شيّع المئات ظهر أمس بمقبرة الرفاع جثمان لاعب فريق الأشبال لكرة القدم بنادي الرفاع الشرقي سعيد أحمد سعيد الذي توفي أمس الأول اثر سقوطه داخل الملعب خلال مباراة فريقه وقلالي ضمن دوري الأشبال لكرة القدم في سابقة من نوعها في الملاعب البحرينية.
ولم يكن اللاعب الصغير سعيد أحمد (14 عاما) والطالب في الصف الثاني الإعدادي يدرك أنه سيلاقي أجله المحتوم بعد يوم واحد من قيامه بتقديم العزاء لأحد زملائه في النادي بوفاة جدته، كما إنه لم يدرك بأن الهدف الذي سجله ضمن الأهداف الأربعة التي سجلها فريقه في (المبارة المأساة) سيكون الأخير في عمره الكروي الصغير.
ووصف مدرب فريق أشبال الرفاع الشرقي والنجم الكروي السابق حمد محمد ما حدث بالصدمة التي أصابت أوساط النادي بالذهول خصوصا أن المرحوم سعيد من اللاعبين الصغار الملتزمين دينيا وأخلاقيا وعلى علاقة طيبة مع الجميع.
ويروي المدرب حمد محمد اليوم الأخير في حياة سعيد أحمد «قام سعيد بتأدية عدة واجبات إذ رافقني قبل وفاته بيوم لتقديم التعازي لأحد زملائه اللاعبين، وفي التدريب الأخير قام بتزويد بعض العمال المارين حول ملعب النادي بالماء بعدما شعروا بالعطش، وفي يوم المباراة أحضره والده إلى النادي وتناول وجبة الغداء معنا ثم أدى صلاة العصر وتوجه مع الفريق إلى المباراة، ولم يكن يعاني من أي مرض ونحن نتابع أحوالهم الدراسية والصحية.
ويقول المدرب حمد محمد «وقعت الحادثة تحديدا في الساعة الخامسة وخمس دقائق خلال الشوط الثاني من المباراة وطلبت من اللاعبين التهدئة وتخفيف جهدهم بعد التقدم 4/صفر نظرا لحرارة الطقس والشمس التي لا يستوعبها الكبير فما بال الصغير وكنا قد وضعنا زجاجات المياه حول الملعب ليتناولها اللاعبون، وبعد نقل سعيد إلى المستشفى ظل تفكيرنا في مصيره ومتابعة حالته بالهاتف وكنت أُشعر اللاعبين خلال المباراة أن سعيدا بخير، وبعدها توجهت ومعي مجموعة من اللاعبين إلى المستشفى نظرا لروح الأخوة والصداقة التي تجمع هؤلاء اللاعبين».
من جانبه بدت آثار صدمة وفاة اللاعب سعيد أحمد واضحة على ملامح مدير الفريق بسام سعد الذي قام بنقل سعيد بسيارته إلى المستشفى العسكري بعد سقوطه.
وانتقد بسام التوقيت الذي تقام فيه مباريات دوري الأشبال في الساعة 3,55 دقيقة بعد الظهر تحت اشعة الشمس الحارقة، ويكون اللاعب الذي لا يتجاوز عمره الـ 14 عاما عرضة لكل الاحتمالات، وعلى رغم الإيمان بأن ما حدث يندرج تحت القضاء والقدر إلا إنه يجب تغيير مواعيد المباريات وتأخيرها إلى الرابعة والنصف عصرا، ويجب ألا يكون عدم توافر الانارة في بعض الملاعب عذرا على حساب سلامة اللاعبين الصغار.
وأكد مدير فريق الرفاع الشرقي أنه سيرفع طلبا إلى الاتحاد البحريني لكرة القدم لتغيير مواعيد بدء المباريات وكذلك ايقاف نشاط الفريق في الوقت الحالي ولمدة اسبوع على الأقل ليتجاوز الفريق صدمة وفاة ابنه (سعيد)!
العدد 22 - الجمعة 27 سبتمبر 2002م الموافق 20 رجب 1423هـ