العدد 4433 - الأحد 26 أكتوبر 2014م الموافق 03 محرم 1436هـ

العصفور يدعو لاستثمار موسم عاشوراء بتجاوز الانقسام وخلق واقع جديد

بمناسبة ذكرى عاشوراء... حث على النأي بالمساجد والمآتم عن التجاذبات السياسية

المنامة - إدارة الأوقاف الجعفرية 

26 أكتوبر 2014

دعا رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1436 الموافق 2014، جميع القوى السياسية في البحرين إلى اليقظة من غفلة المخاطر المحدقة بالأمة في وقتنا الراهن التي تستدعي منا جميعاً تعزيز وشائج اللحمة الوطنية وتنقية الأجواء لتفويت الفرصة على الذين يسعون للنيل من أمتنا الإسلامية والكيد بها والنيل منها وتأكيد الالتفاف حول المصالح الوطنية العليا وتناسي الخلافات التي لا طائل من ورائها سوى تفويت المزيد من فرص التسويات والحلول الوسط، وضرورة الانفتاح على توجيهات وتوجهات القيادة السياسية من أجل خلق واقع جديد ينعم فيه الجميع بالعدالة والأمن والاستقرار، واقع تصان فيه الحرمات والكرامات، ويعيش فيه الكل بكرامة وعزة.

وقال العصفور في البيان السنوي للأوقاف بمناسبة مطلع العام: «إننا نبارك للمسلمين جميعاً ذكرى الهجرة النبوية الشريفة تلك الهجرة المباركة التي كانت منعطفاً مهماً وأسست لنقلة نوعية حضارية في تاريخ البشرية وأضاءت وأشرقت على العالم بنور رسالتها وعطائها ونهجها ومقاصدها وبفضلها أصبحنا ننعم فيما نعيش فيه في زماننا من تقدم وخير ورفاه. وما أحوجنا اليوم في خضم ما ابتلينا به من فتن إلى تجديد العهد بالالتزام بها والوفاء لها لنجاتنا وإنقاذ أمتنا بالتمسك بحبل نجاتها لأنها الدليل والنبراس والضياء الذي ينير لنا درب السعادة والخير والرخاء ما قدر للحياة من بقاء في عالم الدنيا».

ونوه رئيس الأوقاف الجعفرية إلى أن «مطلع العام الهجري له رمزيته الكبيرة في عالم وجدان كل الأحرار والغيارى، حيث نعيش ذكرى عاشوراء ونهضة الإمام الحسين (ع) التي انطلقت لصيانة الأمة ووحدتها وشرعيتها وشريعتها من عبث العابثين وكيد البغاة المتآمرين والقيادات الحزبية المصطنعة».

وأضاف «ونحن إذ نعيش إطلالة شهر محرم الحرام نستذكر بألم وحزن شديد ما وقع على ذرية المصطفى خاتم المرسلين (ص) يوم العاشر من محرم من سفك وهتك وبطش بفلذة كبده الإمام الحسين (ع) وخيرة أهل بيته الأبرار في واقعة كربلاء على يد أشرار يندر التاريخ بمثلهم في الانسلاخ من كل قيم الإنسانية، ومن سوء الطالع أن نبتلي ونشهد في أيامنا هذه واقعاً مؤلماً مشابهاً على يد فلول من أذيال وأذناب شرار الخلق من أعداء أمة نبي الإسلام من عملاء الصهيونية والصليبية العالمية يشنون فيه الحرب على الأمة الإسلامية جمعاء بلا هوادة، ويحرقون الأخضر واليابس ويعيثون الفساد وينشرون الرعب والإرهاب والدمار لكل ما تطاله أيديهم ويسفكون الدماء ويزهقون الأرواح ويقطعون الرؤوس ويمثلون بالجثث وينتهكون كل الحرمات والكرامات باسم الدين بلا حياء ولا خجل».

وعلى الصعيد الوطني، أشار رئيس الأوقاف الجعفرية إلى أننا وفي خضم هذه الابتلاءات وخصوصاً مع قرب انطلاق الانتخابات النيابية نوجه دعوة صادقة لتحصين وطننا ومجتمعنا من شر الفرقة والاختلاف، ففي مثل تعقيدات الظروف الحالية المحلية والإقليمية والدولية نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بتحصين الجبهة الداخلية لوطننا وتجنيبه كل أنواع المخاطر التي تتهدده أسوة بغيرها من بلاد المسلمين بل والعالم.

وفي هذا السياق، وجه العصفور الدعوة للفرقاء داخل البحرين إلى اليقظة من الغفلة عما تعيشه الأمة الإسلامية من واقع مزري ومؤسف والتي تستوجب منا العمل بكل ما تسعه قدرتنا على تعزيز اللحمة الوطنية وتأمين أمن ورخاء وطننا.

وشدد رئيس الأوقاف على أن «الوضع يتطلب التضحيات من الجميع لصيانة الوطن والشعب وتحكيم العقل وتغليب المصالح العليا والتعامل بحكمة وحذر شديد لاجتياز هذه المرحلة الحساسة والبالغة الخطورة بسلام وأمان، فمهما وجدت الاختلافات لكن ينبغي للكل أن يحترم الآخر ويعذر الآخر فيما يختاره بقصد خدمة الوطن الذي يحتضن الجميع، وينبغي أن يكون التنافس الشريف الجاد فيما بين جميع الفرقاء هو العمل الجاد من أجل مصلحة الوطن والإسهام والمشاركة في صنع القرار الذي يحقق تطلعات الشعب في حاضره ومستقبله».

وبمناسبة الانتخابات البلدية والنيابية، شدد على أن الأوقاف الجعفرية تدعو الجميع إلى ضرورة النأي بالمساجد والمآتم عن التجاذبات السياسية لكي تصان نزاهة منابرها الدينية وقدسية رسالتها وتكون دليلاً ومناراً تسدد مجتمعاتنا إلى انتهاج كل طرق الخير والصلاح والهداية والرشاد كما كانت دوماً حاضنة للجميع ومن أجل رخاء وعزة الجميع.

وأكد العصفور أن رسالة المنبر الديني على مدار التاريخ هي رسالة إصلاح وهداية وتقويم وجمع الشمل بكلمة التوحيد وتوحيد الكلمة وتوثيق الصلات الأخوية والإيمانية بين أبناء الوطن والأمة على اختلاف انتماءاتهم المذهبية وتعزيز كل مظاهر الوحدة وصيانة المجتمع من شر الفتن والانقسامات ويجب أن تبقى كذلك كما كانت. كما يجب على كل الخطباء التأكيد على حرمة الدماء والممتلكات والحقوق الاجتماعية والمدنية ووجوب صونها عن التعدي والتجاوز والانتهاك والهتك وأنها تمثل الخطوط الحمراء التي بالغ في التأكيد عليها الإسلام بأبلغ أنواع التأكيد وشرع العقوبات الصارمة لكبح جماح مرتكبيها دنيا وآخرة ولا تبرأ ذمم كل من يتعدى على حق من حقوق الناس.

وشدد على أن إدارة الأوقاف الجعفرية تؤكد ضرورة منع استغلال دور العبادة كمواقع لأغراض الدعايات الانتخابية والمعارك والتجاذبات السياسية التي تتنافى جملة وتفصيلاً مع دورها العبادي الريادي.

ونوه إلى ضرورة تجنيب استغلال وتسييس وتحزيب المنبر الديني للدعاية الانتخابية وإثارة الانقسامات، مؤكداً أن الانتماء الوحيد الذي ينبغي أن يكون له إنما هو للإسلام بكل ما يحتضنه من جوامع القيم والمثل والمبادئ السامية، ولا يجوز أن يجير إلى أي انتماء حزبي أو سياسي أو فئوي أو طائفي.

ودعا العصفور كل الخطباء وخصوصاً نحن على أعتاب شهري محرم وصفر اللذين يعيش فيهما أبناء الوطن أكبر موسم ثقافي سنوي يمتد لشهرين إلى اغتنام الفرصة حيث يحرص الجميع فيه على الحضور في المأتم والحسينيات للإصغاء والاستماع لما يطرحه الخطباء الأفاضل إلى تكثيف الجهود وزيادة الدعوات الصادقة والنداءات المخلصة وتنبيه الرأي العام بضرورة تفعيل الشعارات والقيم الإنسانية النبيلة في واقع حياة مجتمعاتنا الاعتقادية والسلوكية والأخلاقية من أجل إصلاح وتنقية وتقويم كل المظاهر الشاذة والأخلاق الذميمة والانحرافات الفكرية والعقائدية التي ابتلى بها أبناؤنا وتفد إلينا من خارج أمتنا وتنفث سمومها بينهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة. والتذكير بعظم أهداف الإسلام وحقيقة قيمه ومثله العليا وحرماته وحدوده وأحكامه الرادعة لكل المنحرفين والعابثين وضرورة التحلي في الحياة الاجتماعية بقيم الإسلام ومبادئ ومقاصده السامية التي كانت ومازالت نعمة الرسالة المحمدية الخاتمة الكبرى وأن النجاة لن تكون إلا بالتمسك بما جاء به الهدي النبوي الشريف (ص) والرسالة الإسلامية العالمية الخاتمة.

ودعا رئيس الأوقاف الجعفرية إلى استثمار موسم عاشوراء لتنقية الأجواء وإصلاح كل فاسد من أمور مجتمعاتنا، فضلاً عن اغتنام هذا الموسم لإعادة ترتيب البيت الوطني الداخلي وعلاج جميع المشاكل المزمنة والمتأزمة التي يعاني منها على جميع المستويات وضرورة تكاتف الجهات الحكومية مع الأهلية للإسهام في حلها من أجل أن ينعم الجميع بالأمن والخير والرخاء والاستقرار والسعادة.

العدد 4433 - الأحد 26 أكتوبر 2014م الموافق 03 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:35 ص

      متوحدون بإذن الله بفضل فعل الظالمين واعوانهم بنا

      معسكر الحسين ع السلام متوحدون بفضل سيد الشهداء رغم بعض الاختلافات البسيطه نسأل الله ان تذوب.ولكن مع معسكر يزيد لا يمكن التوحد وافعالهم تجدد المصيبة

    • زائر 8 | 6:11 ص

      !!!!

      اول شي اترك عنك ...و بعدين تعال انصح و تكلم ..
      لكن الدينار لاعب في حسبتكم .. شوهتون سمعة لعمامة شوه الله وجهكم دنيا و آخرة

    • زائر 7 | 3:52 ص

      نصيحة

      نصيحة الى الشيعة اياكم ان تبيعوا ضمايركم لاجل مصالحكم بمثل مافعل غيركم اشترى الدنيا وباع الاخرة والمقصووود الى على بالى

    • زائر 6 | 2:38 ص

      عاشوراء طول عمرها توحد

      لكن لما طلع نوع جديد من التفكير ويحس انه مقصود وانه من معكسر القاتل صارت عاشوراء محطة تحسس عند البعض وخووف عند البعض الآخر بل كراهيه من ذكرها

    • زائر 4 | 2:07 ص

      خلق واقع جديد؟

      الواقع الجديد سبق و تم خلقه و الا لما كنت موجودا في منصبك :)

    • زائر 3 | 12:40 ص

      منع استغلال دور العبادة !!!

      كل جمعة تسب وتهان الطائفة الشيعية من على المنبر وأنتم لا خبر ولا حتى رد منكر غريب امركم يا شيخ !!!!

    • زائر 5 زائر 3 | 2:20 ص

      مو بس جدي

      حتى المواتم اعتدو عليها وعلى الناس واعتدوا على المساجد ياترى يا شيخ من اللي هدم وانتهك حرمات الله؟؟؟؟ ولماذا فقط مساجد ومآتم من طائفة معينة؟؟؟ واين دوركم يا شيخ؟؟؟؟ ولو كله بس تصريحات؟؟؟

    • زائر 2 | 11:31 م

      ينبغى أولاً أن نكون قادرين على اصلاح عيوب أنفسنا

      كثيرة هى سلبيات مجتمعنا وعديدة هى عيوبنا، ولكى ينصلح حالنا ونتقدم إلى الأمام ونكون قادرين على التمييز بين ما يصلح لنا وين ما يضرنا، ينبغى أولاً أن نكون قادرين على اصلاح عيوب أنفسنا التى تعيقنا عن التقدم وتجعلنا عاجزين عن العمل السوى واتخاذ القرارت بطريقة منطقية أو على الأقل أن نكون على قدر من المسؤولية تجاه تلك القرارات....

    • زائر 1 | 10:32 م

      غريب الرياض

      اتمنى الجهود تنصب لاسترجاع ما سرق من وقف الامام الحسين و ان يتم الحفاظ على ما تبقى منها. و تعلنون القوائم المالية للأوقاف كل سنة عشان الشفافية و الحساب

اقرأ ايضاً