يمثل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة محور ارتكاز في أجواء دورات كأس الخليج على مدار سنوات طويلة إذ لايزال يحتفظ بدوره ومكانته ومحط اهتمام وسائل الإعلام المختلفة المكثفة في دورات الخليج والتي تحرص على استطلاع آرائه في مختلف القضايا ومجريات سير الدورة وذلك بإجابات تغلفها الصراحة والأسلوب الشيق والسهل الممتنع للصحافيين والقراء.

كما أن محط جلوس الشيخ عيسى بن راشد في بهو فندق كبار الشخصيات والضيوف في فندق الريتز كارلتون بالعاصمة الرياض يتحول الى مايشبه «المجلس اليومي» يلتقي فيه الشيخ عيسى مع الشخصيات الرياضية والمشاركين في الدورة من رياضيين وإعلاميين بكل رحابة صدر ودون قيود لذا استحق لقب «فاكهة دورات الخليج»، وحرصنا على الالتقاء مع «بوعبدالله» من خلال الحوار التالي والذي تناول مختلف الأحاديث والمحاور المتعلقة بدورة الخليج المقامة حالياً في الرياض.

... ونبدأ حديثنا مع الشيخ عيسى حول المباراة المهمة لمنتخبنا الوطني أمام السعودية اليوم، فكيف يراها الشيخ عيسى؟

- بلا شك أن مباراة اليوم هي الفرصة الأخيرة ومصيرية لمنتخبنا بعد التعادل المخيب والمستوى المتواضع الذي ظهر عليه منتخبنا أمام اليمن في الجولة الأولى، وفي الحقيقة لا أعلم كيف ستكون الصورة التي سيظهر بها منتخبنا اليوم وخصوصاً بعد غياب هويته الفنية والصورة المتواضعة التي كان عليها في لقاء اليمن، ولكن أتمنى أن يظهر فريقنا بصورة مختلفة ويقوم المدرب بوضع التشكيلة المناسبة وتصحيح الأخطاء الكثيرة التي ظهرت أمام اليمن، ولا يمكننا قول الكثير وننتظر المباراة.

هل أنت متشائم بالمنتخب في الذهاب بعيداً في مشوار هذه الدورة؟

- والله صعبة والمشكلة أن البداية لم تكن جيدة وهو ماصعب المهمة وخصوصاً أن المباريات الأولى لها أهمية فنية ونفسية في دورات الخليج، كما أننا عولنا على تواجد المدرب العراقي عدنان حمد بخبرته وتميزه في الناحية النفسية في أن يكون له دور في هذا الجانب ونأمل أن تتحسن الأمور اليوم وأمام قطر ومسح صورة مباراة اليمن، والفريق البحريني لديه بعض لاعبي الخبرة بجانب حيوية بعض اللاعبين الشباب ونأمل أن يتم وضع التشكيلة الجيدة وأن يكون الشكل الفني أفضل اليوم.

... وكيف ترى مستوى الدورة بعد انتهاء الجولة الأولى؟

- حتى الآن لم تقدم المنتخبات الثمانية المستويات الفنية الجيدة وظهرت أغلب المباريات بصورة سيئة وسيطر الحذر والأساليب الدفاعية على أداء المنتخبات وغابت النواحي الهجومية ولم يكن هناك أي فريق أو لاعباً مميز حتى الآن بدليل ندرة الأهداف التي سجلت 3 أهداف فقط في أربع مباريات وبالتالي يصعب التكهن بالمنتخبات المرشحة للقب، وعلى رغم ذلك فإن المؤشرات المبدئية للمنافسة على اللقب تشير الى منتخبات السعودية وقطر والإمارات وعمان ودخلت عليها الكويت.

نحتاج حكام أوروبا

ما تعليقك على المستوى التحكيمي في الدورة بعد الانتقادات التي طالت مباراتي الإمارات وعمان، والكويت والعراق؟

- كثرة الأخطاء التحكيمية دفعت بالاتحادات الخليجية ترغب في الاستعانة بحكام من خارج منطقة الخليج، كما أنه يفترض تعيين أبرز الحكام لإدارة مباريات البطولة نظراً للحساسية وأهمية المباريات، وحتى الحكام المحايدين الذين يتم الاستعانة بهم نلاحظ أنهم أحياناً من دول غير متقدمة كروياً مثل أستراليا في الوقت الذي يفترض أن يتم الاستعانة بحكام من الدول الأوروبية المتقدمة وخصوصاً أن الهدف من الاستعانة بهم هو كثرة الأخطاء التي كانت تحدث من الحكام الخليجيين سابقاً وحساسية المباريات.

لا لضم الأردن والمغرب

ماردك على الأصوات التي اقترحت بضم منتخبي المغرب والأردن الى دورة كاس الخليج؟

- توسعة المشاركة في دورات الخليج سيفتح الباب لحصول مشكلات وقضايا ستؤثر سلبياً على وضع الدورة وانتظامها وستصبح حينها دورة « ثقيلة « ومكلفة بالنسبة للدول المضيفة، خصوصاً أن دورة الخليج تتبوأ مكانة كبيرة وهي أفضل نموذج للتجمعات الرياضية العربية وحافظت على استمراريتها وانتظامها منذ 44 عاماً، لذا أتمنى أن تظل الدورة على وضعها الحالي لكي تحافظ على مكانتها واستمراريتها.

الجمهور متكاسل

ما تعليقك على ضعف الحضور الجماهيري السعودي في اليوم الافتتاحي للدورة الحالية؟

- أعتقد أن هناك عدة عوامل ساهمت في ضعف الحضور الجماهيري في الافتتاح مثل بعد موقع أستاد الملك فهد، وأن الناس تتكاسل وتحاول تفادي الأزدحامات التي عادة ماتلازم اليوم الافتتاحي للدورات وتفضل مشاهدة المباريات بارتياح عبر القنوات التلفزيونية المتعددة التي تنقل المباريات مباشرة وبزوايا مختلفة وخصوصاً في ظل الاهتمام الإعلامي الذي تحظى به الدورة، لكن نتطلع الى ازدياد الحضور الجماهيري في المباريات المقبلة والتي يتوقع أن تظهر فيها المستويات أقوى.

كيف ترى موضوع تحديد مكان إقامة دورة «خليجي 23» المقررة مسبقاً في العراق؟

- النسخة المقبلة من المفترض إقامتها في الكويت في حال استمرار حظر المباريات الدولية في العراق فضلاً عن الوضع الأمني الحالي ولكن ننتظر كيف ستكون عليه الأمور في الفترة المقبلة وبعدها تقييم الوضع إذا تحسن وأصبحت العراق مؤهلة لاستضافة الدورة دون صعوبات وبشكل طبيعي.

صراع القنوات سبب أزمة الحقوق

ما تعليقك على أزمة عدم حصول بعض القنوات على حقوق بث مباريات كأس الخليج؟

- أعتقد أن المنافسة بين القنوات الفضائية الرياضية والشركات الراعية هو وراء هذه المشكلة، وأن نقل مباريات دورة الخليج يجب أن تطرح أمام جميع القنوات وفق مبالغ مناسبة وفي متناول جميع الدول ولاتشكل عبئاً على التلفزيونات والدول لأننا في زمن الفضاء المفتوح وممكن تشاهد المباريات في أكثر من قناة رياضية وبالتالي لاتضطر دولة ما الى دفع ملايين من أجل الحصول على نقل المباريات، كما أنني أتمنى من الدولة المنظمة مراعاة الجوانب المالية في عملية بيع حقوق النقل التلفزيوني خلال الدورات الماضية لأننا نحب مشاهدة جميع القنوات الخليجية حاضرة لأنها ملح الدورة ومكسب لها.

كيف ترى الزخم الإعلامي المكثف في دورات الخليج وتأثيراته؟

- بالتأكيد أن دور الإعلام مهما ومؤثراً في دورة الخليج منذ سنوات طويلة وساهم في منح الدورة ثقلاً وأظهرها وأوصلها الى العالمية كحدث مهم وهو من العوامل الايجابية في مسيرة الدورة، لكن في الوقت نفسه هناك جانب سلبي وخصوصاً بالنسبة لبعض القنوات التي لا تتخذ مبدأ الحيادية أو المهنية النزيهة وكذلك الحال للتأثيرات السلبية لبعض الصحف في تعاطيها مع المنتخبات والتصريحات ونقل الأخبار لدرجة أن المنتخبات اضطرت الى منع منتخباتها من وسائل الأعلام تفادياً للشد والضغوطات والتوتر والمحافظة على تركيز اللاعبين.