قتل ستة إسرائيليين وجرح 66 آخرون إصابات ثمانية منهم خطيرة في أحدث عملية استشهادية نفذها ظهر أمس استشهادي فلسطيني من حماس في حافلة إسرائيلية في تل أبيب. وفي رد فعل فوري على العملية اقتحمت دبابات الاحتلال الإسرائيلي مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله واستنجدت القيادة الفلسطينية بقادة العالم للتدخل العاجل لإنقاذ حياة عرفات، وقال مسئول فلسطيني: «سنقاتل بقوة» حتى آخر مسلح فلسطيني إذا اقتحم الجيش الإسرائيلي مكاتب عرفات. وجاءت العملية الاستشهادية الجديدة بعد عملية نفذت في أم الفحم فجر أمس الأول.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسئوليتها عن العملية الاستشهادية، وصرح متحدث باسم مكتبها في بيروت بأن منفذ العملية الاستشهادية في تل أبيب ينتمي إلى كتائب عزالدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، وأكد ذلك أحد قياديي حماس عبدالعزيز الرنتيسي بالقول: «إن العملية ما هي إلا واحدة من سلسلة عمليات مماثلة قادمة».
وأدانت السلطة الفلسطينية العملية، معتبرة أنها تتعارض كليا مع المصلحة الوطنية، كما أدانها الرئيس الأميركي جورج بوش، ووصفها بالإرهاب الذي تدينه أميركا بشدة. وفي ردود فعل سريعة على العملية عبّرت فرنسا عن قلقها البالغ لعودة العنف وأدانت بشدة العملية، بينما رأت برلين أن هذه العمليات «من صنع أعداء السلام» و«تضر بالقضية الفلسطينية».
وأعلن وزير الحكم المحلي صائب عريقات أن القيادة الفلسطينية أجرت اتصالات عاجلة مع قادة العالم والأمة العربية وطالبتهم بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الرئيس عرفات بعد اقتحام دبابات مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله في الضفة الغربية.
وقال عريقات: «أجرينا اتصالات عاجلة مع دول العالم وخصوصا الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والدول العربية وخصوصا مصر والأردن».
من جهته قال مستشار عرفات نبيل أبوردينة: إن «عددا كبيرا من الدبابات والآليات العسكرية تحيط حاليا بمقر الرئاسة من الجهات كافة».
وأوضح أن «عددا من هذه الدبابات دخل إلى باحة المقر العام وتمركز في محيط الرئاسة ويطلقون النار من الرشاشات الثقيلة بين حين وآخر تجاه أي شيء يتحرك على الأرض».
من جهتها أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية قررت بالإجماع مساء أمس (الخميس) عزل عرفات في مقره العام في الضفة الغربية بذريعة المطالبة بتسليم فلسطينيين تلاحقهم إسرائيل لجأوا إلى المقر.
وقالت الإذاعة: «إن الحكومة ناقشت احتمال إبعاد عرفات من الأراضي الفلسطينية»، مستبعدة الأمر بعد أن أكد المسئولون الأمنيون المشاركون في الاجتماع «أن مثل هذا الإجراء سيعود بالضرر على إسرائيل».
واجتمعت الحكومة في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب لثلاث ساعات تقريبا بدعوة من رئيسها اريل شارون. وقالت محطة التلفزيون الإسرائيلي: إن المناقشات التي تناولت مسائل أمنية أحيطت بسرية تامة.
ودعا الجيش الإسرائيلي عبر مكبرات الصوت إلى تسليم نحو 20 فلسطينيا تلاحقهم إسرائيل بينهم مدير جهاز المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية العميد توفيق الطيراوي.
فلسطين المحتلة - وكالات
قتل ستة إسرائيليين و جرح 66 آخرون ظهر أمس إثر عملية استشهادية نفذها استشهادي فلسطيني من أعضاء حماس في قلب تل ابيب، في الوقت الذي استشهد فيه صبي فلسطيني برصاص جيش الاحتلال. وفي رد فعل فوري عنيف على العملية اجتاحت دبابات الاحتلال الاسرائيلي مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فأجرت القيادة الفلسطينية اتصالات عاجلة مع قادة العالم والأمة العربية وطالبتهم بالتدخل العاجل لانقاذ حياة عرفات، وقال مسئول فلسطيني «سنقاتل بقوة» حتى آخر مسلح فلسطيني اذا اقتحم الجيش الاسرائيلي مكاتب عرفات.
ولليوم الثاني على التوالي، فجر استشهادي فلسطيني نفسه مما أسفر عن مقتل ستة اسرائيليين على الأقل وجرح 66 آخرين، إصابات ثمانية منهم خطيرة.
ووقع الانفجار في الواحدة وخمس دقائق بعد ظهر الخميس، في أحد خطوط الحافلات الأكثر ازدحاما في مدينة تل أبيب، عند تقاطع شارعي روتشيلد وألنبي المزدحمين، حيث يوجد الكثير من المتاجر والشركات والمطاعم. وقال شهود عيان أن الاستشهادي ركب الحافلة وفجر العبوة الناسفة بعد ثوان وهو يقف في مقدمة الحافلة. وقال صاحب مقهى قرب موقع الانفجار أنه سمع انفجارا مدويا ورأى اناسا يقفزون من نوافذ الحافلة وهم ملطخون بالدماء ويصرخون، كما تناثرت الدماء بجوار الحافلة وتناثرت متعلقات الركاب، وتسبب الانفجار بتحطم نوافذ وواجهات المتاجر في المنطقة التي تكون مقاهيها ومطاعمها مزدحمة عادة خلال فترة الغداء.
هرعت سيارات الاسعاف والشرطة إلى موقع الانفجار، واستخدمت الكلاب البوليسية لتمشيط المنطقة بحثا عن متفجرات أخرى محتملة.
وأعلنت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» مسئوليتها عن العملية الاستشهادية، وصرح متحدث باسم مكتب «حماس» في بيروت أن منفذ العمليه الاستشهاديه في تل ابيب ينتمي الي «كتائب عزالدين القسام» الجناح العسكرى لحركة حماس، موضحا ان الحركه ستصدر في وقت لاحق بيانا تفصيليا حول العملية إلا انها لن تكشف حاليا عن اسم منفذها رعاية لسلامة أفراد عائلته من الارهاب الصهيوني.
واكد المتحدث ان« كتائب القسام» ستنفذ المزيد من العمليات الاستشهاديه في المستقبل القريب في اطار جهادها المتواصل ضد الاحتلال حتى دحره عن كامل الاراضي الفلسطينيه المحتلة ، وأكد ذلك عبد العزيز الرنتيسي أحد قياديي حماس بالقول إن العملية ما هي إلا واحدة من سلسلة عمليات مماثلة وأنها «تأتي في اطار دفاع الشعب الفلسطيني عن دماء اطفاله وابنائه ، وتؤكد أن الارهاب الصهيوني الذي يمارس ضد ابناء شعبنا لن يمر دون عقاب» وردا على سؤال عن رد الفعل الاسرائيلي المحتمل، قال الرنتيسي إن الاسرائيليين فعلوا كل ما يمكن فعله من قتل وتدمير وتنكيل «ليفعلوا ما يريدون، وسنفعل ما نريد».
المستوطنون ينتقمون
ونفذت العملية برغم حالة الاستنفار والتأهب المعلنة على كامل خطوط التماس نتيجة انذارات عن نية فدائيين فلسطينيين اختراق الخط الاخضر وتنفيذ عمليات فى داخل الاراضي المحتلة العام 1948، وقال المفتش العام للشرطة الاسرائيلية «شلومو اهرونيشكى» إن الهدوء الذي ساد فى الاسابيع الاخيرة كان وهميا فقط، وان تهديدات العمليات لاتزال حقيقية حسب قوله، واضاف: «علينا أن نفرح فى كل يوم يمر من دون عمليات»
وتأتي هذه العملية بعد ساعات من استشهاد فتى فلسطيني يبلغ من العمر 11 عاما من مخيم الأمعري، حيث قام أحد الجنود في دورية الاحتلال بإطلاق النار بشكل متعمد على صدر الفتى عبد السلام فوزي سمرين، وقد أصابته ثلاث رصاصات إصابة مباشرة في الصدر والقلب.
وأصيب أربعة تلاميذ فلسطينيين بشظايا رصاص اسرائيلي حينما فتح جنود اسرائيليون نيران أسلحتهم في نابلس.
كما هاجم مستوطنون المواطنين في يعبد وإنهالوا بالضرب على الكثير منهم، كما فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه السيارات المارة، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين.
فرحة في مخيمات لبنان
وفي لبنان، استقبلت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بفرحة عارمة أنباء نجاح العملية الاستشهادية في تل أبيب، وعمت أجواء الفرح مختلف المخيمات الفلسطينية حيث خرج اللاجئون في تظاهرات ومسيرات عفوية جابت شوارع وأزقه المخيمات لاسيما في مخيم عين الحلوة الواقع إلى الشرق من مدينه صيدا.
السلطة تدين العملية
من جهتها، أدانت السلطة الفلسطينية العملية معتبرة أنها تتعارض كليا مع المصلحة الوطنية الفلسطينية.
كما أدان الرئيس الاميركي بوش العملية ووصفها بالارهاب الذي تدينه أميركا بشدة، وفي ردود فعل سريعة على العملية عبرت فرنسا عن قلقها البالغ لعودة العنف وأدانت العملية بشدة، بينما رأت برلين ان هذه العمليات «من صنع اعداء السلام» و«تضر بالقضية الفلسطينية»
العدد 14 - الخميس 19 سبتمبر 2002م الموافق 12 رجب 1423هـ