حب الأم هو كل شيء في هذه الحياة، هو ينبوع الحنو والرأفة والغفران، هو التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، وهو القوة في الضعف والعزيمة في الشدائد، كما يتصاعد العطر من قلب الزهرة في الفضاء الصافي والممطر، كذلك هو ذلك الحب النقي الذي يتدفق من قلبها، إنها هي التي تشعر بالسعادة بمجرد رؤية طفلها، الطفل الذي جعل من جسمها مسكناً له قبل أن يعرف العالم، الأم تشعر أنها هي التي أنجبت الطفل، والطفل هو الذي يشعر أنه ولد منها، ومهما أكلت الأم أصبح هو الدم الذي يجري في عروقه، إنها الوحدانية بين جسدين.
حب الأم هو الأبدية، هو من النوع الذي لا يموت في كل الأزمنة، قد تشرب حبها في قلوب البشر منذ الأزل، حتى عندما لا تنطق الكلمات بلسانها نحن بقلوبنا نفهمها. إن أردت أن تعرف الحب الحقيقي موجود حقاً في هذه الحياة، فابحث عنه في داخل قلب الأم، فالذي هو فقد حب أمه فقد فارق زهرة مملوءة بالأمل والحب والعطف، وكل ما في قلب البشر من الرقة والحلاوة والعذوبة، إنه فقد الصدر الذي يسند إليه رأسه، واليد التي تباركه، والعين التي تحرسه. لن يستطيع بشر في العالم أن يصف حب الأم حتى وإن نفدت كل الكلمات.
علي العرادي
العدد 5312 - الخميس 23 مارس 2017م الموافق 24 جمادى الآخرة 1438هـ