العدد 4498 - الثلثاء 30 ديسمبر 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1436هـ

«توطين الأعمال» في الخليج

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بحسب المعلومات المتوافرة في الصحافة، فإِنَّ حوالي 23 مليون أجنبي يعيشون في دول الخليج الستِّ، بينهم 2.4 مليون يعملون خدماً في المنازل، وذلك من أصل عدد سكان إجمالي، يبلغ حوالي 50 مليون نسمة.

بحرينيّاً، ووفق إحصائيَّات الهيئة العامة للتَّأمينات الاجتماعيَّة، فإنَّ العمالة الوافدة (المهاجرة) التي تعمل في القطاع الخاص يبلغ عددها أكثر من 430 ألف عامل، ويتقاضون رواتب مجموعها أكثر من مليار دينار بحريني (2.6 مليار دولار) في السَّنة. والأجانب حاليّاً يشكلون أكثر من نصف سكان البحرين.

أمَّا في الإمارات، فتبلغ تحويلات العمالة الوافدة التي تشكل غالبيَّة السكان، أكثر من 12 مليار دولار سنويّاً، وفي السعودية فإنَّ الرقم يصل إلى أكثر من 8 مليارات دولار سنويّاً، بسبب تواجد 9.7 ملايين نسمة، يشكلون نحو ثلث السكان في السعودية (32.4 في المئة).

ومؤخراً، فإنَّ هناك تصريحات من مسئولين سعوديين أبدوا قلقهم من التحويلات المالية الكبيرة التي تخرج من البلاد، وربما يتمُّ استحداث ضوابط للحَدِّ من ذلك، وحث العمال الوافدين (المهاجرين) على صرف الجزء الأكبر من رواتبهم داخل السعودية.

كما أَنَّ وزارة العمل تسعى إلى تثبيت السقف عند 20 في المئة من العمال الوافدين (بين 10 عمال في السعودية يوجد 9 أجانب) لتكثير فرص العمل للمواطنين السعوديين، وخفض معدل البطالة عبر إطلاق 30 مبادرة جديدة في السَّنوات الثلاث المقبلة، من خلال برنامج «حافز» لتوظيف السعوديين، وتشجيع المنشآت المحليَّة على استخدام مواطنيها، وذلك في إطار سعيها إِلى خلق فرص عمل لخريجي الجامعات السعودية.

على أَنَّ توطين الوظائف، في ظل وجود عمالة رخيصة، أثبت فشله على مرِّ السنين في مختلف الدُّول الخليجيَّة، كما أَنَّ فرض سقف على التَّوظيف يخلق بطالة مقنَّعة، ويصبح المواطن الخليجيُّ رمزاً للكسل مع انعدام الحماس للعمل التَّنافسي والمعطاء، ما يجعل كسر كل الضَّوابط المفروضة ضرورة حياتيَّة؛ لأنَّ الأعمال لا يمكن أن تسير من خلالها.

في الوقت ذاته، فإنَّ الشباب الذي لا يشعر بقيمة العمل يصيبه الضَّجر والملل، ويتولد لديه فراغ يحتاج إلى قتله عبر المغامرات التي نرى بعضها في سياقة طائشة للسيَّارات أو مطاردة الجنس الآخر، أو حتى الالتحاق بأعمال تخريب وإرهاب؛ للتَّعويض عن السأم الذي يقتل الهمم.

في مقابل كلِّ ذلك، فإنَّ المفاوضات الجارية بين دول الخليج و12دولة آسيويَّة ضمن جولات «حوار أبوظبي» التي عقدت آخرها في الكويت الشهر الماضي، توضح أنَّ الاتجاه العالمي يدفع نحو ضمان حقوق العمَّال الأجانب، ما يعني أنَّ هذه القوى العاملة يعتمد عليها الاقتصاد حاليّاً، وستعتمد عليها السياسة مستقبلاً، وفي الوقت ذاته، فإنَّ توطين الأعمال سيستمر في الفشل؛ لأنه يعتمد على أسس غير موائمة مع بيئة العمل التي تسيطر عليها العمالة الأجنبية الرخيصة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4498 - الثلثاء 30 ديسمبر 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:16 ص

      دكتور منصور

      هذا المقال ليس وقته هذه الأيام هناك موضوع أهم من العمالة الأجنبية يادكتور

    • زائر 7 | 1:46 ص

      في البحرين حيث يوطن الاجنبي في هذا البلد ويستنزف اموال الدولة على حساب شعب يطالب بحقوقه ولهذا الاقصاء والتممز في كل شي حتى لو تطلب الامر الى تكلفت الدولة

      توطين وتوظيف الغرباء والاجانب من اجل اقصاء المواطنيين في البلد

    • زائر 5 | 11:04 م

      أستاذي الفاضل

      شكرًا على النشر مع خالص التحية

    • زائر 4 | 10:57 م

      الخلجنة

      امس الثلثاء اذاعت مونتكارلو برنامجا عن توجه دول الخليج لاعتماد مبدا(الخلجنة)المبدا ممتاز لكن الحكومات تريد من القطاع هو من يقوم بالمبادرة وينفذها؛انا ارى ان هناك الكثير من الوظائف في الخليج يفترض ان يتم احلال الخليجين فيها وان كان الخليجيون ينفرون منها بسبب ضعف رواتبها؛مثل التدريس؛فلو قامت الدول باحلال مواطنيها لتخلضنا من كثير من الاجانب؛وهذا الامر يتطلب تقديم المحفزات للمواطنين للعمل فيها؛وقس على ذلك المهن الطبية مثل التمريض والصيدلة والطبابة؛وكذلك القضاء والهندسة؛ووو
      فالمواطن افضل من الاجنبي.

    • زائر 3 | 10:48 م

      هجرة الاموال في وقت الحاجة إليها

      إذا قلنا إن أكبر مشاكل العمالة الاجنبية أنها هجرة الأموال إلى بلدانهم في الوقت الذي بلدنا يحتاج إلى هذه الاموال فالواقع يفرض علينا التمييز بين وظائف لا يمكن استبدالها بمواطنين بسرعة مثل اعمال الانشاءات ، و لكن هناك قطاعات عمل أخرى رواتبها بين المتوسطة و المرتفعة مثل التدريس و الصحة و الأمن هذه القطاعات يمكن للمواطن شغلها و ذلك أفضل لإقتصاد البلد قبل أي شيء آخر لأن راتب هذا الموطن سيُصرف في الوطن. لا يجب أن تمنعنا الحواجز العاطفية عن اتخاذ القرار الحكيم.
      شكراً دكتور

    • زائر 2 | 10:46 م

      أستاذ منصور لماذا يحاربونك


      حديثي خارج الموضوع ولكن أرجو النشر لماذا كل هذا الحقد من قبلهم وقبلهن عليك هل لأنك متفوقا عليهم وعليهن ومتميزاً في كل شيئ وتحصل على الجوائز ولاتشتريها كما يفعل الغير وهل لان جريدة الوسط جريدة المصداقية والتميز تحصل على الجوائز العربية والعالمية ولا تدفع الأموال لشرائها وهل لأن الوسط ضربت الرقم القياسي في المتابعة والإقتناء من قبل عامة المثقفين وهل وهل ؟؟؟ ولكن كما يقال الشجرة المثمرة هي التي تضرب بالحجارة ولكن ثمارها طيبة المأكل مع خالص تحياتنا لك على جهودك يا أصيل

    • زائر 10 زائر 2 | 6:23 ص

      زائر رقم 2 اتفق معك

      ملاحظة ممتازة أخي زائر رقم 2 انهم يحاربون صحيفتنا الوسط لأنها تميزت مهنيًا ومكانتها في الساحة البحرينية متميزة وهي تشرف كل قاريء بحريني واحنه نشوف شلون الاستهداف، وحسب علمي .. ويقيني.. هذه الاستهداف فاشل.. تميزت الصحيفة من خلال جوائز دولية للدكتور منصور والأخ سعيد محمد والأخ عيسى ابراهيم بدرجة ما وصلت اليه صحافة بحرينية وكنت حاضر جائزة اليونيسيف للإعلام في دبي قبل ثلاث سنوات وفرحت لفوز صحيفة الوسط وهي الخليجية الوحيدة التي تفوز بالجائزة.. الله ينصرها ويوفقها

    • زائر 1 | 10:17 م

      عددها أكثر من 430 ألف اجنبي ( شي خطير جدا )

      من العدد المذكور يبن لنا بأن ذلك استهداف واضحة للمواطنيين وتغير الهوية البحريني

اقرأ ايضاً