العدد 4663 - السبت 13 يونيو 2015م الموافق 26 شعبان 1436هـ

مرور 60 عاماً على إصدار ثلاث صحف بحرينية

منصور محمد سرحان comments [at] alwasatnews.com

يصادف هذا العام 2015، مرور ستين عاماً على إصدار ثلاث صحف محلية صدرت في عقد الخمسينيات من القرن العشرين، وهو عقد ازدهار حركة إصدار الصحف البحرينية، إذ بلغ عدد الصحف التي شهدها عقد الخمسينيات تسع صحف، من بينها ثلاث صحف صدرت في العام 1955، الأمر الذي يؤكد أن عقد الخمسينيات هو عقد رواج وازدهار حركة إصدار الصحف في البحرين.

تعد صحيفة «الوطن» التي صدر عددها الأول في يونيو/ حزيران من العام 1955، أول صحف ذلك العام. فقد صدرت بديلاً عن صحيفة «القافلة» التي تم إيقافها من قبل الحماية البريطانية في العام 1954، حيث اشترط لإعادة صدورها من جديد أن يتغير اسمها إلى «الوطن». وقد عانت منذ صدورها من الرقابة الشديدة، وظهرت مساحات في بعض صفحاتها بيضاء نتيجة إلغاء الرقابة كثيراً من موادها.

وصحيفة «الوطن» صحيفة أسبوعية تصدر مرتين في الشهر مؤقتاً كما ذكر ذلك في عددها الأول، وبقيت كذلك كأختها (القافلة)، وقد أنيطت إدارتها بإبراهيم المؤيد، ورأس تحريرها علي سيار، يساعده في التحرير محمود المردي. وهي صورة طبق الأصل من «القافلة» في تبويبها وتنسيقها وإخراجها ومـوادها. وكانت تطبع في مطبعة المؤيد، وتقوم مكتبة الهلال بتوزيعها. وتراوح عدد صفحاتها بين الثمان والعشر والاثنتي عشرة صفحة من الحجم الكبير، أي أن عدد صفحاتها غير ثابت، وحدد ثمن العدد بعشر آنات.

ونظراً لكون «الوطن» هي «القافلة»، فقد كتبت على الصفحة الثالثة من العدد الأول أبيات الشاعر رضي الموسوي – تجسد إصدار القافلة باسم الوطن، وقد طبعت الأبيات في مربع يتوسطه عنوان «القافلة»، والأبيات هي:

يقولون تصدر باسم الوطن

فـقلت الحسين أخوه الحسن

ستجري وتجري كــما يبتغيه

شباب فدى نفسه للوطن للوطن

نضا عنه ما حبكته الطغاة

وما نسجته أيادي الفتن الفتن

مشى في ركاب الحياة وأجرى

بتياره عـجلات الزمن

وأخمد نار دعاة الشقاق

وألحدهم بلباس الكفن الكفن

فأمسوا وقيد بما أشعلـوه

وقيحا صديدا برح عفـن

يقولون تصدر باسم الوطن

فقلت الحسين أخوه الحسن

ومن كتاب الوطن علي سيار رئيس التحرير، وعبد العزيز الشيخ علي، وبدرية خلفان، وعبد الرحمن عاشير، وحسن عيسى الخياط، ومحمود المردي، وحميد صنقور وغيرهم، كما شارك البعض بكتابة بعض المقالات والمواضيع بأسماء مستعارة أو بذكر بعض الأحرف فقط. وقد تم إيقافها من قبل سلطة الحماية البريطانية مع سائر الصحف المحلية في العام 1956 بعد أن بلغ عدد ما صدر منها 26 عدداً.

شهد شهر سبتمبر/ أيلول من العام 1955 إصدار صحيفة «الميزان» لصاحبها ومديرها المسئول عبدالله الوزان، وهي الصحيفة الثانية التي صدرت في ذلك العام. وكانت تصدر في القطع العادي للصحف الكبيرة ( 60 x 45سم) وعدد صفحاتها عشر من الحجم الكبير، ويستخدم فيها الحرف اليدوي في العناوين. وكانت تطبع في مطابع المؤيد كباقي معظم صحف البحرين.

وهي تفتقر كبقية صحف فـترة الخمسينيات، إلى التنسيق والتبويب والإخراج، فهي تقليدية الإخراج. وتضم صفحاتها الأولى في العادة أربعة مقالات، يتم ترحيل بقاياها إلى الصفحات الداخلية. وعرفت الصحيفة بوجود عمودين للأخبار تحت عنوان «حدث في أسبوع»، حيث يتم نشر الأخبار التي تم تجميعها على مدار الأسبوع.

وعالجت الصحيفة في مقالاتها القضايا القومية والوطنية، كما كانت تفعل «القافلة» ومن بعدها «الوطن»، لكنها كانت أقل حدةً منهما في نقدها ومهاجمة سلطة الحماية البريطانية. غير أنها تميزت في عرضها للقضايا الاجتماعية بصراحة مما لا نجده في بقية صحف الخمسينيات، وقد جسد باب «مناظر مؤلمة» بعض تلك الانتقادات.

وعملت الصحيفة على مهاجمة الاستعمار البريطاني متخذة من قضية فلسطين مدخلاً لها، كما جاء ذلك في المقالة التي تم نشرها في العدد 11 في 9 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1955، كما عملت على إبراز قضية الاتحاد بين الإمارات باعتباره أهم القضايا القومية في المنطقة. وهاجم رئيس تحريرها الرقابة على الصحف بنبرة حادة.

ومن الجدير ذكره أن هذه الصحيفة بالذات استقطبت أقلام الطلبة البحرينيين الذين يدرسون في الخارج أثناء عطلة الصيف. كما ساهم بعض الكتاب بأقلامهم تحت أسماء مستعارة، وهي عادة ملحوظة في صحافة الخمسينيات. واحتجبت الصحيفة في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1956، بعد أن أوقفت السلطة الاستعمارية جميع الصحف، وبلغ عدد ما صدر منها خمسين عدداً تقريباً.

أما الصحيفة الثالثة التي صدرت في العام 1955، فهي «جريدة الخليج»، وهي صحيفة أسبوعية كانت تصدر باللغتين العربية والانجليزية. وكانت صحيفة مشتبهاً في أمرها إذ كانت تابعة لجريدة Daily Mail البريطانية، لذلك لم يرض عنها الشعب، ما تسبب في إحراق مطبعتها ومكاتبها في غضبة الشعب العام 1956، ولا نعرف عنها شيئاً حيث أن جميع نسخها مفقودة تماماً.

وقد أكد الصحافي المخضرم علي سيار في مقابلة له مع كاتب المقال بأن «جريدة الخليج» صدرت في العام 1955 وتوقفت في العام 1956، وأنه عمل بها يوماً واحداً فقط عندما تم إيقاف جريدته «الوطن» مع بقية الصحف الوطنية الأخرى، وكتب مقالة فيها، إلا أن وضعها لم يعجبه فتركها. كما يؤكد أنها أحرقت وكان هذا سبب توقفها.

إقرأ أيضا لـ "منصور محمد سرحان"

العدد 4663 - السبت 13 يونيو 2015م الموافق 26 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:31 م

      اشوي

      اليوم محد يستعمل قضية فلسطين للهجوم علي الاستعمار. الظاهر تعودنا علي نسيان المشاكل و القضايا الأصلية.

اقرأ ايضاً