العدد 4547 - الثلثاء 17 فبراير 2015م الموافق 27 ربيع الثاني 1436هـ

صندوق «بدل سكلر»!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

حتى اليوم، لم ينقضِ من العام 2015 إلا قرابة الشهر والنصف، ورغم ذلك كانت حصيلته 6 ضحايا لمرض «السكلر»، والله يستر على المسكلرين من بقية هذا العام، خصوصاً في ظل الأرقام المخيفة التي يعلن عنها عن أعداد الموتى منهم كل عام.

من يقرأ أخبار ضحايا السكلر الذين يتساقطون بين كل عدة أيام، ربما وصف وزارة الصحة لدينا بأنها أفشل من وزارات الصحة في أفقر دول العالم وأشدها تخلفاً.

ونحن بدورنا نسأل الوزارة العتيدة، ازدياد أعداد وفيات السكلر كل عام هو مؤشر على أحد أمرين، إما أن وزارة الصحة الملزمة وفق الدستور والقانون والدين والأخلاق والقيم الإنسانية أن تحفظ حياة الناس وترعاها، وإما أنها لا تعرف كيف تقوم بدورها وعملها بالشكل الذي يحفظ لهؤلاء حياتهم ويقلل معاناتهم، أو أنها لا تريد أصلاً أن تقوم بذلك، ولا تمتلك الإرادة لذلك.

بودي لو قامت جمعية السكلر، وهي بالمناسبة ظلت محارَبَةً وغير معتَرَفٍ بها من قبل الوزارة عدة سنين، بعمل استبانة رضا عن الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة لمرضى السكلر، لنقف على نسب واضحة حول رؤية وقبول هؤلاء المعنيين إزاء الخدمات التي تقدمها الوزارة لهم، وبالتأكيد لن تكون هذه النسب صادمة لأحد لأن الواقع واضح كالشمس!

من المعيب على وزارة الصحة أن تترك مريضاً بالسكلر يوماً أو يومين بانتظار سرير، أو تعيده إلى منزله وهو يتلوّى من الألم. ومن المعيب على الوزارة أن يتزايد عدد وفيات السكلر دون أن توقف هذا النزيف من حياة الناس، على الرغم من الإمكانيات المالية والموازنات الضخمة المتوافرة لديها والتي يمكنها أن تطلبها مع كل موازنة تقدم إلى البرلمان كل عامين.

ومادامت الحكومة تتفنن في فرض الضرائب على الناس بعناوين مختلفة بين الفينة والأخرى، ننصحها إذا كانت عاجزةً عن توفير موازنات كافية لبناء مستشفى خاص بالمسكلرين، أن تبدأ من الآن في صياغة مشروع بقانون لإنشاء مشروع لصندوق «بدل سكلر» على غرار صندوق «بدل التعطل»، لتحصيل المال من الناس!

نقول ذلك، فالذين يموتون يا مسئولين، هم بشر، من لحم ودم، لديهم أبناء وزوجات وأمهات وآباء، وأغلبهم يقضي نحبه في ريعان شبابه، ولو كان أحدكم لديه ابن مصاب بالسكلر هل كان سيرضى أن يتم التعامل معه بكل هذا الإهمال أو القصور الطبي الذي تدفع أثمانه أسر بأكملها».

هل تحتاجون إلى سرد فجائع ومآسي أسر بحرينية فقدت أماً أو أباً أو شاباً أو طفلاً أو طفلة، بسبب هذا المرض، لتتحرك إنسانيتكم وتدركون أن هؤلاء يحتاجون إلى تغيير جذري في طريقة التعامل معهم، سواءً في توفير الإمكانيات الطبية أو حتى الأطباء والممرضين والمعاملة الإنسانية اللائقة.

التصريحات الجميلة والرنانة لا تعيد حبيباً أهيل عليه التراب إلى أهله الذين يظلون في حسرتهم عليه سنواتٍ طوالاً، ولا ترجع الأرواح التي فارقت أبدانها، فقط الإيمان بأن مرضى السكلر هم بشر ومواطنون يستحقون أن يُعامَلوا معاملة إنسانية محترمة ومقدّرة، وما لم تتوفر الإرادة الحقيقية لذلك، سيظل عداد ضحايا السكلر مفتوحاً دون توقف.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4547 - الثلثاء 17 فبراير 2015م الموافق 27 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:55 ص

      الله يحفظ مرضى السكلر

      اعداد موتى مرضى السكلر فعلا مخيفة . لم نكن نسمع عن هذا الاعداد من الموتى في السنوات الماضية. الله يحفظهم

    • زائر 4 | 5:47 ص

      للأسف لا من مجيب

      انا شخصيا اعاني الامرين مع الوالدة الله يحفظها .. بين فترة والثانية لازم نسهر في الطوارئ وطبعا المكان نهائيا مو مهيأ لاستقبال المرضى من زحمة الناس ومن عدم تواجد الدكتور المناوب في مكانه ..
      والفاجعة الاخيرة لما اخذتها الى مركز انجنير الصحي طردنا الدكتور لان عنوان بيتنا مايشمل المركز وطبعا كان الوقت الساعه 2 الفجر والمركز مفتوح 24 ساعه وهو الاقرب للمكان الي كنت فيه

    • زائر 3 | 12:48 ص

      السويد

      في السويد يعتبر الأشخاص المصابين بمرض الحساسية الحادة من الموجات اللاسلكية والعناصر الكيميائية من ذوي الاحتياجات الخاصة اللذين يستحقون الدعم الحكومي. ومرض السكلر وأمراض الدم تندرج ضمن تقاطع المشترك في نفس العوارض والمضاعفات التي تصيب مرضى الحساسية الحادة من التلوث الموجي والصناعي

    • زائر 2 | 11:38 م

      صبراً جميل

      في الواقع مريض السكلر بعيش واقع مر ..فهو ببن سندان الألم ومطرقة نظرة المجتمع وتعامله معهم...فهم وان نجوا من نوبات الألم فهم لا يستطيعون العيش كبقية الناس .فيصعب عليهم إيجاد فرص العمل والدراسة والزواج... ولا يحصلون على مساعدة مادية من الحكومة تقيهم ذل السؤال وشظف العيش... الله يعينهم على مابلاهم

اقرأ ايضاً