العدد 4582 - الثلثاء 24 مارس 2015م الموافق 03 جمادى الآخرة 1436هـ

الأطفال والنساء والسجناء والمهاجرون أكثر ضحايا السل

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

(رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل)

لما أفلحنا في إنقاذ حياة نحو 37 مليون شخص بين عامي 2000 و2013 بفضل تشخيص داء السل وعلاجه، أصبح واضحاً أننا قاب قوسين أو أدنى من إحراز أحد انتصاراتنا الباهرة في المجال الصحي على الصعيد العالمي. والفرصة سانحة لنا اليوم ليس فقط لوقف انتشار داء السل، ولكن أيضاً لنتمكن بحلول العام 2035 من القضاء على هذا الوباء الذي مازال مصدر معاناة لكثير من الأسر في شتى بقاع العالم.

ولكن النصر ليس مضموناً في هذه المعركة. فقد أُصيب بالسل في العام 2013 ما يقدّر بنحو 9 ملايين نسمة، مات منهم 1.5 مليون شخص. ولذلك، أغتنم مناسبة «اليوم العالمي لمكافحة السل» (24مارس/ آذار 2015)، لأحثّ الحكومات والمجتمعات المتضررة من السل والعاملين في مجال الصحة في جميع أنحاء العالم، على تكثيف الجهود سيراً على نهج الاستراتيجية الطموحة التي وضعتها «منظمة الصحة العالمية» في العام 2014 للقضاء على الوباء على الصعيد العالمي في غضون عقدين من الزمن.

وتحدد استراتيجية القضاء على السل التي وضعتها منظمة الصحة العالمية إجراءات وأهدافاً واضحة تمهد السبيل نحو عالم خال من المعاناة والوفاة بسبب السل. ولما كانت هذه الاستراتيجية خطة عمل دينامية تحتل فيها الرعاية المتمركزة حول المريض مكانة محورية، فإنها ستكون عاملاً مساعداً على الدفع قدماً بالبحث والابتكار اللازمين لمكافحة السل، وخصوصاً في أشكاله المتكاثرة والمثيرة للقلق التي يكون فيها شديد المقاومة للأدوية وذا مناعةٍ من العقاقير المتعدّدة.

وهذه الاستراتيجية ليست بمعزل عن البرامج الأوسع نطاقاً الهادفة إلى القضاء على الفقر وتوفير الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة. فوقع داء السل أقوى ما يكون على الفئات الأشد ضعفاً من السكان: أولئك الذين يعانون من الفقر وضعف النظم الصحية في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل؛ والنساء ممن هن في مرحلة العمر التي يكُنّ فيها أقدر على الإنتاج، أي بين سن 15 و 44، حيث يكون السل ضمن أسباب الموت الخمسة الأولى؛ والأطفال؛ والسجناء والمهاجرون؛ والأشخاص الحاملون لفيروس نقص المناعة البشرية، حيث أن السل أكثر أشكال اعتلالهم وأهم أسباب وفاتهم.

وإذا كان إنجازاً ذا بال أنه تحقق بحلول العام 2015 هدف رئيسي من الأهداف الإنمائية للألفية التي تركز على الصحة، أي وقف انتشار داء السل، فإن اليوم العالمي لمكافحة السل يذكّر الحكومات والمجتمعات بأن الوقت ليس وقت تهاون. بل يجب الشروع الآن في بذل الجهود لانطلاق العمل الفعلي على صعيد العالم باستراتيجية القضاء على السل، وتحفيز الأبحاث اللازمة لنجاح الاستراتيجية.

وبمناسبة هذا اليوم العالمي لمكافحة السل، ليكن احتفالنا بإنجازات السنوات الخمس عشرة الماضية احتفالاً نجدّد فيه التزامنا بإنهاء آفة السل في كل مكان بحلول العام 2035.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 4582 - الثلثاء 24 مارس 2015م الموافق 03 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً