العدد 5 - الثلثاء 10 سبتمبر 2002م الموافق 03 رجب 1423هـ

البحرين وظاهرة تغيّر المناخ

قام جهاز شئون البيئة بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة للبيئة وبتمويل من مرفق البيئة العالمي (GEF) بتنفيذ مشروع تغيّر المناخ لدولة البحرين كجزء من التزامات حكومة البحرين بعد مصادقتها على الاتفاق العالمي لتغيّر المناخ في ديسمبر 1994. بدأ تنفيذ المشروع بالتعاون الفني مع فريق من الباحثين بجامعة الخليج العربي قبل عام تقريبا. وحسب ما جاء على لسان خالد محمد فخرو المدير العام لجهاز شئون البيئة بأن المشروع يحتاج تنفيذه الى حوالي العامين ويهدف لحساب انبعاث الغازات الدفيئة محليا وتحديد مدى تأثر دولة البحرين من هذه الظاهرة وتوعية المواطنين بها. ولقد تمكن الفريق المكلف باعداد المشروع انجاز جزئين من أصل ثلاثة ومن المتوقع اعداد التقرير النهائي مع بداية 2003.

من اهم غازات التدفئة بخار الماء، ثاني أكسيد الكربون، الميثان وأكسيد النيتروجين وأعطيت هذه التسمية لانها تعمل على حفظ كمية من الطاقة الحرارية المكتسبة من الشمس في الغلاف المحيط بالارض ومنع تلك الطاقة الحرارية من الهروب والانتشار في الفضاء الخارجي، فتساهم في بقاء الدفء الكافي الذي يضمن استمرار الحياة على الارض. ومع بداية القرن الماضي ساهم الانسان من خلال انشطته المختلفة في انبعاث متزايد من تلك الغازات وبقائها في الغلاف ومن اهم النشاطات البشرية تلك المتعلقة بقطاعات الصناعة، الطاقة، المواصلات، المخلّفات، الزراعة والتغيير في استخدام الاراضي.

وللحد من آثار هذه الظاهرة قامت هيئة الامم المتحدة بوضع «اتفاق الامم المتحدة الاطاري لتغيير المناخ»، التي وقّعت عليها في يونيو 1992 في ريودي جانيرو بالبرازيل اثناء انعقاد قمة الارض 155 دولة من ضمنها دولة البحرين التي صادقت على الاتفاق في 28 ديسمبر 1994. ويأتي اعداد التقرير الوطني كجزء من الالتزامات التي تنفذها مملكة البحرين في اطار الاتفاق.

لقد نتج عن الكميات المتزايدة لغازات الدفيئة ارتفاعا تدريجيا لدرجة حرارة سطح الكرة الارضية. ولقد بيّنت الدراسات العلمية بأن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون كناتج من نشاطات الانسان المختلفة قد تضاعف 12 مرة خلال الفترة من 1900 حتى 1997، ويمكن ربط ذلك بالنمو السكاني الذي حدث في الفترة نفسها.

لقد عملت الزيادة الكبيرة في عدد سكان العالم في الفترة نفسها (بلغت حوالي أربعة اضعافها في اقل من مائة عام) الى استهلاك متزايد لكميات اكبر من الوقود الاحفوري مثل النفط والغاز والفحم مما نتج عنه ابتعاث كميات من غازات الاحتباس الحراري. من ناحية اخرى ادى التوسع في الزراعة وتدمير الغابات وانتاج مواد كيماوية مختلفة الى انتاج تلك الغازات كذلك.

منذ سنوات عديدة والعلماء في كثير من دول العالم على قناعة بأن ارتفاع درجة حرارة سطح الارض ستؤدي الى ذوبان الجليد القطبي ما سينتج عنه ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار وبالتالي يتسبب في حدوث فيضانات للمناطق الساحلية في كثير من بلدان العالم. هذا واعتمادا على بعض السيناريوهات والنماذج الرياضية توقع العلماء غرق او اختفاء بعض الجزر تحت سطح البحر بسبب الفيضانات مثل جزر المالديف. وجاءت نتائج دراسة علمية حديثة اعدتها وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) لتؤكد ظاهرة ذوبان الجليد، فقد بيّنت بأن مترا واحدا تقريبا من سمك الجليد القطبي يذوب سنويا. وحسب السيناريو المطروح من قبل فريق عالمي مختص بهذا الموضوع فإن الغلاف الجوي لكوكبنا ستزيد حرارته بما يصل الى 5,8 درجة مئوية عن المعدل الى جانب ارتفاع مستوى البحر بنصف متر تقريبا بحلول عام 2100 وان صح ذلك فسيكون له أثر خطير على السكان والمحاصيل والصحة وقد يتسبب في تشريد الملايين من البشر

العدد 5 - الثلثاء 10 سبتمبر 2002م الموافق 03 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً