بالرجوع إلى مقال الأخت مريم الشروقي تحت عنوان «شيء في قلب الموظف» أستطيع القول بلا تردد إنه لا يوجد موظف ليس في قلبه شيء نحو عمله ورئيسه ومرؤوسه، وما في قلبه يمكن أن يكون سلباً أو إيجاباً، أي بمعنى أنه يمكن أن يحب عمله أو لا يحبه، ومرغم على ممارسته، ويمكن أن يكون من محبي ومؤيدي رئيسه، ويمكن أن يكون ممن يتمنون أن يحال رئيسه إلى التقاعد، والشيء نفسه ينطبق على المرؤوس. فمثلاً سمعت من مدير غير راضٍ عن مرؤوسه الذي قال إنه متدني الفكر، وحتى الأعمال التي ينجزها يأخذ فيها وقتاً طويلاً، والنتيجة أن المدير كان يتمنى أن يحصل مرؤوسه على عمل آخر، ويغادر موقع عمله مع المدير، وهذا ما حصل، حيث جاء المرؤوس يوماً إلى المدير، وأخبره أنه حصل على وظيفة أخرى، وأنه سيقدم استقالته، وهنا قام المدير بتمثيل دور الفاقد لموظف مجتهد كفء متمنياً للمرؤوس النجاح في عمله الجديد.
وهناك قصة عن مدير كان يعمل مع رئيس كان قلباهما راضيين عن بعضهما البعض، ولسوء حظ المدير تمت ترقية رئيسه إلى منصب أعلى في مكان آخر، وجيء برئيس جديد مكانه وهنا كانت الطامة الكبرى حيث تبين للمدير أن الرئيس الجديد من محبى الفساد وممارسيه، ولا يحلو له مرؤوساً لا يسايره في المنحى نفسه، وما كان من رئيسه إلا وأن اعتمد على مرؤوس من مرؤوسي المدير، كان مستعداً أن يلتحق بالرئيس، ويتقبل ويشارك في أعماله، وبدأت أوراق العمل تغير مسارها، حيث بدلاً من أن يتم تحويلها إلى المدير بدأت تحول إلى مرؤوس المدير مباشرة، مما أثر على المدير سلباً، وحاول مراراً أن يبين موقفه الصعب، حيث كان رافضاً التحول إلى الالتحاق برئيسه؛ ولكنه لم يجد حلاً أمامه إلا أن يتوجه إلى خيار التقاعد المبكر.
من الصعب أن يصدر من موظف الأداء الجيد في العمل، وإنجازات استثنائية إذا لم يكن راضياً عن عمله، ولهذا فإن أهم عنصر من عناصر الدفع نحو العمل الجيد هو رضا الموظف عن محيط العمل الذي يتكون من الرئيس والمرؤوس ونوع العمل، والتطلعات المرجوة من الاستمرار في العمل.
عبدالعزيز علي حسين
العدد 5312 - الخميس 23 مارس 2017م الموافق 24 جمادى الآخرة 1438هـ