العدد 4626 - الخميس 07 مايو 2015م الموافق 18 رجب 1436هـ

بين بيل غيتس و«بوكو حرام»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

آخر خبرٍ سمعناه مساء أمس الخميس، أن مؤسس شركة مايكروسوفت الملياردير بيل غيتس ينوي نشر شبكةٍ من المراكز الصحية في إفريقيا، لمعالجة الأمراض التي تضرب القارة وخصوصاً مرض الإيبولا.

خلال هذا الأسبوع، قرأنا الكثير من الأخبار والتقارير التي بثتها وكالات الأنباء والفضائيات، عن تحرير الجيش النيجيري أكثر من 700 من النساء والفتيات اللاتي كانت تحتجزهن مجموعة «بوكو حرام» الإجرامية، بعد أكثر من عام على اختطاف أغلبهن من السكن الداخلي بإحدى المدارس. والكلّ يعرف كيف تمت استباحة أعراضهن والاعتداء عليهن جنسياً واستعبادهن. وإحدى النساء المحرّرات، قالت إن الإرهابيين قتلوا زوجها (المسيحي) لأنه «كافر»، وطلبوا منها الزواج منهم، فلما رفضت اعتدوا عليها بالقوة.

هذه العملية البشعة، تكرّرت في العراق بعد غزوة «داعش»، حيث تم سبي آلاف النساء والفتيات العراقيات والاعتداء على أعراضهن، وبيعهن في المناطق الخاضعة لهذا التنظيم الإجرامي في سورية أيضاً، حتى أن بعضهم كان يهدي الفتاة لصديقه مجاناً، وبعضهم باعها على غيره ببضع دولارات، وأحدهم باع فتاةً لزميله مقابل سيجارة.

مجاميع من القتلة وشذّاذ الآفاق، جاءت بهم أجهزة المخابرات من كل مكان، وتم شحنهم جواً وبراً وبحراً إلى قلب العالم الإسلامي، لتصفية حساباتٍ سياسيةٍ مع بعض الأنظمة والشعوب، وليقدّموا أسوأ صور البطش والطغيان والبربرية في هذا العصر، وتحت راية الإسلام الزائفة.

«داعش» لم يولد من فراغ، ولا يمكن أن نلقي اللوم كله على المؤامرات الأجنبية، فليست هناك مؤامرةٌ يمكن أن تنجح لو لم تجد بيئةً جاهليةً حاضنةً، وجمهوراً قابلاً للاستحمار، وإعلاماً بربرياً كان يدافع عن المجرمين ويغطّيهم سياسياً باعتبارهم «ثورة عشائر عربية».

منطقة غرب إفريقيا، حيث ينشط «بوكو حرام»، دخلها الإسلام طوعاً، خلال قرونٍ من العلاقات الطيبة والنموذج الحسن الذي قدّمه تجار شمال إفريقيا في تعاملهم مع السكان الأصليين، حيث اختلطوا معهم وأقاموا المساجد والتكايا وانتشرت معاهد الإسلام الذي غزا القلوب. تلك المساجد والجوامع كانت من أول ما هدمته ودمّرته مجاميع «داعش» في مالي في الأشهر الماضية، حيث اعتبرتها مراكز للشرك بالله!

في المنطقة الغربية التي انتشر فيها إيبولا، أرسل الجيش الأميركي «الكافر» آلافاً من جنوده حيث بقوا عدة أشهر للمساهمة في جهود الإنقاذ ومكافحة المرض الذي قضى على حياة 11 ألف شخص، وقضى على قرى بأكملها. أما نحن العرب والمسلمين، فلم ترسل أمتنا للأفارقة، وأغلبهم هناك من المسلمين، غير من يفجّرون مساجدهم ويقطعون رقابهم ويسبون نساءهم ويطالبونهم بالتوبة من الشرك وإعلان دخول الإسلام على أيدي هذه الجماعات الخارجة عن شرعة الإسلام.

لنسأل: هل يمكن أن يدخل أحدٌ من الأفارقة الإسلام بعد اليوم؟ هل هناك نموذجٌ أسوأ من هذا الجيل التعيس الأهوج الذي ركب موجة الجهاد التكفيري، نقدّمه للعالم اليوم؟ هل يفكّر أحدٌ من أبناء الديانات الأخرى في إندونيسيا أو ماليزيا أو حتى الفلبين، باعتناق الإسلام؟ ولا تسألوا عن شعوب أوروبا أو أميركا الشمالية والجنوبية... فالأمر محسومٌ سلفاً ضد هذا الإسلام الدموي المشوّه، ولكل ما يمسّ اسم الإسلام بصلة.

لقد أنجز هؤلاء القتلة الخارجيون خلال عامين من تشويهٍ لدين الله وتنفير الناس عنه أفواجاً... ما عجز عن إنجازه الاستعمار خلال قرنين كاملين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4626 - الخميس 07 مايو 2015م الموافق 18 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 12:40 م

      بالضبط

      هذا هو الواقع.... بيئة جاهلية متعصبة حاضنة ودعم اعلامي وقح وتحريضي واانتيجة نزيف لا يتوقف من دماء المسلمين على ايدي الجماعات الارهابية المتعطشة للدماء.

    • زائر 8 | 6:00 ص

      اختكي مثلكي

      وإلي ضيع بلدانها في مغامرات غير محسوبة

    • زائر 7 | 4:42 ص

      الامة

      الامة العربيه الله غناهم بالاموال والبتروول والخيرات لم يستغلوها فى الخير واعطاء الناس حقوقهم استغلووها لقتل الابرياء والمساكين لينفذوا اجندة الشيطان امريكا وحلفائها ولا ويدعون الاسلام هل الاسلام امركم بقتل الابرياء الاسلام رحمة وليس كفر واطاعة الشيطان المشتكى لله

    • زائر 6 | 4:11 ص

      ارحمنا يارب

      المشتكى الى الله

    • زائر 5 | 3:54 ص

      المشكلة عندنا

      المشكلة عندنا نحن ندعي كلاما ونعمل عكسه، نعيش حالة انفصام كامل ،ندعي التسامح والمحبه و التاخي لكن في واقع الأمر غير لا ديمقراطية ولا حربة رأي ولا تسامح وعداوات

    • زائر 3 | 2:56 ص

      انه الاسلام

      الاموي سابقا و السلفي الوهابي الذي تنتهجه عصابات اولاد ال.... يا عزيزي فلا تعجب .

    • زائر 2 | 2:12 ص

      فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل اناء بالذي فيه ينضح

      بعض المذاهب الإسلامية هي من فرّخ هذه الجماعات وهذا النوع من الفكر المتخلّف بما تبثه من منطق عكسي

    • زائر 1 | 10:29 م

      بيل غيتس و أمثاله

      بيل غيتس وغيره من كبار الرأسماليين هم أعمدة الاقتصاد الغربي الذي يقوم بتأسيس بوكو حرام وداعش وأخواتها و يبثها في العالم، بالتالي هذه الأعمال "الخيرية" ليست سوى رياء و "مكياج" على وجه الغرب القبيح.

    • زائر 4 زائر 1 | 3:43 ص

      رد على تعليق 1

      اتمنى انك لا تستخدم برامج شركة ميكروسوفت حتى تكون لديك مصداقية

    • زائر 10 زائر 1 | 12:42 م

      بيل غيتس

      لم يسرق ولم يعتدي على احد.عاش في مجتمع راسمالي وبنى نفسه وانتج من ابداعاته ما افاد العالم كله. ماذا فعلنا نحن بثرواتنا من االنفط غير اشاعة القتل والفتن والتحريض على سفك دماء المسلمين في كل بلدان العالم الاسلامي؟

اقرأ ايضاً