العدد 4607 - السبت 18 أبريل 2015م الموافق 28 جمادى الآخرة 1436هـ

بحرينية تجمع «الخردة» وتعايش الفئران بمسكنها لتأمين قوت يومها

تقود سيارتها «البيك أب» وتواجه انتقاد الناس بقناعة كسب الرزق الحلال والعمل الشريف

الحاجة لتأمين المعيشة أجبرت البعض على البحث في وسط ركام النفايات
الحاجة لتأمين المعيشة أجبرت البعض على البحث في وسط ركام النفايات

قضى الحال ببحرينية عاطلة تعيل نفسها وأمها، بعدم البقاء تحت رحمة 70 ديناراً تصرفها لها وزارة التنمية الاجتماعية شهرياً، إلى العمل على جمع المواد «الخردة» من مواقع تجميع المخلفات والحاويات في المناطق المحيطة بمنزلها، لتكسر يد الحاجة والسؤال من الناس.

البحرينية التي فضلت عدم ذكر اسمها، أو حتى نشر صور لها في مجال عملها، قالت: «إن نظرة المجتمع إليها متضاربة، فهناك من يعيبها في ذلك، وآخرون ينتقدون طريقة قيامها به، إلى جانب فئة أخرى تشجعها على التكسب». غير أنها أصرت على مجابهة نظرة المجتمع بـ «قناعة كسب الرزق الحلال والعمل الشريف».

هذه البحرينية، تقود سيارتها من نوع «بيك أب» صباحاً، وتتجول في مختلف المناطق المحيطة بمكان سكنها، وتراها تقف بين حين وآخر إلى جانب حاويات القمامة وأماكن تجميع النفايات وأنقاض البناء. ويستمر بها الحال يومياً حتى العصر، وعلى مدى نحو 5 أعوام حتى الآن، لتعود في النهاية بما «لا نفع منه ولا فائدة»، على حد قولها.

«الوسط» سعت للقاء البحرينية، بعد مقطع لفيلم مصور «فيديو»، وفي اتصال هاتفي معها، فضلت عدم ذكر اسمها أو تصويرها، لا حرجاً من الناس، بل مراعاةً لمشاعر عائلتها وأسرتها، إلا أنها حدثتنا عبر الهاتف: «أنا لا أرغب في نشر شيء عني في الصحيفة، فالناس لا يتقبلون مثل هذه الفكرة على رغم أني مقتنعة بها تماماً، ولا أريد خوض المزيد من المواجهة، ولاسيما مع الأقرباء»، مستدركةً «أنا أقوم بجمع المواد الخردة بجهدي الخاص طوال اليوم، والفائدة لا تذكر أصلاً عند البيع، وأحياناً أعطي أصحاب محلات الخردة بعض المواد من دون مقابل لأن بعضها لا قيمة لها».

وتابعت السيدة البحرينية: «مجال عملي أعتبره مساعداً لدخلي الشهري، فإنني أحصل على مبلغ 70 ديناراً من وزارة التنمية الاجتماعية، وأنا غير متزوجة وعاطلة عن العمل وأعيل أمي، فضلاً عن كوني أسكن في شقة للإيجار».

وأثارت البحرينية جانباً مهماً من قصتها، حين قالت: «إن بعض المواد تشتريها من محلات بيع الخردة من أجل صباغتها وتعديلها وبيعها مرة أخرى، وأحتفظ ببعض المواد في مكان مخصص لدي، وكانت لدي فكرة تتمثل في صباغة الزجاج وتشكيله، وإنشاء لوحات من خلال بقاياه، إضافة إلى المواد الأخرى التي بالإمكان إعادة تدويرها وتصنيعها بأعمال فنية، لكن حتى الآن لا يتوافر لدي الوقت لذلك ولا التمويل، فإنني غير متزوجة وأعيل والدتي وحالتي الصحية لا تخولني لذلك، فالعمل الذي أقوم به يحتاج إلى عافية جيدة»، منبهةً إلى «إنني أجمع المواد الخردة والمواد المختلفة منذ الصباح وفي سيارتي الخاصة (بيك أب)، غير أنني أواجه قراراً من المحكمة بإخلاء المكان الذي أخزنها فيه قبل بيعها».

وعن نظرة الناس، ذكرت أن «بعض من حولي من العائلة وكذلك الأقرباء والأصدقاء ينظرون إلى ما أقوم به بحالة من القبول، وآخرون يبدون استغرابهم وامتعاضهم من كوني امرأة أقوم بجمع المواد الخردة، والمفترض أن يتم دعمي لاجتهادي، فعملي غير معيب ولا يقتصر على الرجال فقط، وقد رأيت من النساء من يقمن بتغسيل السيارات والعمل في تنظيف دورات المياه، وأؤكد أن عملي شريف ويدر الرزق الحلال عوضاً عن مد يد الحاجة للناس».

وعن المردود المالي الذي يدره عمل جمع مواد الخردة، أفادت بأنها «مازلت أجمع المواد الخردة، ولم أقم ببيع شيء حتى الآن، وتوجد لدي أغراض قمت بشرائها من أجل تعديلها وإعادة بيعها، حيث قمت قبل أيام بتنظيف المكان الذي غزته الفئران وعبثت بكل المقتنيات التي استطاعت أكلها وتخريبها، واضطررت إلى التخلص من الكثير من الخردة».

وختمت السيدة البحرينية المحادثة ببيانها: «فكرتي أن أبيع المواد الخردة لسد الحاجة، وأن أطور وأصلح ما يمكنني لتحقيق فائدة أفضل من خلال الأعمال الفنية، فقد كانت لدي فكرة بأن أنشئ مقراً كنادٍ أو مركز ثقافي للأعمال الفنية»، مؤكدةً أنها «بدأت في عملية تجميع المواد الخردة منذ 4 أعوام، والمشكلة أنني بحاجة إلى تمويل، فإن الشقة التي أخزن فيها المواد لا تكفي لذلك وهي صغيرة من دون كهرباء أو ماء، فضلاً عن موقع آخر أخزنها فيه».

العدد 4607 - السبت 18 أبريل 2015م الموافق 28 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 3:50 م

      مهنة افضل

      بإمكان جهة خيرية أهلية تدرب هذه السيدة على حرفة ما.. ثم تقوم بتعليم الصغار او السيدات في منطقتها.. هذه مهنة شريفة تليق هذه السبدة المجاهدة.

    • زائر 22 | 7:24 ص

      عذاري تسقي البعيد وتنسى القريب ..

      حسبي الله ونعم الوكيل ..
      الغريب في وطني منعم ...
      وابن الوطن في وطني غريب ..
      لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

    • زائر 17 | 4:14 ص

      عندي الحل

      ليش يختي تترزقين الله بتوصيل بنات المدارس أو نسوان الفريج مدام عندش البيك آب أفضل من هالشغله ..وبكون مدخولش أكثر بكثير

    • زائر 19 زائر 17 | 6:11 ص

      صح

      ع الاقل هالشغله ندخولها بيكون اقوى نسبيا وبيكون احفظ لماء الوجه ...لنا عزة وكرامه

    • زائر 20 زائر 17 | 6:14 ص

      المرور

      المرور لايسمح لها القيام بهذا العمل التوصيل إلى المدارس يحتاج على ما أعتقد إلى رخصة نسأل الله ان يغير حالنا بحسن حاله .

    • زائر 15 | 3:50 ص

      بنت عليوي

      لاحول ولاقوة إلا بالله، وليش ما يتم توفير الدعم لهالمواطنه وخصوصاً ان عندها طموح، البحريني يترزق من النفايات والأجانب يدورون بالكزس والبورش والاند كروزر، الله يكون بعونها ويرزقها من خير نعمته

    • زائر 13 | 2:12 ص

      بصوتك تقدر

      ما هي مسئوليات الوزراء و مجلسي الشورى والنواب ؟ وما هي حقوق المواطن ؟ و الى متى المواطن في صراع دائم من اجل لقمة العيش ؟ بلد صغير والأجنبي فيه يلعب ويمرح. ارحمونا الله يرحمكم

    • زائر 12 | 1:42 ص

      لعنة الله على الظالمين

      هذا حال المواطن الاصلي المسكين والاجنبي مرتاح والمواطن عاطل وراتب ضعيف والي متى بنعيش چدي في هذا الظلم والفقر وديرتنا صايره للأجانب ....واحنا نطالع

    • زائر 11 | 1:25 ص

      شي طبيعي من السبب

      ايران هي السبب..بعد شنو بقولون

    • زائر 9 | 1:21 ص

      عاطل من 10 سنوات عندي عائلة حامل ماجستير استلم 70دينار من الشئون بس فهل تكفي ....

      ماذا يريد الناس بنظرتهم والسنتهم والتقصي عن خصوصيات الاخرين بدلا من مساندة الضعيف والمحتاج تراهم يتشمتون لما وصل له حالنا.............فهل سأصل لفقدان الثقة بالنفس من السنتهم وانهي حياتي لان صبري يكاد ان ينفذ وعقلي بدء جل تفكيره بالخلاص

    • زائر 18 زائر 9 | 6:09 ص

      ليش

      شوف لك اي شغله ولااتخلي نفسك ابها الحال ...الله ايعينك ياخوي الواحد غصب ابهاالبلد ايجن من ضيق الحال ....ماستر وقاعد بالبيت !!..حسبي الله ونعم الوكيل..خل نفسك عزيزه وكافح بأي شغلة ولاتذل نفسك والله معاك ياخوي ..اوجعت قلبي .

    • زائر 8 | 12:50 ص

      المخارقة

      لك الله يا أبن بلدي

    • زائر 7 | 12:44 ص

      نعيمي

      لا خجل من اجل لقمة الحلال
      المخجل والمبكي الى دولة غنية بالنفط وهناك بمن حاجة الى لقمة عيش

    • زائر 6 | 12:43 ص

      يعطيها العافية

      ياريت الدولة تخصص مبلغ 100 دينار شهريا لكل امرآة بحرينية

    • زائر 3 | 11:47 م

      لاحول ولاقوة

      أكيد راح نوصل هل حال اذا كل واحد منا مواطن بدون عمل و طرد من اصحاب الشركات الخاصة قهر بعد وفاء و الإخلاص في العمل يقول لك انتي اذا من ذو احتياجات الخاصة احسن ان تقعدين في البيت او تشتغلين في محلات مكياج استغفرالله اذا انا خبرتي في هاي مجال فوق ممتاز اعود بالله من كلمة انا المشكلة الشركة معروفة على شرق الأوسط و ما عندها احترام الي أشخاص نفسنه اي استثمار يكون في هل الواطن

    • زائر 2 | 10:55 م

      لاحول الله

      اين مجلس المرأة اين وزارة التمنية اين العقلاء
      اليس للمواطن كرامة على الاقل

    • زائر 1 | 10:53 م

      بحرينية تجمع «الخردة» وتعايش الفئران بمسكنها لتأمين قوت يومها

      لاحول الله
      البحريني المواطن يجمع القمامة ليؤمن قوت يومة
      والاجانب لهم الافضلية ومتنعمين في خيراتنا
      وعجبي يابلد العجايب

اقرأ ايضاً