تلقت «الوسط» ردا من إحدى عضوات لجنة العريضة النسائية تعارض فيه ما أدلت به رئيسة اللجنة غادة يوسف جمشير من تصريحات عن «الفساد لدى بعض القضاة الشرعيين» التي نشرناها في عدد يوم الخميس الماضي.
عضوة اللجنة إيمان أبوالنصر زارتنا في مقر الصحيفة وأمدتنا بالمقال الاتي، قائلة إن غالبية عضوات اللجنة غير موافقات على ما جاء من أقوال على لسان رئيسة اللجنة.
وحرصا على إتاحة الفرصة للجميع لإبداء رأيه ننشر إيضاحها هنا من دون أي تغيير:
أولا، على غادة ألا تأخذ هذا المنعطف الجديد، فإذا كان لديها رسالة فأعتقد أن الرسالة وصلت إلى وزير العدل وإلى رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ عبدالرحمن. وعلى غادة أن تدقق في كلماتها وعليها أيضا أن توضح مفهوم الفساد وتعرّفه للناس، فربما من وجهة نظرها يوجد فساد وبالنسبة إلى الآخرين لا تعني كلمة (فساد) أي مفهوم.
وأنا واثقة أن القضاة أبعد ما يكونون عن (السماسرة) ويتمتعون بنزاهة وشفافية وقدر هائل من الإيمان والمروءة والكرامة التي تغنيهم عن الوصول إلى هذا التشبيه المستهجن على المجتمع وتاريخ وزارة العدل طويل والقضاة لهم باع طويل ومخضرمون في تحليل كل صغيرة وكبيرة، وأعتقد أن السبب يرجع إلى الديمقراطية الرائعة التي نالتها المملكة في ظل عهد عظمة الملك. وعلى غادة أن تبلور تجربتها الشخصية وتستثمرها في الخير، وتعرف أن الحرية التزام والكلمة أمانة، وعليها أن تتخطى حدود (النرجسية) لتحقيق النجاح، كما أذكّرها بأننا لسنا في (حلبة مصارعة) واستمرار أزمة الثقة بين المرأة والقضاء شيء يسبب التوتر والاحتقان في نفوس الناس، ولذلك فإن غادة في حاجة ملحة إلى التغيير وإزالة مناخ التعصب، وعليها أن تهيئ نفسها للتفاهم مع الآخر واحترامه والقبول برأيه، ومن الطبيعي أن تتضح المفاهيم وتترسخ القيم.
وبالنسبة إلى المقالة فأعتقد أن كل لجنة العريضة النسائية لا توافقها الرأي على تشويه سمعة القضاة، وإن كانت تجربة (غادة) أفرزت عن قاضٍ معين فأقول أين الدليل؟ وإن كان ولابد فمن الأفضل أن تعلم أن الصحف لم تكن الجهة المناسبة لكي نتجه إليها، وعلى غادة أن تسدل الستار على هذه المسرحية وخصوصا أن القضاء بخير ووزارة العدل بخير.
وعلينا أن نترك التزمت والتعصب ونلجأ إلى تكريس حياتنا في كل ما هو مفيد ومهم بعقلانية وتسامح ونقد بناء، والنظر إلى الأمام مع مراعاة هموم النساء ومسئولية كل إنسان عن كل كلمة يتفوه بها، وأقول لصديقتي: لا تنحازي إلى الحداثة في الفكر، فأسوأ أمر يمكن أن نقع فيه أن نجد مؤيدين (فكل غربال جديد له شدة).
وعتابي على صحيفة «الوسط» حديثة الميلاد، هذا البرعم الصغير. عليها أن تبدأ حياتها ببراءة الأطفال ولا تقفز على الحدث، وعليها أن تتماشى مع كل ما هو مؤيد للحفاظ على هيبة ووقار وزارة العدل وتتجنب الصراعات والمنافسات ذات الطبيعة والصبغة السياسية المستترة.
وصحيفة «الوسط» بحاجة ماسة إلى بلورة مجتمع مدني فاعل ومستقل لكي يؤمن بوجودها وما تقدمه من فكر وثقافة بعيدا عن عقد الماضي.
إن الثقافة ظهرت للوجود منذ آلاف السنين عمقا، وترعرعت وسط أنظمة سياسية مختلفة ووسط حضارات بشرية هائلة.
نعم الدستور كفل حريات التعبير ولكن مع احترام هيبة وزارة العدل واحترام كل القضاة وإبراز المرأة البحرينية بصورة مشرفة وراقية جدا وخاصة (الـمُطلّقة) حتى لا يُقال تصفية حسابات!
إيمان أبوالنصر
عضو لجنة العريضة النسائية
العدد 31 - الأحد 06 أكتوبر 2002م الموافق 29 رجب 1423هـ