العدد 4858 - الجمعة 25 ديسمبر 2015م الموافق 14 ربيع الاول 1437هـ

كيف تعالج «الصدفية»؟

يعتبر داء الصدف (Psoriasis) من الأمراض الجلدية المزمنة والمعندة على العلاج، وهو لا يعتبر في بعض الحالات مجرد ?مشكلة جلدية، إذ يمكن أن تصيب أعضاء الجسم الأخرى بالخلل عبر تأثيره على الأوعية الدموية، لكن الحقيقة أن جزءا كبيرا من مشكلة التداوي منه، تتعلق بسلوك المصابين أنفسهم في التعامل مع العلاجات، وفق ماذكره موقع «صحتك».

ونصف المصابين بداء الصدف لا يتلقون العلاج، بينما يتلقى النصف الآخر منهم علاجاً عفا الزمان عليه... ويعود هذا كله إلى الجهل العام بهذا المرض.

فنحن نجد أن أكثر المصابين بهذا المرض تكون حالاتهم ما بين خفيفة إلى متوسطة، ويمكن من خلال العلاج المناسب السيطرة على الأعراض والتخفيف من حدة المتاعب.

ويبين اختصاصيّ الأمراض الجلدية في جامعة وييك فوريست ستييف فيلدمان، أنه قبل سنوات قليلة مضت، لم يكن يتوافر لدينا الكثير من الخيارات في علاج هذه الحالة، لكن الأمور تغيرت في أيامنا هذه، حيث أصبح العلاج أسهل وأكثر تأثيراً وأمانا.

وتتمثل الصدفية في إصابة جلدية مؤلمة تثير الحكة، وتظهر على شكل بقع محمرّة ملتهبة على سطح الجلد (غالباً غير معدية، ولا تنتشر بلمس المناطق غير المصابة من جلدك أو من جلد الآخرين) وتكون في الغالب مغطاة بطبقة بيضاء من خلايا الجلد الميت المتراكمة.

وتختلف الإصابة في الدرجة ما بين الخفيفة التي تغطي مساحات محدودة من الجلد (وهذه تمثل حوالي 65 في المئة من الحالات)، إلى متوسطة (25 في المئة)، إلى شديدة تغطي معظم الجلد (8 في المئة)، وكثيرا ما تأتي الشكوى على شكل نوبات، وتبين الإحصاءات أن هذه الآفة تصيب 2 - 4 في المئة من الناس.

أسبابه

لم يعرف العلماء حتى الآن بصورة مؤكدة سبب الإصابة بهذا المرض، لكنهم يؤكدون وجود خلل في المورّثات يؤدي إلى ظهور هذا الطفح المزمن، كردّ فعلٍ مناعي غير ملائم للجسم، والذي يؤدي إلى تسريع إنتاج خلايا الجلد المرضية الجديدة، وتأتي في الدرجة الثانية العوامل البيئية، مثل التعرض للشدة (وهو المسئول في الأغلب عن تكرر النوبات)، وأذيات الجلد (كالجروح والرضوض والحروق)، وتناول بعض العقاقير أو توقيفها فجأة، وقد تترافق الصدفية مع أمراض مناعية أخرى مثل داء كرون والتهاب القولون القرحي.

ويشكو 30 في المئة من مصابي الصدفية مما يسمى التهاب المفاصل الصدفي، إذ تترافق فيها الإصابة الجلدية المزمنة مع ألم والتهاب وتيبس في المفاصل، كما قد يترافق داء الصدف مع أمراض مناعية أخرى كداء كرون والتهاب القولون القرحي، وقد تكون له علاقة ملازمة مع أمراض كالقلب والأوعية وداء السكري وبعض السرطانات.

وقد يكون التعايش مع الإصابة بالصدف أمراً صعباً ويترك أثراً نفسيّاً عميقاً عند المصاب، كونها ظاهرة للعيان على سطح الجلد. وإذ ينجح المصابون بحالات متوسطة الشدة من الصدفية، في تغطية مكان الإصابة، بحيث لا ينتبه لها الآخرون. فإن المصابين بالحالات الشديدة منها، لا يمكنهم تجنب ردود أفعال من حولهم والتي تكون جارحة في غالبية الأحيان (سواء كانت تتضمن الشعور بالاشمئزاز أو الشفقة أو الخوف من العدوى)، وهذا أصعب ما في هذا المرض.

أنواع الصدفية

يوجد 5 أنواع مختلفة من الصدفية:

- الصدفية اللويحية: أهم الأنواع وأوسعها انتشاراً (85 في المئة)، وتكون بقع جلدية حمراء كثيرا مّا تعلوها قشور بيضاء فضية كحراشف السمك، تظهر غالبا على السطح الخارجي لمفاصل المرفقين والركبتين، لكن يمكن أن تظهر في أية ناحية أخرى من الجسم، كفروة الرأس وراحة الكفين وأسفل القدمين والأظافر والظهر والأعضاء التناسلية.

- الصدفية القطرية الشكل: حبيبات حمراء «تشبه قطرات الماء» منتشرة على سطح الجلد، وخاصة في الجذع، كثيراً ما تظهر بعد التهاب البلعوم بجراثيم المكورات العقدية.

- الصدفية المعكوسة: بقع حمراء تظهر في ثنيات الجلد في الإبطين وحول الأعضاء التناسلية.

- الصدفية البثرية: تحتوي الآفة الجلدية أجربة قيحية.

- الصدفية المحمرة للجلد: بقع حمراء منتشرة في نواحٍ مختلفة من الجلد، تسبب حكة.

العدد 4858 - الجمعة 25 ديسمبر 2015م الموافق 14 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً