الباحث الاجتماعي هو الوجه المعبر والممثل عن الجهة المعنية، فتجد الخبرة والتأهيل أمرين متلازمين معه، ولا يمكن غض الطرف عنهما وتركهما يتأتيان من خلال السنين، وعلى رغم الحاجة الماسة لبرامج إعداد وتأهيل لهذه الفئة إلا أنه من الندرة أن تجد جهة تدريبية تتبنى التنسيق لبرامج تأهيلية وتدريبية في مجال البحث الاجتماعي، فدور الباحث الاجتماعي لا يقتصر على استجواب المجيب، بل هو من يساعد الآخرين في تنمية أنفسهم في كل أنواع الاحتياجات الإنسانية. فالبحث الاجتماعي هو عملية استقصاء ورصد للاحتياجات الإنسانية للفئات المستهدفة، وذلك عبر تحديد المشكلات الناشئة بسبب تلك الاحتياجات وترتيب أولويات الفئة المستهدفة.
ولأن الإنسان تحركه القيم وتوجه سلوكه وترسم له الطريق السليم، فمن باب أولى أن تتفق قيمه كانسان وباحث في مجال البحث الاجتماعي، فالقيم هي المعتقدات التي يعتقد بها أصحابها ويلتزم بمضامينها، وهي الضوابط الخلقية التي تتحكم في سلوك الإنسان وتنظم تصرفاته، فكل باحث يحتاج إلى قيم الاحترام، الصدق، التعاطف، حفظ الأسرار وحفظ الكرامة الإنسانية.
يهدف البحث الاجتماعي بالدرجة الأولى إلى إنشاء علاقة إنسانية أخوية بالفئات المستهدفة، وتفقد أحوالهم والتعرف على احتياجاتهم ومشاكلهم وبالتالي معرفة الحلول المناسبة لمواجهة التحديات، فيمكن من خلال عملية البحث معرفة بياناتهم الصحيحة، الدقيقة والمستحدثة، وكذلك إتاحة الفرصة والتعريف بالجمعية مروراً برسالتها وأهدافها حتى خدماتها من أجل فائدة أشمل للطرفين.
وعلى الباحث الناجح أن يدرك قدراته وميوله ومهاراته واستثمارها بنجاح فيكون عارفاً ملماً بعمله، يتعامل مع بأخلاق وإيجابية عالية، ويقوم بالبحث بكل حيادية وموضوعية واتزان، وأن تكون لديه القدرة على الاستماع والرغبة السامية في مساعدتهم وفق دوافعهم وتفسير سلوكياتهم وتقبلهم كما هم، والأهم من كل ذلك ألا ينتظر شكراً من أحد. ومن جهة أخرى هناك محذورات يتوجب على الباحث تفاديها كالتوبيخ واللوم، وتفريغ الهموم عندما يشكي المجيب عن حاله، فدور الباحث هو نشر الإيجابية واحتوائه، وعدم مقاطعته بشرط ضبط الوقت وإدارته. ومن الأخطاء التي يقع بها البعض هو ممارسة دور المباحث والتقصي عن معلومات بطريقة استخباراتية من الآخرين والذي بدوره يخدش الكرامة والتشهير به.
ومن آليات البحث الاستمارة الوافية التي تتضمن ثلاثة أجزاء رئيسية، الجزء الأول يحتوي البيانات الأساسية عن الأسرة كالأسماء، الأعمار وكل ما يستفيد منه في تحليل النتائج. وأما الجزء الثاني يتضمن أسئلة استبيان مغلقة بالغالب يختار فيها المجيب ما يتفق مع ظروفه أو رأيه، في حين أن الجزء الثالث والأخير يتضمن التوصيات التي سترفع للجهة المعنية بما فيه الخدمات المقررة لهم.
درج بالعادة عند عملية البحث عند بعض الجهات المعنية الاهتمام بالجانب المادي وكل ما يتعلق بالمصروفات والإيرادات، في حين أن من الحري أن يكون للبحث أبعاد أوسع تشمل جميع جوانب الحالة، فالإنسان لديه حاجات يسعى إلى سدها وهي متدرجة وفق هرم ماسلو، حيث تناقش هذه النظرية ترتيب حاجات الإنسان بحسب أهميتها في شكل هرمي يتكون من الاحتياجات الأساسية، احتياجات الأمان، الاحتياجات الاجتماعية، الحاجة للتقدير وأخيراً الحاجة لتحقيق الذات، فالإنسان عندما يحقق حاجاته الأساسية فهو سيسعى إلى تحقيق احتياجات أعلى كما رتبها الهرم، فالفرد الذي يعاني من عدم اشباع حاجاته الفسيولوجية لفترة طويلة قد يرغب بالمستقبل، حينما يصبح متمكناً مادياً أن يركز نفقاته على الأكل والشرب الزواج بشكل مفرط. فلذا لابد للباحث أن يدرك تماماً احتياجات المجيب وخاصة غير المشبعة لمدة طويلة للحيلولة من تحويل حياته إلى الإحباط والتوتر الحاد والآلام النفسية.
حنان الفردان
العدد 5341 - الجمعة 21 أبريل 2017م الموافق 24 رجب 1438هـ
الباحثة الاجتماعية ش بوزارة النمية ما عندها شهادة و موظفة بالواسطة و بدل ما تحل مشاكل و تقوم بدورها كباحثة اجتماعية تسبب مشاكل بانحيازها الى طرف من الأطراف و ما شاء الله كل شي تعرفه مثل البنغالية