العدد 4411 - السبت 04 أكتوبر 2014م الموافق 10 ذي الحجة 1435هـ

الصراع الطائفي مقدمة لتقسيم منطقة الشرق الأوسط

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الحرب التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية على التنظيمات المتشددة، وعلى رأسها «داعش»، ليست حرباً اعتيادية، ومن المحتمل أن تكون نهايتها تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات داخل كل دولة.

هذه الحرب عكست المسعى الحثيث لتدويل الصراع الراهن، وتصويره على أنه صراع طائفي بين السنة والشيعة، وقد دخل الأميركان هذه الحرب وهم يعلمون تماماً أنها لن تكون حرباً كباقي الحروب التي شهدتها المنطقة على مراحل مختلفة.

ما يحدث اليوم في المنطقة ليس فقط أزمة كبيرة، وإنما هي فتنة كبرى تتغذى على تاريخ من الصراعات بين شعوب المنطقة، وهو ما قد يغرق بلداناً عديدة في تناحرات متعددة تشغلها عمّا خرجت من أجله قبل نحو أربعة أعوام، أي منذ انطلاقة ما يعرف بالربيع العربي الذي نادى بالحرية والعدالة والحقوق السياسية الغائبة، وانتهى بنا الحال بالعودة إلى عصور الظلام.

رغم الاختلاف والتنازع بين السنة والشيعة على مر القرون الماضية، إلا أن أيّاً منهما لم يُلغِ الآخر من الوجود، ولن يستطيع أيٌّ منهما أيضاً أن يلغي الآخر من الوجود، ولكن تسعير المنطقة عبر خطاب طائفي إنما يُراد منه تقسيم الدول على أسس جديدة مختلفة عن اتفاقية سايكس - بيكو قبل مئة عام، وفي هذا التقسيم الجديد ستتمكن القوى الغربية من إحكام هيمنتها على دول الشرق الأوسط، ربما بطلب عددٍ من حكومات وشعوب المنطقة، بعد أن سالت الدماء وانتشر الرعب على أسس مريضة.

لقد أشار المحلل والكاتب السياسي سعد محيو في سلسلة مقالات عن «حروب السنة والشيعة»، إلى «أن أحداً الآن لن يخرج كذلك فائزاً في الحرب الجديدة. وهذا ليس فقط لأن كل عناصر الشرق الأوسط الإسلامي، من العرب والإيرانيين والترك والأكراد والمسيحيين والدروز، سيكونون مجرد بيادق في لعبة شطرنج كبرى جديدة، بل أيضاً لأن ما حدث في التاريخ الماضي سيتكرر بحذافيره في التاريخ الحاضر».

محيو أضاف: «الشيء الوحيد الذي سيحدث هو ما اكتشفه الأميركيون، وفقاً لـ (اللوموند) الفرنسية: الحروب السنية - الشيعية هي سلاح الدمار الشامل الأكثر مضاءً للسيطرة على المنطقة وإخضاعها في النهاية إلى قواعد وشروط العولمة النيوليبرالية». ورأى أن الصراعات الدولية بين الغرب وروسيا والصين لتحديد طبيعة النظام الدولي الجديد، ستجري فوق أرض هذه الصراعات، إذ سيدعم الأميركيون (في هذه المرحلة على الأقل) السنّة، فيما سيعزّز الروس والصينيون الشيعة. وأخيراً، قد تستنزف هذه المذبحة الجديدة ما تبقى من الاقتصاد الإيراني الذي أنهكته أصلاً حروب سورية ولبنان والعراق واليمن، ما قد يدفعه إلى ركوب جملة مخاطر خارجية للدفاع عن تماسكه الداخلي. كما أن هذه المذبحة، في حال انجرّت تركيا لها (وهذا هو المرجح) قد تنسف كل طموحات «العثمانية الجديدة» للتحوُّل إلى تاسع أكبر اقتصاد في العالم، وبالتالي لعودة تركيا كدولة كبرى في المنطقة.

قراءة للمشهد الحالي في منطقة مضطربة مثل الشرق الأوسط تثير تساؤلات كثيرة، ومنها: كيف سيكون شكل دول المنطقة، وعمّا إذا كان من الممكن أن تذوب هذه الصراعات وتدفع باتجاه حركة تقدمية تترفع عن الأمور التي تزعزع الثقة وتفرق المجتمعات فيما بينها؛ أي حركة تدافع عن الإنسان أولاً دون اعتبارات أخرى كالمذهبية مثلاً. ولكن حتى ذلك الحين فإن علينا أن ننتظر كيف سيكون شكل دول المنطقة بعد مرحلة التحالف الدولي والقصف الجوي على الجماعات الإرهابية مثل «داعش» بعد ستة أشهر، فلربما تحضر المفاجآت التي قد تثير الشعوب وتدفعها للتمرد على صراعٍ يخدم المصالح الإقليمية.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4411 - السبت 04 أكتوبر 2014م الموافق 10 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 10:12 ص

      ماذا لو لم يكتشف الغرب النفط للعرب ؟

      ماذا قدم العرب والمسلمون لتقدم البشرية ، النزاعات الطائفية والحروب لديهم لا تنتهي !

    • زائر 19 | 9:01 ص

      الله يستر على الامة العربية

      الكل كان ينتظر الربيع العربي، لكن بعد ما جاء هذا الربيع كشف لنا جهل و تخلف لا مثيل له وخرجت لنا عصابات مجرمة متوحشة متخلفة أساءة للدين والانسانية. فلا أعتقد لهذه الامة إلا الاسوأ ولن يخرد لنا أي جمال عبدالناصر مرة أخرى، هناك مجرمون وقتله بأسم الدين.

    • زائر 18 | 7:38 ص

      بالوكالة

      معظم الاحزاب والتيارات الدينية اللاوطنية تعمل بالوكالة في المنطقة وتنفذ مخططات القوى الكبرى في تقسيم العالم العربي وطبعا اللوم أيضاً يقع على الحكومات التي تدعم الاسلام السياسي وتحاول ان تضعه بديل عن القوى والتيارات الديمقراطية والوطنية والتي عانت الأمرين قمع السلطات والتكفير من قبل الاسلام السياسي. والله يحفظ البحرين من الأشرار والمتطرفين ووكلاء الغرب.

    • زائر 15 | 5:07 ص

      قالها

      قالها السيد الامام الخمينى رحمة الله عليه وحذر المسلمين من امريكا عدوة الشعوب ماذا استفتون بمقاتلت بعضكم بعض وامريكا تتفرج عليكم يامسلمون اتحدوا واتركوا عنكم الشيطان امريكا ولا تجعلوا الشيطان حليفكم توجهوا الى الله وسينقذكم من عدوكم امريكا الله يدمرها

    • زائر 14 | 3:33 ص

      طبعا

      من بعد الصراع الطائفي وتهاوي البلد عقبهه يطلبون مساعدة امريكا مثل ما تجوفون في كل بلد عربي

    • زائر 13 | 3:06 ص

      و النصوص هي الأساس

      الصراع الطائفي قائم على نصوص كفر كل طرف بها الآخر ؛ فابدؤوا بنقد هذه النصوص

    • زائر 12 | 3:03 ص

      العتب على الحكومات التي تقبل ان تكون اداة بيد البريطانيين والامريكان

      حكومات بالخليج قبلت على انفسها ان تكون اداة لتفتيت الوطن وبيد اعداء الاسلام مثل الامريكان والبريطانيين والادهى ان هذه الدول تتبجح باسلامها وهي تطعنه في خاصرته

    • زائر 11 | 2:40 ص

      عربي 100% الي زائر 3

      اتمنى ان نتحد ونتطور علميا واقتصاديا وسياسيا ونكون فى مصاف ايران وتركيا وغيرهم وهذا حق مشروع فاذا كنت قويا فسيحترمك الجميع وبالعكس اما من يسب الصحابه مهو جاهل وعنصري مثلك فالصحابه هم عند الله وهو اعلم بهم منا
      فيجب الانختلف على الصحابه لأنهم ليس موجودين وكلهم يامرون بامر الرسول ولك ان تختلف معم وليس في الله ورسوله

    • زائر 10 | 2:31 ص

      14 قرنا لم يستطع طرف الغاء الآخر ولكن المشكلة عديمي الحكمة من الحكام

      الحكام ومن بيدهم زمام الأمور فقدوا الحكمة تماما واصبحت أي مطالب شعبية تخيفهم الى درجة انهم مستعدون لادخال اوطانهم في حروب تحرق الاخضر واليابس ولا يعطوا القليل من الحقوق لهذه الشعوب والا فمعظم المناطق التي فيها النزاع نرى انه بمجرد تحقيق بعض المطالب تخمد نيران الحروب ولكن المشكلة فيمن يعتقد انه الحاكم بامر الله ولا صوت فوق صوته ولا بقاء للامة الا ببقائه

    • زائر 9 | 2:04 ص

      يستخدم الطائفية الضعفاء

      الحمد لله الشعب والمعارضة واعية لهذه التفاهات

    • زائر 8 | 1:41 ص

      ايران و الفتنة

      لم يكن احد في العالم العربي يعرف معنى الطائفية و الخيانة و العمالة قبل وصول .................للحكم

    • زائر 6 | 1:28 ص

      الكل طامع فينا

      الي حد الآن عندكم امل في هذه الأمه ياجماعه نعم سنتفتت اكثر وربما نندثر ككيانات نحن لانتعلم ولن نتعلم والله المستعان على القادم

    • زائر 5 | 12:52 ص

      تحصيل حاصل

      المنطقة مقسمة على كل الأشكال والميت كما يقال لا تضره الطعنة وما لجوح بميت إلام والأمة منقلبة على أعقابها والناس عادت إليهم جاهليتهم.

    • زائر 4 | 12:50 ص

      توناس

      انتم من تقفون مع هذا التقسيم الذي بدا بالدول العربية وبالبحرين

    • زائر 3 | 12:31 ص

      ايران هي الشيطان الاكبر على الدول الاسلامية

      ايران سبب بلاء الامة الاسلامية بزرع الفتنة الطائفية سب الصحابة وامهات المؤمنين ويدرسونها في ح.............. ليس لشئ الا للفتنه بين المسلمين فقط وزرع الفتنة الطائفية في لبنان والعراق والآن يريدون زرعها في اليمن وهذا لمصالحهم الشخصية وحلمهم با ارجاع الأمبرطورية الفارسية التي غضي عليها المسلمون

    • زائر 7 زائر 3 | 1:39 ص

      ايهما افضل

      لم نري منكم اي ردة فعل علي الذين حرقوا القران و اسنهزءوا بالرسول،،،بس تردون الاسطوانه سب الصحابة و ام المومنين،،،ابهما افضل الرسول و الصحابه ،،ما لكم كيف تحكمون

    • زائر 16 زائر 3 | 5:17 ص

      شوفي يا اخت ريم

      ............. انتي تقولين امريكا والاخ يسب روحه ايران وايران ذبحونا العالم وامريكا مسويه العرب والمسلمين مسخ ة وتقتلهم باموالهم والاخ يسب ايران من اللي يحارب مع امريكا اليوم ويطلع بطائراته مو العرب يقتلون بعضهم ؟ اشلون يا اخت ريم بنتطو. وعندك هالعقليات ما نقول حب ايران ولا غيرها بس شيلوا هالحقد الطائفي من نفسكم .

    • زائر 2 | 12:30 ص

      وايضا السبب هم الدول العربية الحليفة لأمريكا في إنجاح مهمتها

      دول لم يكن لها تأثير قبل سنوات اصبحت الامر الناهي والمتصدرة للمشهد بغباء بسبب الوفرة المالية التي تمتلكها لتشترك مع امريكا لتقسيم المنطقة فقط للمحافظة على عروشها وأقول لماذا نلوم امريكا والشقيق يقتل أخاه ويدمر منزله

    • زائر 1 | 12:13 ص

      الله يستر

      سوف تتسبب هذه الضربات الا مركية على داعش الى فتنه كبيرة جدا جدا في جميع الدول العربية ولاسلاميه وسوف يعتبرونها حرب صلبية على الاسلام وسوف يزيد من مؤيدين داعش ونصرتهم من جميع هذه الدول وبهذا سوف يكون الهرج والمرج في هذه الدول والقتل الطائفي على الهوية سني وشيعي والله يستر

اقرأ ايضاً