العدد 4502 - السبت 03 يناير 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1436هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

اللغة العربية بين الوأد والولادة

 

بينما أنا قاصدة إحدى المحلات التجارية في بلدٍ عربي، ناولني البائع منتجاً ألمانيّاً وبالغ في مدحه وتسويقه، ألقيت نظرة سريعة على الغلاف وأرجعتهُ بادية تذمري؛ لأني بطبيعة الحال لم أفهم البطاقة التعريفية التي كُتبت بلغة أجهلها، فكيف أشتري شيئاً مجهول التركيب بالنسبة إلي؟

فأردف: الألمانيون لا يتحدثون بها فقط - ولاؤهم مطلق - فهم لا يكتبون بغيرها!

إن ضياع الهوية من ضياع الدولة وحضارتها مهما أسرفتْ في القدم فقد يتلاشى ماضيها عبر حاضرها ولا بواكي للقيم.

إن الهوية (هو) هي اللغة، حيث تتشكل مجموعة من المفردات لترسم عمق المعنى ودلالة الكلم وما من لغة تخطّ المعاني بحرفية أشدُّ من العربية، فقد تقابل مفردة مئات المترادفات ولا يجيد فهم الاختلاف بينها إلا المتبحر في علوم اللغة، كَمَا جمعها الفيروز آبادي صاحب «المحيط». فإن العربية من اللغات السامية، هي ليست ثقافة فحسب، بل فكر ناطق يتجلى على لسانها الكثير من الطباق والمحسنات وما دلَّ على بلاغتها وجميل معانيها السحر الذي منشؤه تلك الأجراس الضادية البديعة.

ولأن سلخ الهوية هو أول ما يفعله الاستعمار تصبح الهيمنة على اللغة الأصلية واستبدالها بلغة المحتل من أولى خططهم، كما فعل القشتاليون عند اجتياح غرناطة حيث أعدوا العقوبة للمتحدث بالعربية وأخذوا يشنون حرباً شعواء لسلب ثقافة الأرض. فإن أردتَّ أن تسلب هوية أحد ما فاسلب لغته، وعلى هذا النغم يعزف العدو ألحانه الجنائزية، وهذا ما يحدث تماماً اليوم ونحن نعيش داخل قرية كونية متقاربة، فقد أصبحت اللغة مهددة وحوربت من قبل أبنائها إذ كلما اختلط المنطوق وامتزج اللسان بالعجمة ما دلّ على البعد الثقافي لذلك المتحدث!

عجبي من أولئك الآباء وهم يتفاخرون بأطفالهم متحدثي اللغات الأجنبية، فإتقانهم لها دليل التحضر والتمدن! ومن هنا نحن لا نحارب اللغات، إنما غايتنا التنويرية هي الحرص على أن تبقى اللغة العربية الأم التي تمثل ذواتنا السائدة وسط فورة اللغة الدخيلة، لكننا نشكل أيضاً على مجتمعنا الذي صار يُعيب العربية حتى دثرت كثيراً من المفردات وبقيت حبيسة المعاجم.

يُشار إلى أن الفترة التي أصبحت فيها فرنسا مهددة، وباتت وشيكة من مصاف الدول ذات المرتبة الثانية بعد أن كانت تقف في الصدارة، مع انحسار الاستعمار المباشر بدأت بعمل حملات منظمة ومشاريع ممنهجة لإعادة الثقافة الفرنسية إلى مكانتها، ولم تقف عند هذا فحسب، بل ومنعت الحكومة الفرنسية الكتابة بلغة بديلة ومازالت المشاريع مستمرة. وتحت شعار «جسر بين الحضارات» افتتحت جامعة باريس السوربون العريقة قبل ثماني سنوات فرعها في دولة الإمارات العربية الشقيقة ومن شروط الانضمام لبرامج البكالوريوس شهادة إجادة اللغة الفرنسية.

ومقابل تلك المشاريع الضخمة التي تعدها الدول المتقدمة وبعد التحشيد من قبل الجمعيات وبعض الأندية الثقافية ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وبيان أهمية القراءة برز لنا أشباه الكُتّاب ببزاتِهم الأنيقة جدّاً على أبواب معارض الكتب الدولية لتوقيع كتبِهم الركيكة الخاوية إلا من قصص غرامية وبطولات هزيلة ناهيك عن الكلمات المعربة المخلوطة بكثير من اللغة الشعبية الدارجة وبمنأى عن العمق الثقافي والمخزون اللغوي الضخم، هي تكاد تلامس الحروف العربية ولا تصيب حقيقة المعنى! وفقط أرباب اللغة والمثقفون من الشباب يندّدون ويصرحون بضرورة الالتفات والالتفاف حول هذه المجموعة النشاز إلا أن دور النشر والجهات الرقابية المسئولة ومع أهداف تجارية تصاحبها مصالح ربحية تغض الطرف باستحياء. ويؤسفنا أن نرى بعض القُّراء محدودي الثقافة ملتفين حول هذا النوع من الكتب الهابطة.

ولعل من نافلة القول أن نمني أنفسنا بأن تتبنى جهة حكومية مسئولة عمل مشروع حقيقي ذي رصيد ثقافي بحق، ولمثل هذه الخطط طويلة الأجل ليعمل القائمون على الثقافة لإنقاذ ما بقي ولمِّ شتات الأبجدية. فمع دفن لغة كُسرَ عينُ ضادها وولادة بقايا لغةٍ جُمعت من احتلال فكري ناعم هناك فجرٌ يشق العُتمة.

زهراء فاضل عباس العُماني


(إصابات العمل: 2 - القطاع العام)

ما هي المزايا النقدية خلال فترة العلاج؟

يستحق الموظف المصاب خلال فترة علاجه بسبب الإصابة الحقوق الآتية:

تعويض الراتب:

إذا أدت الإصابة إلى تخلف المصاب عن العمل، وأوقف صرف راتبه تبعاً لذلك، على الهيئة تعويض الراتب الموقوف وذلك وفقاً للآتي:

- يكون ما تصرفه الهيئة هو ما يعادل راتب المصاب وقت وقوع الإصابة دون العلاوات.

- يصرف هذا التعويض اعتباراً من اليوم التالي لوقوع الإصابة وحتى تاريخ العودة إلى العمل أو ثبوت العجز أو الوفاة أيهما أقرب، وفي مواعيد صرف الراتب ذاتها.

- تراعى دائماً إضافة ما يطرأ على الراتب من زيادات، سواء بسبب الزيادات السنوية أو بسبب الترقيات إلى ما يصرفه المصاب من تعويض.

- كما يجوز للهيئة وقف صرف التعويض في حالة مخالفة المصاب للتعليمات الطبية ويستأنف صرفه بمجرد اتباعه لها.

ويلاحظ أن مدة تخلف المصاب عن العمل بسبب الإصابة، تدخل ضمن مدة خدمته المحسوبة في التقاعد، مهما طالب هذه المدة دون أداء أية اشتراكات عنها عدا اشتراك تأمين إصابة عمل.

ولا يجوز بأية حال إنهاء خدمة الموظف المصاب خلال فترة العلاج بسبب إصابته.

نفقات الانتقال:

- تلتزم جهة العمل عند حدوث الإصابة بأداء مصاريف الانتقال بوسائل النقل العادية أو الخاصة إذا لم تقم بنقل المصاب إلى جهة العلاج.

- تلتزم الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، بصرف نفقات انتقال المصاب بوسائل النقل العادية أو الخاصة من محل إقامته إلى جهة العلاج والعكس، وذلك تبعاً لما يقرره الطبيب المعالج، كما تلتزم بصرف هذه النفقات في حالات انتقال المصاب من محل إقامته إلى مكان إجراء الفحوص الطبية أو المخبرية لإعداد وتركيب الأجهزة التعويضية، حتى ولو انتهت خدمة المصاب قبل إتمام علاجه.

- يتبع في شأن مواعيد صرف نفقات الانتقال ذات المواعيد الخاصة بصرف التعويض عن الراتب.

- في حالة وفاة المصاب خارج مملكة البحرين، تلتزم الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، بنفقات تجهيز ونقل جثمانه من مكان العلاج إلى بلده.

في حالة تقرير علاج المصاب خارج المملكة تتحمل الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي نفقات السفر والعلاج والإقامة. وإذا قررت اللجنة الطبية المختصة إيفاد مرافق مع المصاب فتتحمل الهيئة نفقات سفره، كما تتحمل الهيئة أيضاً نفقات المرافق من أعضاء الهيئة الطبية إذا ما كانت حالة المصاب تستدعي وجوده.

الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي

العدد 4502 - السبت 03 يناير 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً