العدد 4428 - الثلثاء 21 أكتوبر 2014م الموافق 27 ذي الحجة 1435هـ

إنا لله وإنا إليه راجعون!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

منذ العام 2011 وحتى اليوم، لم توجد ثمة بوادر واضحة تشير إلى وجود رغبة حقيقية لدى السلطة في إيجاد حلٍ للأزمة العاصفة بالبلاد، ورغم أن ما جرى منذ 14 فبراير/ شباط 2011 وما تلاه، كان مؤلماً للبحرينيين، إلا أنه لم يتم استيعاب الدروس التي حوتها هذه الأزمة مطلقاً.

ماذا كان يعني أن يخرج نصف شعب البحرين وربما أكثر للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة منذ العام 2011 وفي محطات مختلفة في الأعوام التي تلته؟ إذا كانت الرسالة التي فهمت أن هؤلاء كلهم مدفوعون من الخارج، فذلك يعني أحد أمرين، إما أن الفهم لذلك مبني على أوهام لا صلة لها بالواقع، أو أن هناك من يدرك حقيقة الأمور ويريد أن يصم آذانه عن الحقيقة.

إذا كنا نتحدث بصدق، فلا أحد يمكنه أن يقف أمام الله لوحده ويقسم له أنه لا يوجد تمييز سياسي وديني واقتصادي ضد مكون رئيسي في الوطن، نقول ذلك لأن من يريد للأوطان أن تستقر لا يميّز بين أهلها ولا يظلم أحداً منهم، وإذا تحدثوا بمظلوميتهم وُوجهوا باتهامات العمالة والتخوين!

اليوم، نحن أمام انتخابات نيابية هي الرابعة منذ العام 2002، المعارضة تقاطعها، والسلطة تحشد لها، والشعب البحريني منقسم إزاءها بين هذا الرأي وذاك، غير أن القاسم المشترك بين الجميع أنهم كلهم يجمعون أن البحرين لا يمكنها أن تستقر في ظل معارك كسر العظم التي تتم، والتي يراد من خلالها تركيع الناس لأنهم اختاروا الديمقراطية مستقبلاً لأبنائهم.

نحن على موعد مع استحقاق سياسي، لكنه يبدو أن المجلس المقبل سيكون مجلساً بلون واحد، لا صوت فيه للمعارضة، وبالتالي فإن السلطة هي من ستشرع لنفسها وستراقب نفسها بنفسها، فهكذا تبدو الأمور!

من يعتقد أنه اليوم قوي ويراهن على قوته ليميّز بين الناس ويجور عليهم، فليفرح قليلاً أو كثيراً، ولكن التاريخ يشير إلى أن «تلك الأيام نداولها بين الناس»، وسنن الله في أرضه ماضية.

نتحدث، وقلوبنا تشفق على البحرين وأهلها من كل ما يجري فيها، فلا أحد يريد أن يتصور شكل البحرين بعد 10 أو 20 عاماً من الآن في ظل هذا الخصام والفرقة والتمييز والطائفية وخطابات الكراهية التي تزداد ولا تتوقف، والفساد ومشكلات تزداد ولا تتوقف.

اليوم لدينا واقع سياسي هو الأكثر تأزماً على مدى تاريخ البحرين، عشرات الضحايا رجالاً ونساء، شباباً وأطفالاً، وآلاف المعتقلين من أغلب البيوت، بعضهم أسقطت جنسياتهم وهم مواطنون اكتسبوا جنسيتهم بصفة أصلية، ومئات يقضون محكوميات بعشرات السنوات، فهل يمكن لمثل هذا المجتمع أن يستقر عبر تقديم خدمات أو حتى يلين بالتشديد على الحل الأمني والمزيد من الاعتقالات وإلقاء الناس في السجون؟

لقد أثبتت الممارسات الأمنية أنها تقدم حلولاً مؤقتةً لمن يوغل فيها، ويبطش بها، ولكنها تكون بكلف مرعبة، ولم تستطع أبداً أن تنهي المطالبات بالحرية والكرامة، لأنها قيم لا تموت بالقهر والترهيب.

وطنٌ في هكذا واقع، ما المستقبل الذي ينتظره أبناؤه؟ وهل يمكن أن يبنى وطن على آلام الناس؟ بصدقٍ يلفنا الحزن على حال هذا الوطن، ولا يسعنا أن نقول إلا... إنا لله وإنا إليه راجعون يا وطن!

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4428 - الثلثاء 21 أكتوبر 2014م الموافق 27 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 11:59 ص

      الله يحفظك يا ولد المدحوب

      الله يحفظك ياولد المدحوب

    • زائر 13 | 11:58 ص

      الدوائر المغلقة

      سميت الوفاق الدوائر المسيطرة عليها بالدوائر المغلقة والآن جاء دور الآخرين كل الموازين بين الطرفين ليست وطنية وعلتكم في بطنكم يعني مالها علاج . اين شعار الحل هو البرلمان ؟

    • زائر 12 | 4:19 ص

      انه الله مع الصابرين

      المشتكى لله المشتكى لله اللهم خلص شعبى من ظلم الحكومة

    • زائر 11 | 1:38 ص

      والله معور قلبك

      والله معور قلبك يا ولد المدحوب .. بوادر حل في هالديرة ما في لا تتعب قلبك

    • زائر 9 | 1:29 ص

      كلامك موزون

      فعلا الا يوجد رجل رشيد يتصرف بضمير تجاه ما يراه؟ قتلى وجرحى من كل الاطراف. عنف وعنف مضاد وتحريض وسب طائفي ولا من حسيب ولا رقيب. الوضع الاقتصادي ميت و البلد عايش على المعونات من دول الخليج والفساد نخر مفاصل الدولة ولا نرى مستقبل لابنائنا

    • زائر 6 | 12:22 ص

      هؤلاء سلبهم الله الحكمة فكيف يتعلّموا من الدروس

      قال تعالى (من اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا) ومن المؤكد ان من سلب الحكمة فقد سلب الخير الكثير لذلك لا تتوقع ان تجد الحكمة الى قلوبهم طريق وذلك لأن لله امر هو بالغه وربما هناك في علم الله امر آخر

    • زائر 5 | 12:19 ص

      حاولنا الوصول لنصف الطريق

      حاولنا الوصول المعمم الى نصف الطريق و لكنكم يا سيدي لا تريدون ان اعترفوا بالنصف الاخر من المجتمع الذي يرفض طرح المعارضة و يعتبرها معارضة طائفية

    • زائر 4 | 11:25 م

      اخترت العنوان فبل قراءة مقالك

      مصادفة عجيبة أن اختار تعليق لعنوان لمقال زميلك الأستاذ هاني وذلك قبل قراءة مقالك وأعتقد أنه نحن الإثنين أصبنا الهدف وعبرتا بنفس الأسلوب وفعلا وبسبب ما وصلنا إليه من حال لا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون وخير الكلام ما قل ودل مع تحياتنا لك

    • زائر 3 | 10:18 م

      للتعبير عن رفضي لسياسة التمييز و التهميش و التحقير ساقاطع

      لن اشارك لانني اتعرض لممارسة قائمة على التهميش و التحقير الطائفي العنصري

    • زائر 2 | 10:16 م

      الله يسلمك

      دشت المعارضه لو مادشت نفس الشي
      كنسله يا ملك
      ومرتباتهم ومكافاتهم وزعهم علينا كزيادة في الرواتب
      ووتقاعدهم سخره للاسكان
      صدقني
      هديله ما وراهم الا البلااااااا وصرف الفلوس لي ماليها دااااعي
      سيارة جواز اخضر مكافاه تقاعد وراتب
      الله كريم
      واحنا لينا الريش

اقرأ ايضاً