العدد 4502 - السبت 03 يناير 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1436هـ

«الذكاء العاطفي»... الجسم السليم في العقل والوجدان السليمين

نبيل حسن تمام comments [at] alwasatnews.com

طبيب بحريني

الذكاء العاطفي هو القدرة على فرز العواطف الذاتية، وحسن استعمالها. أو في مصدر آخر، هو القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين وذلك لتحفيز أنفسنا ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقاتنا مع الآخرين.

يرجع منشأ مصطلح «الذكاء العاطفي» إلى العالم تشارلز داروين الذي عمل على أهمية التعبير العاطفي من أجل البقاء. وتكون المهارات العاطفية في ما يلي:

1 - معرفة كيف تشعر أنت والآخرون وكيفية التصرف حيال هذا الأمر.

2 - معرفة ما يجعلك تشعر أنك بحالة جيدة، وما يجعلك تشعر أنك بحالة سيئة، وكيف تحول السّيئ إلى جيد.

3 - امتلاك الوعي العاطفي والحساسية والمهارات التي تساعدك في أن تبقى إيجابياً، وتزيد من سعادتك ورفاهيتك إلى الحد الأقصى على المدى الطويل.

إن توافر الذكاء العاطفي بشكلٍ واعٍ بين العلاقات الإنسانية عند الأفراد «ومنهم الأزواج»، يجعلهم قادرين على بلورة طريقة بعدم السماح للمشاعر السلبية بأن تطغى على العلاقة، على سبيل المثال لا الحصر، إعطاء العلاقة ما تستحق من انتباه وعناية مستمرة في أوقات الفرح والمحن، وتذكر دائماً المناسبات الحميمية وممارسة الأشياء البسيطة كالإبتسامة الصادقة والإطراء الجميل والذي يشعر الآخر كم هو محبوب ومرغوب ومميّز.

وحتماً هناك ترابط وثيق بين الذكاء العاطفي والصحة النفسية للأفراد، سواءً كانوا أصحاء فسيولوجياً، أم كانوا مرضى، وهذه حقيقة بديهية تؤكد إمكانية أن تلعب المشاعر العاطفية دوراً مهماً في تأثر الأفراد المرضى سلبياً بمرضهم وشعورهم بألم أكبر حيث تؤثر سلبياً على برامجهم العلاجية ونتائجها. لهذا وجب توافر الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي للطواقم الطبية المعالجة للمرضى، وخصوصاً مرضى السرطان.

وتدقيق بسيط في تعريف «منظمة الصحة العالمية» بشأن «الصحة»، نرى بأنها حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز، حيث تعتبر المنظمة مصطلح «الصحة النفسية» جزءًا لا يتجزأ من الصحة العامة، فإن لم تتمتع بالصحة النفسية فحالتك الصحية ليست على ما يرام.

ونخلص إلى القول بضرورة تغيير مفهوم المثل القديم الذي تعلّمناه في المدرسة، وهو «الجسم السليم في العقل السليم»، لأنه ليس كافياً، ويحتاج إلى تعديل في فكرنا لنضيف إليه ما يجعل الوجدان مكوّناً لا يقل أهميةً عن العقل، وكلاهما بحاجةٍ إلى جسمٍ سليم، لنقول بأن «الصحة العامة تتطلب جسداً سليماً، وعقلاً سليماً، ووجداناً سليماً».

إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"

العدد 4502 - السبت 03 يناير 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً