العدد 4508 - الجمعة 09 يناير 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1436هـ

لا تحرقوا غازنا!

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يحفل تقرير ديوان الرقابة المالية عادة بالكثير من «الفضائح» المالية والإدارية، ففي كل عام يستمتع الشارع البحريني بقراءة تلك الفضائح التي اعتاد عليها، إذا ما عرفنا أن مختلف القراء في العالم يميلون بطبيعتهم الفطرية لقراءة أخبار «الفضائح».

يأتي تقرير ديوان الرقابة المالية هذا العام (تقرير 2013) في نسخته الحادية عشرة (من العام 2003 وحتى الآن) مليء بذلك الصنف من التقارير والأخبار التي تصنف على أنها «فضائح» مالية وإدارية تستوجب الحساب والكتاب، ولكوننا في بلد «مختلف» بديمقراطيته وإجراءاته، وقوانينه ومؤسساته، فإننا أمام تقرير لـ «الفرجة والمشاهدة والتخزين»، حتى لا يقال أننا في بلد بلا «ديوان للرقابة»!

في منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2014 نقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن السفير الروسي في البلاد قوله لصحيفة محلية إن البحرين ربما تبدأ استيراد الغاز من روسيا في 2017.

ونقلت الوكالة عن السفير فيكتور سميرنوف قوله «توفير الغاز الروسي للبحرين من المحتمل أن يتم خلال العام 2017 مع انتهاء إنشاء البنى التحتية اللازمة لاستيراد وتخزين الغاز» في مملكة البحرين، «وإن الغاز سينقل عبر البحر من روسيا إلى البحرين».

التقرير لم يذكر مزيداً من التفاصيل حول حجم الغاز المزمع استيراده، ولا الكلفة المالية، ولا الأسباب الحقيقية التي جعلت من البحرين تتجه إلى أقصى الشمال الأوروبي حتى وصلت إلى روسيا لاستيراد الغاز، بدلاً من التوجه لدول شقيقة قريبة في محيطنا الخليجي لاستيراد ذات الغاز وربما بكلفة أقل بكثير مما ستطلبه روسيا.

في مقابل التوجه إلى أقصى الشمال العالمي بحثاً عن الغاز، فإن ديوان الرقابة المالية الذي كشف النقاب عنه يوم الثلثاء (6 يناير/ كانون الثاني 2015) كشف أمراً فظيعاً عندما دقق في دفاتر وأوراق شركة غاز البحرين الوطنية الشهيرة باختصارها «بناغاز»، ليؤكد عدم قدرة الطاقة الاستيعابية لشركة بناغاز وشركة توسعة غاز البحرين الوطنية على استيعاب كل كميات الغاز المصاحب للنفط الذي تستخرجه شركة تطوير، حيث يفوق معدل إنتاج شركة تطوير من الغاز الكمية القصوى التي تستلمها شركة بناغاز.

وكشف التقرير عن قيام شركة تطوير في حرق الغاز المصاحب وعدم وجود خطة لدى «بناغاز» للتوسعة لاستيعاب الزيادة في إنتاج شركة تطوير مما يعد هدراً للموارد الطبيعية الوطنية، إذ طالب التقرير بوضع رؤى مستقبلية واضحة لحماية هذا المورد الطبيعي «المجاني» الذي حبانا الله به نعمة تقوم السلطة عبر شركاتها الوطنية بحرقه في الهواء! بل تسعى لاستيراده أيضاً من الخارج!

السلطة بشركاتها «الوطنية» أحرقت وبحسب تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية منذ يناير/ كانون الثاني 2010 وحتى سبتمبر/ أيلول 2013 حوالي 1.063 مليون قدم مكعب من الغاز، إذ تبلغ إيراداته التقديرية حوالي 96 مليون دولار في حال تكريره، والاستفادة منه بدلاً من حرقه!

ماذا يعني أن تحرق السلطة التي تزداد ديونها يوماً بعد يوم، وترهق عاتق المواطن برسوم وتعاني شحاً في الخدمات التعليمة والصحية والإسكانية، غازاً طبيعياً بقيمة 96 مليون دولار، بل تسعى إلى استيراده من الخارج.

ماذا يعني عدم استثمار الموارد الطبيعية لهذا الوطن بالشكل الأمثل بحيث يحقق مدخولاً ومورداً مالياً يمكن أن يغطي جوانب كثير من العجز المالي الحالي؟

ماذا يعني أن يطالب تقرير ديوان الرقابة المالية بوضع رؤى مستقبلية واضحة لمورد الغاز الطبيعي؟ وماذا يعني أن تحرق الدولة غازاً بـ 96 مليون دولار؟

من حقنا كشعب أن نطالب السلطة بالحفاظ على مواردنا الطبيعية، واستثمارها على أكمل وجه، وعدم العبث بها، أو حرقها ونثرها في الهواء.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4508 - الجمعة 09 يناير 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 8:42 ص

      حاميها .....

      كل الثروات الوطنية يتلاعب بها وليس الغاز فقط , أعطني شيئ أو موردا واحد يستفيد الشعب بخمسين بالمائة منه ؟ .

    • زائر 28 | 6:34 ص

      جميع المدن الايرانيه في صياح و عويل وايضا دوحة الخير

      بسك ادا ما اشتريت هالدرامين الغاز من ايران و قطر .. وايد اهم مفتكرين .. اسمع يا **.....** هدي ناس عندهم بلاوي من اسواق عالميه حق غازهم مب معتازين حق درامين غاز يبيعونك اياهم.. اقول الا شوف العموله بين من في روسيا و....... .

    • زائر 25 | 5:34 ص

      حرق الاخضرواليابس مو الغاز بس

      تم حرق الأخضر واليابس مو الغاز بس

    • زائر 24 | 4:23 ص

      مايصير

      عيل شلون يصير البوق وتمتليئ الجيوب .. بعدين هي ردت عالغاز .. الشعب بكبره محترق

    • زائر 20 | 3:01 ص

      حرق الغاز والحل

      هي مشكله فعلاً ولاكن يوجد حل قد يكلف جزا من المال المهدور الان وهو باعادة الغاز الى المحطات ضغط مخصصه ثم ضخه الى الارض في طبفة انتاج النفط والتقليل من ضخ غاز الخف الى الطبقه البتروليه وبهذا يكون الحفاظ على الطاقه.
      نحتاج المعذره الى الدكتور حسن فخرو صاحب مشروع بناغاز

    • زائر 18 | 2:21 ص

      ناس

      ناس تحرق غازا ونا تجهز غازا

    • زائر 17 | 1:40 ص

      وجهة نظر !

      اعتقد والله اعلم ان الغاز المستخرج من حقل البحرين يحتاج للمعالجة التصنيعية للاستخدام الصناعي وبنا غاز ليس لها القدرة على معالجه كل الكميات المستخرجة للمحدودية معاملها الاستيعابية ولذلك يتجه التفكير للاستيراد من الخارج الغاز المكرر وهناك التداخلات السياسية التي تؤثر على الاستيراد من الدول الشقيقة القريبة

    • زائر 26 زائر 17 | 5:42 ص

      كلام سليم، ولكن

      لو كان القرار في يد الشعب وممثلي الشعب الحقيقيين، الا تعتقد ان المبالغ التي تم حرقها والمبالغ التي سوف يتم دفعها لشراء الغاز تكفي لإنشاء مصانع معالجة الغاز؟ اوليس الشعب البحريني أولى بالمال وبالوظائف التي ستوفرها هذه المصانع؟ لكن للأسف القرار بيد جهة ضد الشعب ومصالح الشعب.

    • زائر 16 | 1:20 ص

      كلما

      كلما مشت الحكومة فى اطاعة الكفار الاجانب واطاعة الشيطان دمرت البحرين المشتكى لله والله ياخد الحق

    • زائر 15 | 12:31 ص

      عقلية الحرق

      عقلية حرق الغاز، لن تقف عنده، بل ستحرق البلد أخضره ويابسه، ولن تبقي للشعب شيء من ثرواته الطبيعية، عقلية الحرق، دمرت البحر،والتركيبة السكانية، واقصت الكفاءات ، واستحوذت على البر، والجزر،ولن تبقي لنا شيء، سوى ديون عامة على الدولة ، سيدفع ثمنها الجيل الحالي ومن سيأتي بعده.

    • زائر 14 | 11:54 م

      هي صارت على الغاز او البا وفقط وانما المستور اكثر

      هو في شئ عدل حتى تقول هذا اعوج
      هي طبعانه طبعانه دوس على -التريش - كما يقول البحارة الاصليين ، مال قبل .
      )) لا تسألوا عن اشياء إن تبد لكما تسوكم )).

    • زائر 13 | 11:43 م

      احذرو

      يقول الامام علي عليه السلام :<< احذرو نفار النعم فليس كل شارد بمردود>>
      احذري ياحكومة احذري

    • زائر 12 | 11:26 م

      قول عني ما تقول

      ويش تقول ويش تخلّي يا استاذ هاني وين ما تضرب الأقرع يسيل دمّه، واقع خيرات البحرين في مهب الريح يتلاعب بها الكبار ويحرم منها ويتحسّر عليها الصغار واذا طالب احد بأدوات رقابية فاعلة كبرلمان بصلاحية يمكنه ان يوقف وزيرا ويستجوب آخر قالوا انك خائن وعميل لإيران لأنهم لا يريدون احدا يكشف هذه الحقائق والخوف عليك ايها الكاتب لك قلم يكشف بعض الخفايا حفظك الله

    • زائر 11 | 11:12 م

      راي

      حتي لو احتاجت البحرين مستقبلا لاستيراد الغاز ما نريد الغاز الايراني لانه طائفي المنبع ولم نري منها اي خير تجاه البحرين

    • زائر 10 | 10:45 م

      الرفوف جاهزه للتقارير

      الانسان البحريني محروق اما بالنار او بالقهر فما بالكم بالغاز ,, وتقرير الرقابه الماليه بدلأ من ان يصبح مستمسك على الفساد والمفسدين اصبح كعلم دورة كأس الخليج العربي الذي يسلم بابتسامه تشق الوجه للمسلم والمستلم ليوضع امام الناس في الصحافه ليرسلوا رساله للعالم ان عندنا ديوان للرقابه الماليه وبعد ذلك يأخذ مكانه في الرف الى جانب الملفات السابقه التي لم نسمع عن محاسبة مسؤول واحد في البلد بسبب الديمقراطية الفريدة في بلدنا

    • زائر 9 | 10:43 م

      تم حرق أموال الشعب (الغاز)

      وسيتم شراء الغاز بأموال الشعب
      من سيحاسب لا أحد يجب على الشعب التوحد ضد الظلم و الفساد هذا بسبب تشتت الشعب و عدم التوحد ضد المفسدين

    • زائر 8 | 10:36 م

      فهمت غلط أخ هاني

      الغاز لا يحرق .. ولكن سعادة المسؤول يسوي عليه بيض وطماط .. بالفحوة

    • زائر 7 | 10:28 م

      ماذا يعني ...؟

      يعني انه يوجد فساد و لكن لا يوجد مفسد.

    • زائر 6 | 10:24 م

      شكراً للأستاذ هاني الفردان

      شكراً للأستاذ و الكاتِب الوطني (هاني الفردان) و الشكر موصول لصحيفة الوسط ، و بالنسبة لموضوع الغاز .. و تعامل الحكومة معه ؟! هذا دليل قاطِعْ بأننا في البحرين بلا خطط أو رؤى أو استراتيجيّة .. بل فشل و تخلّف ؟!!

    • زائر 5 | 10:06 م

      من حقنا كشعب

      ولكن هم يريدوننا عبيد.

    • زائر 4 | 9:36 م

      -------

      كل ذلك يعني حسن الإدارة والحفاظ على ثرواته! ولا ويش رايك؟

    • زائر 3 | 9:27 م

      وضعنا مأساوي بمعنى الكلمة

      تدور للحقوق السياسية،او تدور للحقوق

    • زائر 2 | 9:13 م

      لنحرق غازنا.

      عادى لنحرق غازنا ونرهق البلد با الديون لنستورد الغاز من بلد ربما يساعد الحكومه ف كلمه فىالمحافل الدوليه ضد الانتفاضه.

    • زائر 1 | 9:13 م

      الله يهديك

      وهل تتعقد انه يوجد في البحرين شئ لم يحرق من النخيل الي البحر باقي فقط البشر في هاذي البلد الذي ينشوي على نار هادية الأسف على بلد كان يصدح من كل زواية فيه من الخيرات والنعم

    • زائر 30 زائر 1 | 12:34 م

      لا تحرقوا الشعب بغازات المسيل الدموع!

      هي كل يوم تحرق الشعب بغازات اسامه ،وهي تشتريها من الخارج ومن اموال الشعب ،وكم من الملاين تحرق ولا همنها شيء ولا رؤى مستقبلية

اقرأ ايضاً