العدد 5099 - الإثنين 22 أغسطس 2016م الموافق 19 ذي القعدة 1437هـ

مستويات قياسية للحرارة وانبعاثات الغازات الدفيئة ومياه البحار خلال العام 2015

عبدالحكيم الخياط
عبدالحكيم الخياط

بلغت درجات الحرارة وارتفاع مستوى مياه البحار وانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة مستويات قياسية العام الماضي جاعلة من العام 2015 أحد أسوأ الأعوام في التاريخ الحديث على صعيد سلسلة من المؤشرات على ما اظهر تقرير دولي مرجعي.

فقد عكس التقرير السنوي حول وضع المناخ (ستايت اوف كلايمت) وهو وثيقة تقع في 300 صفحة شارك في اعدادها 450 عالما من العالم بأسره صورة قاتمة جدا للأرض مع تقلص الجليد وانتشار الجفاف والفيضانات.

وأشار العلماء الى أن «مؤشرات عدة مثل الحرارة على اليابسة وعلى سطح المحيطات ومستوى ارتفاع مياه البحر وانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة حطمت المستويات القياسية التي سجلت العام الماضي فقط».

وقال توماس كارل مدير الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا): «تقرير العام 2015 يظهر بوضوح ان حرارة الارض ترتفع، وان كل الاعراض المرتبطة به تتفاقم هي ايضا».

وهذا التطور سيتأكد خلال السنة الحالية ايضا، اذ إن الاشهر الستة الاولى من العام 2016 كانت الاكثر دفئا في العالم بأشواط، على ما اظهرت الأرقام الاخيرة لخبراء المناخ في وكالة الفضاء الاميركية (ناسا).

وأضاف الخبراء ان ظاهرة «إل نينيو» المناخية التي كانت قوية جدا خلال العام 2015 «اججت» الميل الى الاحترار خلال العام الفائت.

وأضاف هؤلاء «تحت تأثير (إل نينيو) والميل الى الاحترار الطويل الامد، سجلت الارض مستويات قياسية من الحرارة خلال السنة الثانية على التوالي».

سلسلة من الأرقام القياسية

فتركز 3 من الغازات الرئيسية المسببة لمفعول الدفيئة؛ اي ثاني اكسيد الكربون والميثان واكسيد النيتروجين، بلغ «قمما جديدة في العام 2015»، على ما جاء في التقرير الذي يستند الى عشرات الآلاف من البيانات المستقاة من قواعد معلومات مستقلة.

ففي هاواي وعلى بركان مونا لوا سجل تركز ثاني اكسيد الكربون معدلا سنويا «شهد اكبر ارتفاع منذ بدء التدوين في السجلات قبل 58 عاما».

وعلى صعيد الارض برمتها، قارب ثاني اكسيد الكربون العتبة الرمزية البالغة 400 جزء من المليون (بي بي ام) في 2015 مسجلا 399,4 بي بي ام بارتفاع قدره 2,2 بي بي ام مقارنة بالعام 2014.

وتوقعت جيسيكا بلوندن من وكالة نوا ان «يتجاوز العام 2016 بسهولة هذا المستوى».

وبلغت مياه البحر اعلى مستويات لها مع زيادة قدرها 70 ميليمترا عن المعدل المسجل في العام 1993.

وهو يرتفع تدريجيا عبر العالم مع ارتفاع بحوالى 3,3 ميليمترات في السنة على ما جاء في التقرير، الا ان الارتفاع اسرع في بعض مناطق المحيطين الهادئ والهندي.

وقد تتسارع هذه الوتيرة في العقود المقبلة مع الذوبان التدريجي للمثلجات والغطاء الجليدي ما سيهدد حياة ملايين من سكان المناطق الساحلية.

وعرف العام 2015 موسم امطار اكثر غزارة من المعدل ما ادى الى تفاقم الفيضانات.

وسجلت مواسم جفاف قاسية ايضا شملت في العام 2015 ضعف المساحات في السنة السابقة (14 5 في مقابل 8 في المئة العام 2014).

انتشار الطحالب

واستمرت الحرارة في الارتفاع في القطب الشمالي المنطقة الحساسة جدا على التغير المناخي.

وقال العلماء: إن «الحرارة على سطح القطب الشمالي عادت الى المستويات المسجلة في عامي 2007 و2011؛ اي مستويات قياسية منذ بدء التدوين في مطلع القرن العشرين مع ارتفاع قدره 2,8 درجة مئوية منذ تلك الفترة».

وعلى العكس اتت درجات الحرارة ابرد في القطب الجنوبي.

وقد تواصل تراجع المثلجات في الجبال من النوع الالبي في كل انحاء العالم للسنة السادسة والثلاثين على التوالي.

وادى ارتفاع حرارة المياه الى تفاقم انتشار الطحالب التي طالت خلال الصيف الماضي منطقة كبيرة من شمال المحيط الهادئ تمتد من كاليفورنيا وصولا الى بريتش كولومبيا في كندا مع «تأثير كبير على الحياة البحرية والموارد الساحلية والسكان الذين يعتمدون على هذه الموارد».

وكان موسم الاعاصير في المحيط الاطلسي معتدلا جدا للسنة الثانية على التوالي بتأثير من «إل نينيو» ايضا مع ان عدد العواصف الاستوائية «كان اعلى من المعدل بشكل عام».

العدد 5099 - الإثنين 22 أغسطس 2016م الموافق 19 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً