سكر وسرقة
معهد «فورسا» الألماني أجرى استطلاعا عن «الأخلاق»، وكان من ضمن الأسئلة التي وجهها المعهد في استطلاعه: هل تقود سيارتك في حالة سكر؟ 53 من الرجال قادوا سياراتهم مرة واحدة على الأقل وهم في حالة سكر، رغم القوانين المشددة.
وفي الاستطلاع نفسه اعترف 10 من الألمان بأنهم سرقوا من الأسواق دون أن يشعر بهم أحد. وارتفعت النسبة الى 15 بين الشباب الذين يقل سنهم عن 30 سنة. وأثبتت الاحصائية أن السرقة من المحلات لا تتعلق بالحالة المعيشية وحجم دخل الفرد، لأن أرباب العمل الحر يتفوقون على باقي الفئات بنسبة 18، يليهم موظفو الدولة 16.
الوقفة الأولى
«رغم القوانين المشددة» كما ورد في الخبر، فإن أكثر من نصف الرجال قادوا سياراتهم وهم في حالة سكر، وهذا يعني أن القانون، مهما كان شديدا، فإنه وحده لا يكفي ما لم تكن هناك رقابة داخل الانسان نفسه، وهذا لا يتحقق بين يوم وليلة.
الوقفة الثانية
خير من قانون يشدد في العقوبة على من يقود سيارته وهو في حالة سكر، قانون يمنع السكر في جميع الحالات، بمنع الخمرة نفسها وتحريمها. لأن ضرر السكر ليس مقتصرا على قيادة السيارة، بل هو يشمل حالات كثيرة، أضرارها وأخطارها يعرفها جميع الناس، وتشهد بها الزوجات المضروبات، والجرائم الكثيرة، والمستشفيات التي تؤوي مرضى بسبب الخمرة.
الوقفة الثالثة
السرقة جريمة منتشرة اذن، كما شهد هذا الاستطلاع، وليس الدافع الأول اليها هو الحاجة، ما دام أرباب العمل الحر أكثر من يسرقون، وهذا يؤكد أهمية الرقابة الذاتية في السر والعلن.
الوقفة الرابعة
واذا ما حسبنا ما تكبده الجرائم من خسائر في اقتصاد الأمة، لكان الرقم كبيرا جدا، حسبما أكدت الدراسات التي تشير الى مئات ملايين الدولارات يدفعها الاقتصاد العالمي كل عام
العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ