السيارات الآن تنافس النساء على متابعة آخر خطوط الموضة ودور الأزياء العالمية، وصرعات الماكياج والتزيين! بالفعل أصبح للسيارات مزين خاص ومصفف «للزجاج» و«بودي كير الباليس» وظلال «حاجب الرؤية»!!
اهتم الشباب في الآونة الأخيرة وبشكل ملفت للنظر بتزيين السيارات، وإضفاء اللمسات الخاصة عليها من قريب أو بعيد، ووصل ببعضهم أن يهدر الكثير من الأموال من اجل سيارته الحبيبة، الأمر الذي قد يتجاوز سعر السيارة نفسها! ولنقترب من عالم السيارات الشبابي هذا، كان لنا لقاء مع عدة شباب ممن يولون سياراتهم اهتماما خاصا:
بادئ ذي بدء
يقول ياسر يوسف (20عاما): «كان أول عمل قمت به بعد أن اشتريت السيارة من الوكالة هو أن ذهبت إلى محل لتزيين السيارات وقمت بشراء حاجب الرؤية وجناح التوازن الخلفي وزوائد أمامية وجانبية وأشياء أخرى كثيرة كلفتني قرابة 700 دينار، وأنا أرى أن هذا السعر مناسب جدا ولا يقارن بالمبلغ الذي سأضطر لدفعه لو طلبت هذه الأشياء من الوكالة، والتي قد لا توفر لي كل ما أريد من أدوات تزيين السيارة».
أهم من الأهمية
هذه العبارة التي بدأ بها (خ. ج. ل/23 عاما) حديثه عندما سألناه عن هذا الموضوع، وأضاف: «لسيارتي أهمية خاصة عندي، فأنا أهتم بتنظيفها وتلميعها وأحافظ عليها قدر ما أستطيع، لأن السيارة تدلل على صاحبها! وبصراحة تكلفني عملية الاعتناء هذه الكثير من المال، لكن كله يهون من أجل عيون سيارتي الحبيبة»!!
منافسة وتحدٍّ
وعن أسباب تلهف الشباب لتزيين سياراتهم قال يوسف: «الأمر بالنسبة للشباب هواية لا يمكن للبعض الاستغناء عنها، خصوصا عندما يكون له أصدقاء وأصحاب يمارسون الهواية ذاتها، ما يجعل من العملية تنطوي على جانب من المنافسة والتحدي والرغبة في لفت الأنظار - خصوصا أنظار البنات - ونظرة الناس قد تكون أحيانا نظرة إعجاب لمقدرة الشاب على تغيير مظهر سيارته بما يميزها عن مثيلاتها من النوع نفسه. وأحيانا نظرات استغراب واستنكار واستهجان لما نقوم به».
مضايقات رجال المرور
ويعلق عبدالله عادل على موضوع المخالفات المرورية التي تلحق بالشباب جراء تزيينهم لسياراتهم بما يخالف القوانين واللوائح: «نعاني نحن الشباب من مضايقات رجال المرور، رغم أننا عندما نزين سياراتنا لا نضر أحدا ولا نتعدى على أحد، وأحيانا كثيرة تحرر لنا مخالفات لا تمت لقوانين السير بصلة، كتبديل الإضاءة الحمراء إلى بيضاء، فتغيير اللون لا يعني بالضرورة المخالفة! وأحيانا كثيرة لا نعرف نحن مخالفون على ماذا! فرجال المرور عندما يوقفون أحدنا ويحررون له مخالفة لا يشرحون له سبب المخالفة، ويكتفون بقولهم إننا خالفنا القانون وهذا ممنوع، لكن لماذا ممنوع؟ لا نعلم !» وأضاف قائلا: «إن أكثر ما يضايق حقيقة في الموضوع أن القوانين لا تطبق على الجميع، إذ نرى أن هناك سيارات لا يمكنك رؤية من بداخلها لشدة سواد حاجب الرؤية، ولا يوقفهم رجال المرور ولا يحررون المخالفات لهم، لماذا التحيز لفئة دون غيرها»؟
البنات يشاركن الشباب الهواية
تأسر هذه الهواية قلوب الفتيات تماما كقلوب الشباب، بل وأصبحت الفتيات ينافسن الشباب فيها، وعن أسباب ذلك قالت (ش. ر. ع/19 عاما): «أصبح تزيين السيارة مهما تماما ومستلزما من مستلزمات الأناقة كالملابس والماكياج وأدوات الزينة، وغالبا ما تحاول الفتيات أن تلفت الانتباه إليها عبر مثل هذه الوسائل. وبالنسبة لي فأنا أحب أن أرى سيارتي بشكل متميز عن غيرها لدرجة أنني أتمكن من تمييزها بسرعة وسط موقف سيارات مكتظ!»
للمرور رأي آخر
ناقشنا آراء الشباب ووجهة نظرهم مع النقيب موسى الدوسري من إدارة المرور والتراخيص الذي شرح الموضوع وبيّن الناحية القانونية والتقنية فيه قائلا: «تأتي السيارة من المصنع مطابقة لشروط السلامة على الشارع ومعاييرها بمواصفات متفق عليها عالميا وبما يتناسب وطبيعة بلادنا وشوارعنا وأجوائنا، وللأسف الشباب لا يعون هذه المسألة بالشكل الوافي والواضح، لو كان في هذه الزيادات التي يضيفونها على سياراتهم أي فائدة لكان المصنع قد قام بوضعها مسبقا! وأظن أن الخبراء والمختصين أقدر من الشباب على تحديد مثل هذه الأمور التقنية».
وأسباب المنع بيّنها النقيب بقوله: «إن مثل هذه الزيادات تتسبب في الحوادث، وتضر بأداء السيارة أو المركبة على الشارع، وبعضها يخل بالتوازن وتصبح عملية التحكم فيها أصعب وأخطر، خصوصا إن لم تكن هذه الزيادات خاضعة لإشراف المختصين. كما أن حاجب الرؤية الكثيف لا يسمح برؤية سائق المركبة الأمر الذي يصعب من عملية التعرف على مسببي الحوادث. وبالنسبة للإضاءة الحمراء واستبدالها بالبيضاء فهذا مخالف للقوانين الموضوعة عالميا فيما يتعلق بمدلولات هذه الأنوار، كما أن تخفيض قوة الإنارة أو زيادتها يتسبب في مشكلات أيضا للسائق نفسه أو غيره من سائقي المركبات الأخرى، لذا تم وضع القوانين واللوائح التي تضبط العملية وتجعلها تصب في مصلحة الجميع راكبا كان أم ماشيا».
للعائلات فقط
وفيما يتعلق بإشكالية حاجب الرؤية فقط بيّن النقيب من الناحية القانونية يقول: «نسمح للعائلات بتركيب حاجب الرؤية الخفيف، بعد أن يتقدم رب الأسرة أو ولي الأمر بطلب ترخيص لذلك، وبعد أن تتم الموافقة عليه يسمح له بتركيب حاجب رؤية من نوع (صفر، صفر) الخفيف ولا يعطى الرخصة إلا بعد تأكد الجهات المعنية بالنواحي التقنية والميكانيكية والفنية بالإدارة من مطابقة هذا الحاجب للشروط والمعايير الموضوعة من قبل الإدارة».
غرامات تبدأ من 10 دنانير
توقع عقوبة على المخالفين تقدر بـ 10 دنانير، وفي حال تكرار المخالفة يتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وحدة كتوقيف السيارة في المرور، أو رفع الغرامة المالية. وهذه الإجراءات ما هي إلا ردع لمثل هذه الممارسات غير المجدية. وبتوجيه من المسئولين في إدارة المرور والتراخيص تم تكثيف الحملات المرورية التوعوية وزيادة عدد الدوريات من اجل تقليل الحوادث والحد منها.
حق مشروع ... ولكن
لكل منا حقه المشروع في أن يمارس هواية يراها هو رائعة وتعبر عن ذاته وخلجاتها، لكن الأهم أن نستغل أوقاتنا وأموالنا في أمور تنفعنا لأقصى درجات النفع، بدلا من إهدارها على المخالفات التي يحررها رجال المرور الذين يقتنصون المخالفين ويشبعونهم مخالفات يستحقونها ماداموا يخالفون القوانين!!
العدد 31 - الأحد 06 أكتوبر 2002م الموافق 29 رجب 1423هـ
اوريد تغير مظهر السياره بل فيبركلاس