في أحد البساتين الخضراء الجميلة، كان يعيش طائر جميل الصوت والريش في قفص ذهبي يهتم صاحبه بنظافة مكانه وبتوفير الطعام والماء له، وفي كل صباح يحمل القفص ويضعه قرب النافذة فيلتقي الطائر الجميل مع الطيور الأخرى التي تزور البستان في كل يوم، فتدور بينهم الأحاديث من الصباح حتى المساء، إلى أن يأتي صاحب البستان ويحمل لداخل المنزل من جديد، على أن يعيده للنافذة نفسها صباح كل يوم.
وفي يوم من الأيام اقترب بلبل جميل الشكل والصوت من قفص تلك الطيور، فدار بينهما هذا الحوار:
البلبل: كم أنت محظوظ أيها الطائر الجميل!
تبسم الطائر الجميل وقال: وأنت أيضاً بلبل جميل محظوظ.
البلبل: أنا لستُ محظوظاً مثلك، فأنت تعيش في قفص ذهبي جميل وتأكل طعاماً لذيذاً.
الطائر الجميل: وهل هذا ما يعجبك يا صديقي؟!
البلبل: بكل تأكيد، فنحن جميعاً نبحث عن مكان جميل يأوينا وعن طعام وشراب يكفينا.
الطائر الجميل: صحيح أنا أملك الطعام والشراب والسكن الجميل والنظيف، ولكنني أفتقد الكثير.
البلبل: وما الذي تفتقده؟!
الطائر الجميل: افتقد الطبيعة والطيران مع الرفاق والأصدقاء، أفتقد حريتي يا صديقي.
البلبل: ليت لي قفصاً جميلاً وطعاماً وشراباً يكفيني لَمَا فكرتُ مثلك في أصدقاء وطبيعة.
الطائر الجميل: هل ترغب في أن نتبادل الأماكن، أنا أخرج للحرية وأنت تعيش في قفصي الذهبي؟!
البلبل: بكل تأكيد.
الطائر الجميل: إذا ابدأ وأنت تقف عند قفصي بالتغريد حتى عودة صاحب المنزل فيعجب بصوتك فيطلق حريتي ويدخلك أنت إلى القفص الذهبي وهنا نكون قد تبادلنا الأدوار.
بالفعل بدأ البلبل بالتغريد، حتى أعجب صوته صاحب المنزل فأمسك به وأدخله القفص الذهبي وأطلق الطائر الجميل إلى السماء.
هنا فرح الاثنان بمكانهم الجديد، فأخذ الطائر الجميل طريقه يرفرف عالياً ويغرد ويتنقل من شجرة إلى شجرة في فرح وسرور. أما البلبل فأخذ يأكل ويشرب وهو فرح في القفص الذهبي.
وبعد مرور أيام قليلة التقى الاثنان عند النافذة ذاته، فرأى الطائر الجميل البلبل حزيناً، فحيّاه وبدأ يتحدث معه:
الطائر الجميل: ما بالك يا صديقي، لما أنت حزين وأين صوتك الجميل؟!
البلبل: الآن قد أدركتُ معنى كلامك، فقد تعبتُ من التغريد وحيداً، واشتقت إلى حريتي، فهل نستطيع أن نلغي اتفاقنا ويعود كل منا لمكانه؟!
الطائر الجميل: لا يا صديق، فالحرية لا تقدر بثمن، ولكنني أستطيع أن أساعدك لنفتح باب القفص معاً، وتنطلق للحرية.
وفعلاً، حاول الاثنان معاً فتح الباب، فنجحا وانطلقا يرفرفان بجناحيهما عالياً وهما مسروران.
مرام منصور كاظم
(13 عاماً)
العدد 4436 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ