العدد 5305 - الخميس 16 مارس 2017م الموافق 17 جمادى الآخرة 1438هـ

الوقاية سلاح رئيسي لمواجهة تفشي السرطان

تمثل الوقاية عنصراً أساسياً في لجم الازدياد الكبير المتوقع في حالات الإصابة بالسرطان حول العالم، على رغم عدم ايلاء هذا الجانب ما يكفي من الاهتمام، وفق ما يؤكد خبراء لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان السبت.

ففي كل سنة، يتم تسجيل 14 مليون حالة جديدة بالسرطان في العالم، وهذا الرقم مرشح للازدياد بنسبة 70 في المئة خلال السنوات العشرين المقبلة وفق منظمة الصحة العالمية.

ويشير مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية كريستوفر وايلد، إلى أن ما يقرب من ثلثي الحالات الجديدة تسجل في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية «وفي الوقت عينه يسجل ارتفاع كبير في كلفة العلاجات ضد السرطان». ويقول: «من غير الواقعي الاعتقاد بأن مشكلة السرطان تحل عبر العلاجات» حصراً.

وعلى صعيد الوقاية، «لن يظهر المردود الايجابي قبل عقد او اثنين او ثلاثة»، و»من الصعب تقبل ذلك في اطار اقتصادي متوتر» بحسب بياتريس فيرفير من مركز ليون بيرار لمكافحة السرطان في مدينة ليون الفرنسية.

غير أن التعويل على الوقاية قد يؤتي نتائج مهمة؛ لأن ما لا يقل عن ثلث الاصابات بالسرطان في العالم «يمكن تفاديها» وفق منظمة الصحة العالمية.

ويوضح رئيس معهد كوري في فرنسا تييري فيليب أن التبغ الذي «سيقضي على مليار شخص في العالم في القرن الحادي والعشرين» بينهم مئة مليون في الصين، يبقى العدو الأول في هذا المجال، مشيرا الى انه في حال اوقف جميع الاشخاص دون سن العشرين التدخين، فإن من شأن ذلك تقليص هذه الحصيلة «إلى النصف».

وثمة عناصر خطر اخرى كثيرة معروفة بينها: تناول الكحول ونقص الحركة الجسدية والتعرض للاشعة ما فوق البنفسجية ويسجل تقدم علمي بشأن العوامل البيئية والاستعداد الوراثي للاصابة بالسرطان.

تكييف الرسائل للعموم

وعند التعرف على عوامل الخطر، يتعين اعلام العامة بها ووضع «سياسات فعالة» لمواجهة هذه المخاطر، وهو ليس بالامر البديهي وفق وايلد.

ويقول مدير مركز الصحة العامة والعناية الطبية في المعهد الوطني الفرنسي للسرطان، جيروم فيغييه: «إن الناس يميلون الى المبالغة في تقييم الاثر الوراثي والبيئي والتقليل من خطورة اثر التبغ والكحول والغذاء».

وتؤكد فيرفير من ناحيتها ضرورة اصدار توصيات لا تنطوي على «قيود مشددة» بهدف بلوغ النتيجة المرجوة.

ويضيف وايلد «ركزنا كثيرا على تغيير السلوكيات الفردية» لكن يجب احيانا اتخاذ «قرارات سياسية» للدفع نحو تغيير فعلي للامور، متطرقا الى منع الاعلانات الترويجية للتبغ او الضرائب على المشروبات المحلاة.

ويرد على الآراء المتمسكة بـ«الحرية الفردية» في هذا المجال قائلا «سيكون من الساذج جدا الاعتقاد بأن الاعلانات لا تؤثر على خياراتنا. نحن لا نتخذ قراراتنا من العدم».

كذلك يذكر بأهمية اختيار خطة العمل الملائمة. من هنا، للقضاء على سرطان عنق الرحم في البلدان التي يتعذر فيها توفير مراقبة طبية دائمة، توصي الوكالة الدولية لبحوث السرطان بإجراء حملات تلقيح تسمح بحماية الفتيات اليافعات من اصابات سرطانية مستقبلية بفضل حقنتين او حتى واحدة فقط.

وفي ظل ازدياد معدلات الشفاء من السرطان، يتركز الاهتمام بشكل اكبر على الآثار الطويلة الامد للعلاجات (وخصوصاً القلبية الوعائية) والوقاية من سرطانات جديدة لدى المرضى الذين شفوا.

وتقول فيرفير: «من هنا اهمية المتابعة ما بعد العلاج على المدى الطويل والتي لاتزال مهملة بدرجة كبيرة وتوعية هؤلاء الاشخاص الذين يتحرقون لاستعادة حياة طبيعية لكن يتعين عليهم الاخذ في الاعتبار ان خطر الاصابة بسرطان جديد يبقى كبيرا بالنسبة اليهم».

وتشير الى ان الاقلاع عن التدخين والنشاط الجسدي يرتديان اهمية قصوى لتقليص هذا الخطر كذلك الامر بالنسبة لعودة الاصابة، حتى لو كانت ممارسة نشاط جسدي مهمة ليست بالسهلة اثر التعب الناجم عن العلاج.

العدد 5305 - الخميس 16 مارس 2017م الموافق 17 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً