عاصي الحلاني مطرب استطاع أن يتربع على عرش الغناء العربي، فهو لم يكتفِ بصوته المتميز، بل ينتقي كلماته، وإذا مست تلك الكلمات أوتار قلبه داعب بأنامله قيثارته ليخرج لجمهوره وعشاقه ألحانا ستبقي مع الزمن... يحب بلده لبنان ويعشق وطنه العربي ويتألم لما يحدث بهما، فغنى للبنان وبكى مع أحداث غزة... التقيناه بعد آخر حفل قدمه في «دار الأوبرا» المصرية وكان لنا معه هذا الحوار:

* بداية، ماذا تقول في الاتهام الموجه إليك بأنك أصبحت تهتم بالمستمع الخليجي فقط دون غيره، وعلى حساب المستمع المصري؟

- اللهجة مهما اختلفت لا تعنيني، فأنا فنان عربي في المقام الأول وكل اللهجات العربية جميلة ومحببة، والمهم أن يصل فني إلى كل المستمعين في الوطن العربي، وأن يكون فني راقيا ومجددا، وما يحكم الموضوع في الواقع هو الكلمة الجيدة أيا كانت لهجتها، وأحمد الله أن الناس يتقبلون أعمالي بحب ويرحبون بها، فالإنسان الذي يتقن عمله ويخلص فيه لابد أن يصل إلى قلوب الناس.

* جاءت عودتك إلى «روتانا» قوية من خلال ألبوم «يمكن»... لماذا تركت «روتانا» ولماذا عدت؟

- يحدث كثيرا في الوسط الفني - وخصوصا عند التعامل مع شركات إنتاج كبرى مثل «روتانا» - ما يمكن أن نطلق عليه «اختلاف في وجهات النظر بما لا يفسد للود قضية»، وعندما يحدث تقارب في وجهات النظر تعود المياه إلى مجاريها وهذا ما حدث مع «روتانا»، والآن نعمل معا باجتهاد من أجل تقديم المتميز والجديد.

* هل ترى أن الفنان يجب أن تكون له اهتمامات سياسية؟ وكيف ترى الأوضاع السياسية في الوطن العربي في ظل الأحداث الأخيرة؟

- طبعا، من الضروري أن يتفاعل الفنان مع الأحداث المحيطة به، وليس الأحداث السياسية فقط، بل لابد أن يكون متابعا لكل ما يجري على الساحة من أحداث اقتصادية واجتماعية وسياسية وفنية وغير ذلك... وأنا فنان لبناني عربي أعشق بلدي لبنان ووطني العربي كله، لذلك أكره العنصرية والمذهبية والتشرذم والفرقة، لأن هذا لا يخدم سوى الأعداء... لكني في المقابل أشعر بالتفاؤل وأن الغد سيكون أفضل، وأحلم بمستقبل جميل لبلادي.

* شدوت لبيروت ورفيق الحريري وغزة... هل كان هناك من اقترح عليك تقديمها لأسباب معينة؟

- لم ولن يطلب مني أحد أن أغني لوطني وبلادي، فأنا فنان لا أقدم سوى ما أشعر به وأحسه داخلي، والحقيقة أن الفنان يتأثر بما يدور حوله وينفعل به أكثر مما يفعل الشخص العادي. من جهة أخرى أنا أؤمن بأن الفنان لابد أن يشارك بدور ما في الأزمات والمواقف التي تتعرض لها بلاده، والفنان لا يملك سوى فنه لذلك لابد أن يشارك به ويوجهه لخدمة قضايا بلاده.

* قمت بتلحين الكثير من أغنياتك... ما اللحن الأقرب إلى قلبك؟

- لابد أن أذكر هنا أني لا أقدم على تجربة التلحين إلا لو خطفت الكلمات عقلي، لابد أن تمس الكلمات وترا داخلي حتى أقدم على تلحينها، والحمد لله لحنت عددا من الأعمال بلهجات مختلفة، لكن أهم وأحب تلك الألحان إلى قلبي هي أغنية «خدعتنا» و «يعني إيه؟» و «ست الستات».

* لماذا تفضل دائما فنانات غير معروفات ليؤدين «الدويتو» معك؟ ألم تفكر في «دويتو» مع نجمة كبيرة ذات جماهيرية؟

- النجومية لا تبهرني ولا تهمني الأسماء الكبيرة، فالمهم في «الدويتو» أن يكون الصوتان متوافقين، لذلك أختار من يمكنها تأدية «الدويتو» أمامي بصدق في الإحساس يظهر في الصوت، كذلك لابد أن يكون صوتها مناسبا للعمل ومتناسبا مع صوتي حتى يخرج العمل في النهاية بالشكل المطلوب.

* لماذا لم تفكر في خوض تجربة التمثيل، وخاصة أنها أصبحت موضة؟

- في رأيي الخاص لابد أن يتروى الفنان قبل أن يقدم على أية خطوة، وحتى الآن مازلت أجد نفسي في الغناء أكثر، هذا لا يمنع أن هناك عروضا كثيرة تلقيتها للتمثيل، لكن الحقيقة أنني لم أجد بعد العمل الذي يأخذ قلبي وعقلي معا بحيث أقتنع بالموضوع، والمسألة بالنسبة إلي ليست مجرد تقديم عمل سينمائي، وكان هذا هو هدفي فقط... عندما أجد النص الذي يضيف إلى رصيدي الفني لن أتردد في قبوله، فأنا أتمنى أن أخوض تجربة التمثيل لكن لكل شيء وقت وأوان.

* تتردد شائعات حول وجود خلاف بينك وبين فارس كرم، ما مدى صحتها؟

- أنت نفسك ذكرت أنها شائعات... أنا علاقتي جيدة بجميع زملائي في الوسط الفني، وأنا لا أهتم سوى بعملي فقط وأركز على فني حتى أقدم أعمالا في المستوى نفسه الذي عودت جمهوري عليه... والجميع زملائي في الوسط الفني وأتمنى التوفيق والنجاح لفارس كرم وللجميع.

* وماذا عن آخر أعمالك الفنية؟

- بدأت التجهيز لألبومي الجديد، فانتهيت من عدد من الأغنيات الجديدة بالتعاون مع مجموعة متميزة من الشعراء والملحنين اللبنانيين والمصريين والسوريين، كما انتهيت من تصوير كليب مزدوج لأغنيتين من ألبومي الأخير.