العدد 4550 - الجمعة 20 فبراير 2015م الموافق 01 جمادى الأولى 1436هـ

ليبيا بؤرة جهادية جديدة تقلق أوروبا والبلدان المجاورة

يعتبر خبراء أن البؤرة الجهادية الجديدة التي تتنامى في ليبيا عند أبواب أوروبا تغذي أسوأ المخاوف في القارة القديمة لكنها تثير أيضا القلق لدى دول الجوار المباشر التي تخشى تزايد نفوذ المجموعات المتطرفة لديها.

وقال مازن شريف الخبير التونسي في المسائل العسكرية والإستراتيجية "أن ليبيا هي اليوم اكبر بؤرة إرهابية في العالم".

ولفت هذا الخبير إلى انه خلافا للعراق أو سوريا حيث يقوم تحالف دولي بغارات جوية ضد تنظيم "داعش" فان فرع هذا التنظيم الجهادي في ليبيا يتمتع بهامش حرية للتحرك مستفيدا من حالة الفوضى العارمة السائدة في هذا البلد.

فبعد أربع سنوات من بدء الانتفاضة على حكم العقيد معمر القذافي الذي كان يمسك بمقاليد البلاد بيد من حديد، بات هذا البلد الغني بالنفط مرتعا للميليشيات المسلحة المتنازعة.

والفرع الليبي "داعش" منتشر بقوة في مدن عدة مثل درنة شرقا وصبراتة غربا مرورا بسرت في الوسط.

كما يتواجد تنظيم جهادي أخر معروف باسم "أنصار الشريعة" في بنغازي ثاني مدن البلاد.

فضلا عن ذلك يحظى تنظيم"داعش" في ليبيا بمنفذ على البحر في بلد يشكل المصدر الرئيس للهجرة السرية إلى السواحل الأوروبية وبخاصة ايطاليا.

وقال دبلوماسي ليبي في أوروبا "أن ليبيا تشكل النقطة الجغرافية الأقرب من أوروبا حيث ظهرت حركات جهادية، ونقطة العبور الرئيسية للهجرة السرية".

وأضاف "ينبغي تصور ما قد يحدث ان اندس في كل مركب للمهاجرين جهادي او جهاديان... ".

وحذر الدبلوماسي طالبا عدم كشف اسمه "ان تمكنت هذه الحركات من السيطرة على الساحل الليبي الأطول لبلد بشمال أفريقيا على البحر المتوسط مع 1955 كيلومترا-- فستعم الفوضى في (حوض) المتوسط".

وأوضح ارثر كينسي خبير العلوم السياسية في جامعة السوربون الباريسية "أن الحكومات الغربية تتخوف من بروز بؤر، (أو) معاقل بنفس الشكل في كل مرة تنهار فيها الدولة" ويمكن أن تصبح تهديدا للمنطقة وتستخدم قاعدة ل"إعداد هجمات ضد أوروبا".

وتخشى البلدان المجاورة أيضا من أن تدفع ثمن تنامي قوة الجهاديين. فمصر التي تواجه المتطرفين في شبه جزيرة سيناء قامت بقصف مواقع "داعش" بعد إقدام هذا التنظيم الجهادي بقتل مواطنين لها ذبحا.

وكان هذا التنظيم نشر في 15 شباط/فبراير شريط فيديو يظهر عملية قتل 21 مسيحيا قبطيا غالبيتهم من المصريين بقطع الراس بعد اختطافهم.

ولفت مسؤول عربي طلب عدم كشف هويته الى "ان مصر لا يمكن ان تشهد الاستقرار ان سادت الفوضى في ليبيا".

اما الجزائر المجاورة فهي ايضا في حالة قلق لان "هذه الجماعات تستهدف في المصاف الاول الجزائر وكذلك تونس" على ما قال مازن شريف. لا سيما وان عددا كبيرا من اعضاء جماعة انصار الشريعة المتطرفة في تونس حيث تطاردها السلطات، جاءوا ليعززوا صفوف الجماعات المتطرفة في ليبيا.

واكثر الى الجنوب نسج الجهاديون الليبيون علاقات مع الجماعات المتطرفة في شمال مالي ومع بوكو حرام في نيجيريا بحسب الخبراء.

واوضح ارثر كيسني "انها شبكة يجري بناؤها"، لكن "يبدو في الوقت الحاضر انه لا يوجد قيادة موحدة لها".

الا انه يبدو ان الوقت يلعب لصالح الجهاديين.

في هذا الصدد قال الدبلوماسي الليبي "قبل سنتين لم يكن داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) سوى مجموعة صغيرة في العراق اما اليوم فهو يسيطر على اراض اكبر من بعض دول اوروبا بين العراق وسوريا".

واعتبر انه من الضروري ان يمارس المجتمع الدولي الذي يرعى مفاوضات بين السلطتين المتنازعتين في ليبيا، "ضغوطا جدية" على اطراف النزاع للتوصل الى حل سياسي يستبعد الجماعات المتطرفة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 9:53 ص

      ]داعش الليبي استولى على مخزون السلاح الكيماوي كله مما ينذر بالخطر ... ام محمود

      قناة الميادين ذكرت أثناء استعراض مقالات الصحف ان الجماعات الارهابية في ليبيا أي داعش بعد فرض سيطرته الكبيرة هناك استولى على جميع مخازن القذافي ل الاسلحة الكيماوية و أطنان من غاز الخردل و يستطيع التنظيم استخدامه ضد الجنود او المدنيين او الدول و بالنسبة للهجرة السرية رأينا تقرير بنقل نصف مليون لاجيء او مهاجر الى ايطاليا مما سيشكل خطر على جميع الدول الاوربية و جعلها في فوهة الاستهداف الداعشي أيضا داعش يسيطر على جميع حقول النفط الليبي وعنده مئات آلاف الاسلحة الحديثة

    • زائر 2 | 6:35 ص

      الله يرحمك

      الله يرحمك يامعمر القذافي أليس كان حامي ليبيا لسنوات ولكن من أشعل نار أليس مدسوسين ليدخل الارهابيون
      الله ينعلك البوعزيزي انت سبب مشاكل وخراب العالم

    • زائر 1 | 6:03 ص

      بلد حصين للارهابين

      وكالعادة الارهابين لايستهدفون الا المسلمين
      ومايثير الفتنة في مصر بين المسلمين والمسيحين

اقرأ ايضاً