العدد 4656 - السبت 06 يونيو 2015م الموافق 19 شعبان 1436هـ

محمد يفقد السمع في العاشرة من عمره... وزوجته: ولدتُ صمّاء وأنجبتُ أصحّاء

محمد خليل - سلمى العصفور
محمد خليل - سلمى العصفور

أعطاه الله نعمة السمع والنطق حتى بلغ من العمر عشر سنوات، إلا أن القدر المكتوب عليه أراد أن تتغير حياته بعد أن أصيب بارتفاع في درجة الحرارة، وبسبب صعوبة الوصول إلى المستشفيات في ذلك الوقت، أدى ذلك إلى فقدانه قدرة السمع والنطق ليكون من الصم.

محمد خليل جمعة فقد القدرة على السمع والنطق مع زوجته سلمى العصفور، ليتزوجا وينجبا ثلاث بنات أصحاء قادرات على النطق والسمع، تحديا هما الاثنان العوائق التي قد تواجه أي صم.

وروى خليل قصته إلى «الوسط» راضياً بقضاء الله وقدره، رافضاً النظرة السائدة في المجتمع إلى الصم، قائلاً:»ولدت وأنا أسمع وأنطق لمدة عشر سنوات، في إحدى الأيام أصبت بارتفاع في درجة الحرارة، كان من الصعب أن نصل إلى المستشفى بقيت في المنزل تقريباً لمدة ثلاثة أيام، وكانت أمي تكتفي بصرف الأدوية البسيطة للسيطرة على الحرارة».

وأضاف قائلاً: «أحسست بثقل اللسان فجأة كنت أرى أمي تصرخ إلا أني لم أكن أسمع ما تقوله في ذلك الوقت، نقلت بعد عناء إلى المستشفى ومن هنا نزل الخبر كالصاعقة على عائلتي لقد فقد محمد قدرته على النطق والسمع ولا أمل في أن يستردها من جديد فارتفاع درجة الحرارة أثر عليه كانت هذه الكلمات التي رددها الطبيب المعالج على عائلتي».

وتابع «أثر فقدان السمع والنطق على حياتي في ذلك الوقت، فكنت إنساناً أستطيع التخاطب مع من حولي واليوم أصبحت غير قادر على السمع والنطق، حاولت عائلتي نقلي إلى الهند لعل هناك أجد العلاج، إلا أن العملية التي أقرها الطبيب هناك كانت قد تؤدي إلى الوفاة في حال فشلها، لذا استسلمت أمي لما حدث وتقبلت الواقع».

وأضاف «قام الأطباء في البحرين بوضع سماعة كنت أشعر بالفرح عندما أحد يصفق بيديه، إلا أنه سرعان ما أشعر بالضيق إذا ما أحد تحدث فكنت أشعر بالضوضاء، تخليت عن السماعة في موقف مع أصدقائي عندما كانوا يتساءلون ماذا يقول هذا وبدئوا يتضاحكون علي، ألقيت بها وقررت السفر إلى الكويت لدراسة لغة الإشارة، إلا أن أمي رفضت ذلك، ومرت السنين وسافرت بعدها وبقيت سنوات هناك، إلا أنه لم أستفد من الدراسة هناك وذلك لكبر سني فكنت أبلغ من العمر 20 سنة».

وقال: «عدت إلى البحرين ودخلت مركز مدينة عيسى للتأهيل ودرست لغة الإشارة والشفاه ومرت السنين وعملت في العام 2007 في مجمع السلمانية الطبي كمساعد ممرض ومازلت أعمل في هذا المجال، قد ألقى صعوبة في التخاطب مع الناس، إلا أني أعتمد بشكل كبير على لغة الشفاه».

وذكر أنه أثناء تواجده في مركز مدينة عيسى للتأهيل كانت هناك العديد من الفتيات، وقد تزوج بإحداهن وهي سلمى العصفور والتي روت قصتها مع فقدان القدرة على السمع والنطق رافعة رأسها مؤكدة أنها إنسانة راضية بقضاء الله وقدره وتفخر بأنها من الصم، فالله ميزها عن غيرها وهذا يكفيها فخراً.

وقالت العصفور: «ولدت وأنا صماء انضممت إلى مركز التأهيل في مدينة عيسى منذ الصغر وهناك تعلمت لغة الشفاه، كانت طرق التدريس قديمة جداً، إضافة إلى أنها لم تكن تتميز بالقوة الكافية، فكنا نقتصر على تعلم القراءة والكتابة».

وأضافت قائلة: «درست إلى المرحلة الإعدادية لأنه لا يوجد ثانوية عامة للصم، حاولت أنا أواصل الدراسة وذلك لشغفي بالدراسة والعلم، درست بعدها لمدة أربع سنوات كمبيوتر وبعدها عملت في معهد البحرين للتدريب لمدة تسع سنوات، ونقلت منذ ما يقارب أربع سنوات إلى إحدى المدارس الحكومية».

وتابعت «تزوجت من زوج أصم وأنجبت ثلاث بنات لديهن القدرة على السمع والنطق، فابنتي الكبرى تبلغ اليوم من العمر 12 عاماً والوسطى سبعة أعوام، في حين أن الصغرى تبلغ من العمر خمسة أعوام، أقطن في بيت عمي وقد كان لعائلة زوجي الفضل في تعليمهم على النطق ومساعدتي وخصوصاً مع عدم قدرتي أنا وزوجي على السمع».

وأضافت: «على رغم أن أطفالي قادرين على السمع والنطق، إلا أني أحاول تعليمهم لغة الإشارة حتى يتمكنوا من التحدث معنا، على رغم صعوبة التواصل معهم إلا أنني استطعت أن أحقق لهم الأفضل، فلله الحمد أنهن متفوقات في الدراسة وأطمح أن أحقق لهم ما لم أستطع تحقيقه لنفسي».

وأوضحت: «أنا لست معاقة كما يعتقد البعض فالأصم إنسان قادر على العطاء، إلا أنه حرم من نعمة السمع بقضاء الله وقدره، لم أفكر يوماً في إجراء زراعة القوقعة أو حتى ارتداء السماعة، وأرفض إجراء زراعة القوقعة حتى لو كان الأصم طفلاً صغيراً وذلك لما قد يقع عليه من ضرر».

وذكرت العصفور أنه لكونها من الصم لم تتأثر حياتها كثيراً، إذ إنها حاولت الانخراط في المجتمع، قائلة: «كنت أواجه صعوبة عند زيارة المستشفى لعلاج ابنتي فمن الصعب أن يفهم الطبيب ما أقوله فأنا أتكلم لغة الإشارة، إلا أنه بعد ذلك سرعان ما يفهم ما أقوله بالإشارة أو بالشفاه، كما كنت أواجه مشكلة عند السؤال عن المستوى التعليمي لابنتي في المدرسة، ففي المرة الأولى اصطحبت ابنة عمي، إلا أنه بعد ذلك أصررت على أن أكون بمفردي وبعدها اعتدت الذهاب إلى اليوم المفتوح دون مساعدة أحد ودون الاكتراث إلى النظرات التي كانت ترمقني».

العدد 4656 - السبت 06 يونيو 2015م الموافق 19 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 3:22 ص

      فئة الصم والبكم ارفع درجات منا عند الله سبحانه

      مادري ليش الناس نظرتهم حقيره لهلفئه المظلومه من البشر ورفيعة القدر عند رب العالمين وعند محبينهم سبحان الله ان الله ياخذ شي ويعطيهم اشيا ذكاء فطنه حدس وحنا مالنا الا الذنوب من وراء لسانا بيش الناس ترفض الزواج من البنت الصم والبكم ليش شفيهم شناقصهم لو بيده الانسان يعيش سوي عقل وعندهم وثقافةعندهم حتى الشاب الصم والبكم لمن يتقدم لوحده ترفضه ليش شالسبب ناس ومجتمع منحط وتفكيره بائس وحقير

    • زائر 5 | 2:43 ص

      مبدعة دائما

      سلمى مرحة دائما ومبدعة ،تتمتع بشخصية قوية.
      والتعامل معها يكون بكل سلاسة وبساطة ولا أجد صعوبة في التفاهم معها
      بالتوفيق وللأمام صديقتي العزيزة.

    • زائر 4 | 1:59 ص

      يالله

      الله يشافي كل مريض بحق مريض كربلاء زين العابدين

    • زائر 3 | 1:38 ص

      لا مستحيل

      لا مستحيل ف الحياة فقط الرغبة ف تحقيق الأمل هو الدافع الأول والأهم ف حياتنا .. تحية لهذه الأسرة .. ونرجو من الدولة توفير احتياجات هذه الفئة

    • زائر 2 | 1:37 ص

      لا مستحيل

      لا مستحيل ف الحياة فقط الرغبة ف تحقيق الأمل هو الدافع الأول والأهم ف حياتنا .. تحية لهذه الأسرة .. ونرجو من الدولة توفير احتياجات هذه الفئة

    • زائر 1 | 12:23 ص

      بارك الله لكم وهنيأ لكم هذا الجهد

      كل ما يصيب الانسان فهو بعين الله واشد ع ايديكم انتم فعلا اشخاص فاعليين في اسركم ومجتمعكم لكم مني كل تقدير واحترام

اقرأ ايضاً