العدد 4656 - السبت 06 يونيو 2015م الموافق 19 شعبان 1436هـ

مافيا كرة القدم

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

تركت استقالة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر عاصفة من التساؤلات بشأن الفساد المالي والإداري في أكبر اتحاد رياضي عالمي يملك من القوة والإرادة الصلبة، ما جعله أقوى من بعض حكومات دول العالم، بعد أن انصاع إلى أوامره كل من يلعب الكرة المستديرة...

فلا عجب أن يستقيل الرئيس العجوز الذي قضى رئيساً للفيفا 17 عاماً، ومن قبله 17 عاماً أخرى في أمانة السر، بعدما اصطدم بأكبر وكالات المخابرات الدولية الأميركية المركزية (CIA) والمخابرات السويسرية اللتين قررتا فتح ملف الفساد وفضح التلاعب فيه.

لكن من قراءتي لأوراق الانتخابات وما دار فيها ومن حولها والمؤتمرات الصحافية التي عقدها الرئيس بلاتر وتصريحات رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني، أجد أن خلافهما ليس بسبب رغبة بلاتيني برئاسة «الفيفا» ولا فضح تفشي الفساد فيه، لأن الاتحاد الأوروبي قد يكون متورطاً في قضايا مشابهة... لكن الخلاف بينهما بسبب تضارب مصالح دول أوروبا التي يمثلها مع مصالح دول العالم بشأن العوائد المالية الضخمة التي يدرها تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، وتقدر بمليارات الدولارات... وهذا ما نشاهده اليوم من حرب ضروس بشأن تنظيم دولة قطر كأس العالم 2022 وسعي بريطانيا خطف استضافتها.

كما أطالب بأن لا نسمح لعاطفتنا بأن توحي لنا ولكل الرياضيين العرب بأن الاتحاد الأوروبي ساند الأمير علي بن الحسين في سعيه لتبوء رئاسة «الفيفا»، لأن الأوروبيين كانوا واضحين قبل بداية الانتخابات حينما طلبوا تأجيل الانتخابات 6 شهور حتى يفتح المجال أمام مترشح من بينهم. ولكن حينما هدأت الزوبعة التي أثيرت قبل الانتخابات وعلموا بأنهم لن يستطيعوا الإطاحة بالرئيس العجوز، وأن أحلامهم تبخرت بسبب موقف دول قارة إفريقيا وآسيا ودول الكونكاكاف وإصرارها على إجراء الانتخابات في موعدها انسحب رئيس الاتحاد الهولندي واللاعب البرتغالي فيغو. والدليل ما يحدث الآن بعد أن قدم بلاتر استقالته أعلنت دول أوروبا تسمية أكثر من مرشح لرئاسة «الفيفا» بمن فيهم رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني.

ومن تحليلي لما دار في الانتخابات و «الهوجة» العالمية الحالية وتصريح الرئيس العجوز الذي قال فيه بأنه لن ينسى من عاداه، أفسره بأن الرئيس المقبل لن يكون بلاتيني أو من أية دولة حاربت بلاتر، وأن القرار الأخير سيكون لأصوات مجموعة دول قارات إفريقيا وآسيا والكونكاكاف. فقد اتضح بما لا يقبل الشك أن تحالف اتحادات هذه القارات يمثل الغالبية (136 صوتاً) وهم الذين سيحددون اسم الرئيس المقبل وهو ما يجب أن تدعمه الدول العربية وجميع دول العالم الصديقة حتى لا تذهب الرئاسة إلى الحلف الأوروبي الذي يفاوض على سحب تنظيم قطر لبطولة كأس العالم 2022، ويهتم بمصالح أوروبا من دون بقية دول العالم.

ولكننا كرياضيين أجد أننا أصبنا بالإحباط بسبب تفشي الفساد في أكبر منظومة رياضية كروية نتفاخر بقوتها وقراراتها الحاسمة، لأنها جلبت العار للرياضة والرياضيين.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 4656 - السبت 06 يونيو 2015م الموافق 19 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً