على الانتماء الخليجي والرغبة في تطوير العلاقات الخليجية الخليجية.

لقد ذكرت أدبيات الوفاق أنها تنظر «إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي على أنها خطوة إيجابية على طريق إنشاء السوق الخليجية المشتركة، تستلزم تلك الوحدة الاقتصادية تفعيل عدة مشاريع في مقدمتها العملة الخليجية المشتركة، وتوحيد التعرفة الجمركية، والأهم من ذلك تذليل حركة رأس المال والعمالة الخليجية واعتبارها عمالة وطنية»، وهذه الرسالة الإيجابية يلزم أن تصل لإزالة التوجسات التي يثيرها المعادون للإصلاح.

إن ما تحتاجه جمعية الوفاق هو تفعيل هذه الاستراتيجيات على أرض الواقع، مع استعداد للتعاطي الإيجابي مع الحاجة للتطور السياسي في البحرين. هناك حاجة لعلاقة متوازنة بين متطلبات الخصوصية الخليجية والخصوصية البحرينية، وهذا ما يستلزم إزالة الهواجس والوصول إلى حلول تراعي مصالح وهواجس الطرفين.

إقرأ أيضا لـ "حسن سعيد"

العدد 4390 - السبت 13 سبتمبر 2014م الموافق 19 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 12:49 م

      كم عدد

      مقال جيد لكنه متناقض وكان الاجدر بك ان تضيف اعداد السنه المنطوين والمنظمين لجمعيه الوفاق حتى يكون مقالك ذا مصداقيه لان كثير متوجسين من تركيبه الوفاق

    • زائر 23 | 12:37 م

      مقال جيد

      الوفاق جمعية غير مستقلة سياسيا ومذهبيا وراجع نظامها الداخلي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يتم ذكر المجتمع المدني وحاربت قانون الأحوال الشخصية المدني ولها ولاء واضح لجهة في حرب غير معلنه مع الدول الخليجية ودخلت انتخابات بكتلة إيمانية ولم يتم بها تمكين للمرأة وجميع أعضائها وقاعدتها من اتجاه معين فماذا تفرق عن اي تنظيم ديني مثل التنظيمات الاسلامية السنية او الاخوان فهذا تنظيم بلون خاص .

    • زائر 19 | 7:29 ص

      إيش دخل جمعية الوفاق بالخليج إيش عندها جميع الوفاق غير تجميع بعض العجايز والأطفال على انه حشود شعبية والبحرين بسنتها وشيعتها وغضها وغضيها لا يتعدون 360 الف نسمة واعني بهم المواطنونة الأصليون فهم بحجم قرية صغيرة جدا في الباكستان او الهند ليكون تعتقد ان الوفاق تملك بورج حربية وصوريخ وطائرات وغيرها خوي ما غير الأمريكان يحمون الخليج او الأنجلينز اللهم انع علينا بنعمة العقل

    • زائر 25 زائر 19 | 2:50 م

      اؤيد كلامك

      ههههههههه صدقت

    • زائر 18 | 6:14 ص

      للوفاق بكل صدق

      اتركوا عنكم انكم دائما على صواب ومن يخالفكم على خطأ
      ياحبيبيتي ياوفاق اتركوا عنكم التعالي على الأخرين
      ياحبيببتي ياوفاق عيب وعيب وغلط كبير جدا وصف من يشارك في الانتخابات بالمنبوذ هذا يسمونه عيب وغباء ساسي من أين تنبني الثقة بهكذا تصرفات غير محسوبة طائشة

    • زائر 17 | 6:10 ص

      غرور الوفاق

      الغرور لايسمح للوفاق ولايعطي المجال للتفكير بطمأنة الخليج بكل صراحة مايعرفون يشتغلون سياسة

    • المتمردة نعم | 4:54 ص

      المتمردة نعم

      تاريخ الوفاق يشهد ان لديها مواقف متراخية او غير ثابتة يجعل من العالم الا يطمئن لها.ففي 2002 قالت لن نشارك في الانتخابات الا بعد صياغة دستور 73 .مرت اربع سنوات لم تعيد الحكومة الصياغة ولاشي فتنازلت ومن ثم شاركت في 2006 وكذا اليوم عطت وعود للجمعيات الخمس فإما المشاركة بقائمة وطنية وتنفيذ توصيات بسيوني وتوصيات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؛ وإما مقاطعة الانتخابات بشكل جماعي ومن يومين فقط قالت سنشارك اذا عدلوا الدوائر الانتخابية (اكتفت بذلك) كيف نثق فيها وهي تغدر باقرب اصحابها (الجمعيات) و بالشعب

    • زائر 13 | 4:19 ص

      والوفاق والمعارضة بشكل عامة تريد دول يتساوى فيها الجميع بعيد عن الطائفية والمحسوبية

      والوفاق والمعارضة بشكل عامة تريد دول يتساوى فيها الجميع بعيد عن الطائفية والمحسوبية لم ارى ان الوفاق تتحرك او يحركه احد دائما الطائفيين يرون ذلك

    • المتمردة نعم | 3:00 ص

      المتمردة نعم

      اغرب ما في الامر يااستاذي انك تستعرض ايجابيات الوفاق والمعارضة ولا توجد من الجراة لعرض سلبياتها.الجمعية عشمت الشعب بالدولة المدنية ولكن الواقع يقول ان الوفاق تستمد قوتها وشرعيتها و حتى شعبيتها من المرجعية الدينية(العمود الفقري للمذهب الشيعي)وانتم ترون كيف هي الاستشارات وتحشيد الجماعة في المساجد ومن على المنابر فكيف تريد من الخليج او امريكا او ايا كان ان يطمئن او يرضخ لمطالب الوفاق اذا كانت هي بديكتاتوريتها متمسكة بقيادة اسلامية؟هذا الامر انتم تنكرونه ولا تريدون الاعتراف به اتركوا عنكم التطبيل

    • المتمردة نعم المتمردة نعم | 5:01 ص

      المتمردة نعم

      وانا اتحدى اي منتمي للوفاق لو ان ايا من القيادة الدينية الرشيدة ينسحب او يتخلى عن توجيه الجمهور المعارض فانك لن ترى جمهور (بهذا الحجم)لاني كما قلت مسبقا واكررها دائما السبب يعود لايمان جماعتنا ان المشاركة السياسية بتوجيه ديني كما في المثل الدارج(قطها براس العالم تطلع منها سالم) لا ايمانا بالمطالب صدقوني ولكن ايماانا بالاشخاص
      ...

    • زائر 8 | 2:35 ص

      مستحيل

      ما دام الوفاق تؤمن بولاية الفقية و تدعم المواقف الايرانية فلا يمكن ابداً لنا ان نطمئن لها.

    • زائر 22 زائر 8 | 9:19 ص

      عقول الجهلة وجهلة العقول = لا احد يتحدث عن ولاية الفقيه غيركم

      لا ادري هل ولاية الفقيه فعلا مخيفة الى هذه الدرجة التي تجعلكم تتحدثون عنها ليل نهار بينما نحن ومن تلصق هذه التهمة بنا لا نتكلم فيها بل القليل من يعرفها لذلك اسأل هل هو الخوف من ولاية الفقيه يجعلكم ترتجفون هكذا؟

    • زائر 7 | 2:34 ص

      خوش حملة

      حملة علاقات عامة ، لكنها فاشلة ، اذ يجب ان تشرح الوفاق اولا لماذ هواها إيراني ؟؟ يجب ان تثبت انها تنظيم غير طائفي . وبعدين بنتفاهم

    • زائر 6 | 2:20 ص

      وما هو الخطر الذي بني عليه التشكيك في نوايا الوفاق وغيرها

      كل ما تطمح له الوفاق وغيرها من الجمعيات هو حصولها على ما يكفل للمواطن البحريني حياة وعيشة كريمة للبحرينيين بشتى طوائفهم . فهل في هذا ما يخيف احدا؟

    • زائر 9 زائر 6 | 2:40 ص

      نعم يعيق

      يعتقد البعض لاعطاء حقوق فئة من الشعب سيكون علي حساب فئة اخري وهذا مالعبت عليه الحكومة و نجحت فجعلت الفئة الاخري تواجه الوفاق و نوابعها و تمنع تمرير اي اتفاق يساوي المواطنين و يزيل الفئوية و التمييز بين فئات المجمتمع

    • زائر 5 | 2:11 ص

      انتون ليسوا منهم!!

      اهل البيت بعيدين عنكم ايش ياب اهل البيت لقم والنجف وكربلاء اهل البيت في المدينه المنوره ومكه المكرمه عاشوا وماتوا فيهما.

    • زائر 4 | 1:34 ص

      لكل عاقل

      اتركوا عنكم عقدة المظلومية، فنحن منذ صغرنا لم نعرف في البحرين شي اسمه سني أو شيعي ،كفاكم تمزيق بالوطن ، والجميع اخوة ومتحابين

    • زائر 10 زائر 4 | 2:46 ص

      اذا تركوا المظلومية انتهوا

      اذا تركوا المظلومية ينتهون و لا يبقى لهم شيء

    • زائر 3 | 12:43 ص

      حرث في البحر ماطلبته

      كلهم يضعون علامة استفهام على من ينتمي لمذهب اهل البيت

    • زائر 1 | 10:08 م

      صراحة لا

      ولاتقدر طمأنة الخليج إلا القواعد الأمريكية.

اقرأ ايضاً