ليس من عادتي كيل المديح لأحد لما في ذلك من كراهة، لكن هناك مواقف يضطر المرء أن يحكي عنها ويثني عليها من باب تحفيز الآخرين للاقتداء من جهة، وكشــف معدن صاحبها من جهة أخرى. فقد تأسرك مواقف فتسجلها فى ذاكرتك وتُلزم أخلاقياً أن ترويها للناس.
فبعد شهرين من العذاب والمعاناة مع إحدى شركات التأمين وإصرارها على عدم تصليح سيارتي المتورطة فى حادث، طرفها زبون لدى تلك الشركة، وقـد أبدى مسئولوا الشركة كل الإهمال وعدم المبالاة بسيارتي المتوقفة قرابة الشهرين دون تصليح وتعطل مصالحي، رغم أني قابلت كل مسئوليها من أجل توفير قطع الغيار لسيارتي موديل 2009، إلا أني وصلت إلى نتيجة أنه علي أن أدفع 40 في المئة من قيمة قطع الغيار الأصلية إذا أردت الإسراع فى تصليح سيارتي، وإلا يجب علي الانتظار لحين يجوب موردوا القطع المستعملة كل الخليج فى البحث عـن قطع مشابهة لسيارتي، فأضطررت للانتظار قرابة الشهرين ولم يتم الحصول إلا على قطعتين فقط من السعودية، ورفضت الشركة توفير ثلاث قطع أخرى بحجة أنه علي دفع 40 في المئة أو الانتظار للحصول على قطع غيار مستعملة، فتوجهت إلى مصرف البحرين المركزي وحاولت الوصول إلى المسئول المباشر لأرفـــع له شكوتي، ولكن اصطدمت بالإجراءات التى ستزيد من معاناتي، فحاولت الوصول إلى المسئول المباشر بحكم اضطراري وحاجتي الماسة إلى تصليح سيارتي بأسرع وقت ولكن دون جدوى، وأثناء وقوفي بالمصرف رأيت (محافظ البنك المركزي) رشيد المعراج، وما إن شرحت له قضيتي مع شركة التأمين المعطلة لحقوقي حتى قام بنفسه بأخذ الشكوى إلى مكتبه وأجرى بعض الاتصالات مع ذوي الشأن في المصرف، وجاءني الخبر مساءً من مشرف الكراج بأن الشركة قامت بتوفير بقية قطع الغيار الأصلية رغماً عنها. رسالتي إلى المسئولين بأنه يجب عليهم فتح أبوابهم وسماع شكوى المراجعين والإسراع في حلها خاصة تلك القضايا العالقة التي يرفض أطرافها حلها بالتى هي أحسن ويُضرب بحق الفقير أو الضعيف عرض الحائط. فالدنيا مازالت بخير ومازال هناك الكثير من المسئولين على شاكلة رشيد المعراج، الذي ما إن تصله شكوى يمكـــن أن يتدخل لحلها فإنه لا يتأخر عن المساعدة. فشكراً على دمــــــاثة أخلاقك وتفريغ نفسك للمتابعة والسؤال عن سيارتي، فهذا الموقف حقيقة أسعدنيكثيراً وشرفني اهتمامكم الشخصي بشكواي حتى تم حلها واختصر علي الطريق.
عبدالرحمن عارف
العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ