العدد 5312 - الخميس 23 مارس 2017م الموافق 24 جمادى الآخرة 1438هـ

وقفة وفاء

أمي التي وهبت سنيّ صباها

فلذاتُ أحشاءٍ نتاج.. جناها

بذلت وضحت ما أدارت ظهرها

ولم يرِخ جفنها أو تغفُ عيناها

يمضى من الليل انتصافُ ظلامِهِ

وأبيض الخيط عند الفجر يغشاها

إيثارها قصصٌ تحكي فضائلها

وجلّ من واهبٍ إيايّ أعطاها

فهي التي سكنت قلباً تملكها

وعمرته فأضحى دار سكناها

ولأجلها اخضر الجنان وأينعت

وصير الوجد بحر الحب مرساها

أنامل العطف حاكت ثوب عاطفتي

لأنني من صميم القلب أهواها

لها من العشق ما لاحت له صورٌ

محفورةٌ في صخور الأُنس ذكراها

ولو تلوتُ الحكايا أنتشي فرحاً

في طيب مبسمها يزدانُ محياها

كالطير رفرافةً تزهو بمسكنها

لها اعتكافٌ وشغلُ البيتِ مأواها

قيثارةٌ عزفت في عيدها وسمت

علت مقاماً.. فرب الكون سواها

فهي التي كتبت اسمي بمعصمها

حتى غدى جسدي رهناً لسقياها

وجسّدت في معاني الحب ملحمةً

لها شموخٌ بساق الفضل مرقاها

في كل منعطفً ترنوك شاخصةً

ما أبطأت وهَناً أو شاخ ممشاها

تأتيك والهةً لتراك مسرعةً يا صاح

ما جزعت يوماً أو انتبهت إلا وعيناها

بالدمع فائضةٌ في صبرها مزجت

أصداء فرحتها كي تمسح الآها

وحق أن نحتفي في يومها صدحت

لها القلوب انشراحاً جاز علياها

لله مبتهلاً كفيَّ أرفعها يرعاك والدتي

بقدر ما لهجت بالذكر دعواها

هذي جمائلها تتلو صنائعها

لا عشت يوماً إذا ما صرتُ أنساها

مهما كتبنا ستبقى الأم مدرسةً

لن نستطع أن نوفّي قدر مسعاها

ياسر العسبول

العدد 5312 - الخميس 23 مارس 2017م الموافق 24 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً