العدد 4486 - الخميس 18 ديسمبر 2014م الموافق 25 صفر 1436هـ

محكوم يأمل بلقاء والديه المقعدين وإدارة السجن ترفض رغم سماح المحكمة

الحاجة أم إبراهيم في حديثها إلى «الوسط»
الحاجة أم إبراهيم في حديثها إلى «الوسط»

شاب يبلغ من العمر 34 عاماً، يدعى محمد عبدعلي رضي، قضى 8 أعوام من حكمه البالغ 15 عاماً في سجن جو المركزي، غض نظره بعد كل هذه السنوات عن ترقب انتهاء فترة حكمه أو الإفراج عنه بمكرمة ملكية، وبات أمله فقط على تمكنه من لقاء والديه المقعدين العاجزين عن زيارته في السجن.

وقضى الشاب محمد سنوات من عمره لقاء قضية مخدرات تورط ومجموعة أخرى فيها، وكان يتمكن من لقاء أسرته دورياً وفقاً لجدول الزيارات المعتمد بإدارة الإصلاح والتأهيل بسجن جو المركزي، غير أنه مؤخراً شاخ والداه، وباتت أعراض الشيخوخة تظهر جلياً عليهما، حتى حالت دون قدرتهما على زيارته أو لقائه بهم.

واستنفد محمد كل السبل الرسمية والكتابية من أجل تمكنه من لقاء والديه، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وكل أمله اليوم أن ينظر المسئولون المعنيون إلى موضوعه بعين الاعتبار والإنسانية على أقل تقدير عبر الصحافة.

وفي تفاصيل أكثر، سردت الموضوع الحاجة أم إبراهيم، (في العقد السابع من العمر)، وهي والدة الشاب المحكوم محمد عبدعلي رضي، وقالت في حديثها لـ “الوسط”: “حالي كما ترون، حيث إنني مقعدة وبالكاد أخطو خطوات عدة تصل بي إلى دورة المياه أو فراشي حيث أجلس، فقد سقطت قبل نحو شهرين وانكسر حوضي وخضعت لعملية جراحية مازالت تداعياتها وأعراضها ظاهرة عليّ، وهو ما يحول دون قدرتي حتى على صعود المركبة من أجل حضور زيارة ابني المقررة دورياً من إدارة السجن”.

وتابعت أم إبراهيم: “كنت أقوم بزيارته دورياً قبل سقوطي وانكسار حوضي، إلا أن مساعي ابني محمد والأسرة مع المحكمة وإدارة السجن كانت من أجل السماح بإحضاره للمنزل للقاء والده المقعد منذ فترة طويلة، فهو بحالة شبه شلل، وهو في السبعين من عمره ولا يقوى على حضور مبنى السجن في منطقة جو نظراً لحالته الصحية المتدهورة أولاً، ولبعد مقر السجن ثانياً”.

وأفادت أم إبراهيم بأن “قمنا بالمتابعة مع المحامي الموكل من جانبنا مع المحكمة، وكذلك إدارة السجن من أجل السماح لمحمد بالحضور في المنزل ولقاء والده قبل نحو 6 أشهر، وقد صدرت عدم ممانعة من قاضي تنفيذ العقاب بذلك، غير أن إدارة الإصلاح والتأهيل امتنعت عن ذلك حتى هذه اللحظة من دون أي سبب مقنع”، مشيرةً إلى أن “كان المانع في بداية الأمر أن منزلنا واقع في قرية كرانة، حيث تشهد أحداثاً أمنية دورياً ويتعذر إحضار محمد إلى هناك، رغم أنه ليس محكوماً في قضية سياسية، ونظراً لشروع أحد أصحاب الأيدي البيضاء في هدم وإعادة بناء منزلنا هناك، انتقلنا بصورة مؤقتة حالياً إلى منزل ابنتي في مدينة حمد بدوار 19، وقد أخطرنا رسمياً إدارة الإصلاح والتأهيل في سجن جو المركزي بذلك، حيث إن المنطقة هادئة وبعيدة عن أي أحداث أمنية، والنتيجة مازالت على ما هي عليه”.

واستدركت أم إبراهيم: “لم يبق من العمر شيء، ومازال على ابننا الكثير من الوقت ليقضي في السجن، وهي 7 أعوام من بقية حكمه البالغ 15 عاماً، ونرغب في رؤيته ليس أكثر، في الوقت الذي نتفهم فيه كل الإجراءات المتبعة من جانب إدارة السجن”.

وعقبت أم إبراهيم على قولها: “البحرين ستحتفل بمنتصف هذا الشهر بأعيادها الوطنية في يومي 16 - 17 ديسمبر/ كانون الأول إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة، والذكرى 43 لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 15 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمقاليد الحكم. وأرجو أن يصدر بحقه عفو ملكي بالتزامن مع هذه المناسبة، وأن يأخذ موضوعه على محمل إنساني، وكلنا أمل في أن يتفهم المسئولون مطلبنا”.

وقد صدر عن قاضي تنفيذ العقاب بدر عبداللطيف العبدالله في 19 ديسمبر 2014 خطاب عدم ممانعة لمدير إدارة الإصلاح والتأهيل، وذلك بحسب الأنظمة والإجراءات في سجن جو المركزي، بشأن زيارة المحكوم عليه لوالده في المنزل.

وصدر خطاب قاضي تنفيذ العقاب بناء على التقرير الطبي الصادر من قيادة الخدمات الطبية الملكية بقودة دفاع البحرين (مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب)، والمتعلق بوالد المحكوم عليه الحاج عبدعلي علي رضي، والذي جاء فيه: هذا المريض البالغ من العمر 77 عاماً معروف بإصابته بمرض القلب الدموي الاحتباسي، وقد تابع حالته مع عيادة العظام بسبب إصابته بالتهاب متقدم واحتكاك ثلاثي في الركب، ما أثر بشكل كبير على حركته. كما أنه يعاني من التهاب شديد ومتقدم في الكتف، مع تمزق في حركة الكم الوتري. ونتيجة لمرضه القلبي غير المستقر فإنه لا يمكن استبدال ركبته بالكامل.

عبدعلي رضي والد المحكوم عليه المقعد
عبدعلي رضي والد المحكوم عليه المقعد

العدد 4486 - الخميس 18 ديسمبر 2014م الموافق 25 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:45 ص

      الله يفرج عن حالكم

      يعورون القلب الشايب و العجوز

    • زائر 3 | 12:25 ص

      أي انسانية هذه؟؟

      لا أعتقد أن هؤلاء محسوبين على الانسانية...فأي قلوب يحمل هؤلاء.

    • زائر 6 زائر 3 | 1:47 ص

      وين راحت الأنسانية والقلوب الرحيمة ياوزارة الداخلية

      الله ياخذ الحق من كل من ظلمه ويفرج عنه ويكون ابوه وامه تحت نظر عيونه لارحمة ولامغفرة في هالبلد دام.... خلها على الله بس

    • زائر 2 | 10:40 م

      بلد الغانون

      وين بلد الغانون والمؤسسات والفصل بين السلطات إذا كانت الداخلية ترفض تنفيذ أوامر المحكمة
      وهذي مو أول مرة ياما المحكمة أمرت بالسماح لمعتقلين بتشييع أقاربهم المتوفين لكن الداخلية فوق القضاء ولا يهمها شي

    • زائر 1 | 9:25 م

      بل ويش هل القسوه.خلوه خادم لمه وابوه

      انا افضل ان يقضي الولد فترة محكوميته برعاية والديه مع المراقبه.وفي حالة تعسره من العنايه بهم ارجاعه للسجن.ترا العنايه بطفل صعبه وشلون لو كان اثنين كبار مرضى وعاجزين.افضل تاهيل الشاب لرعاية والديه وصرف راتب نظير واجب الحكومه وتعهدها برعاية كبار السن

اقرأ ايضاً