اجتمع بمبنى إدارة الهجرة والجوازات مساء أمس 214 من أصحاب ملفات (البدون) الذين شملتهم المكرمة الملكية السامية بمنحهم الجنسية البحرينية.

وهذه المجموعة هي الدفعة الأولى التي قامت إدارة الهجرة والجوازات بالاتصال بها، ودعوتها لملء الاستمارات الخاصة بإصدار الجوازات البحرينية.

وأكد رئيس الشئون القانونية والمحاكم بإدارة الهجرة والجوازات بوزارة الداخلية المستشار محمد البنعلي على أن هناك اهتماما كبيرا من قبل صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين المفدى بحسم مشكلة كل شخص ولد في البحرين، أو عاش فيها سنوات طويلة من دون أن يتمتع بجنسيتها، بمنحه الجنسية البحرينية، وإغلاق ملفات (البدون).

وأشار إلى إن توجه القيادة كان واضحا منذ تولي صاحب العظمة مقاليد الحكم، إذ تضمن خطابه الوطني اهتماما خاصا بمنعدمي الجنسية الذين أعطوا الكثير للوطن.

وأكد البنعلي على حرص الإدارة، ودعم وزير الداخلية الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة لتيسير إجراءات إصدار الجوازات البحرينية لكل من شملتهم المكرمة الملكية.

وأوضح إن الإدارة قامت بتخصيص طاقم لإنجاز إجراءات صدور الجوازات البحرينية للمشمولين بالمكرمة، قد يصل إلى عشرين موظفا، يعمل ساعات إضافية للانتهاء من هذه المهمة في أسرع وقت ممكن، وأضاف «نريد تنفيذ المكرمة في غضون عشرة أيام، ونقوم بالاتصال بدفعات متتالية، وفقا لقدر الانتاج».

وطالب الحاضرين بالتعاون لسير العمل بدون إرباك بقدر المستطاع، وقال «قامت الإدارة منذ صدور المكرمة الملكية بإغلاق ملفات (البدون)، بدراسة 214 ملفا شملت الأبناء، كل ملف يتضمن حوالي 60 مستندا، وتم الاتصال بهم لعمل إجراءات إصدار الجوازات البحرينية، أنتم هنا اليوم ليس من أجل اكتساب الجنسية البحرينية، ولكن من أجل إصدار الجوازات البحرينية، لأنكم بحرينيون منذ صدور المكرمة، وحرصا من الإدارة على تيسير الإجراءات قمنا بتجميع كافة المستندات الخاصة بكم، وما عليكم سوى ملء بيانات مطابقة للبيانات التي لدينا في الإدارة، من دون إضافة أي أسماء للشهرة».

ومن جهة أخرى أكد على إن الإدارة ستغلق 545 ملفا لطلب الجنسية من أصحاب (البدون)، - الذين لا يتجاوز أعدادهم مع عائلتهم 1000 شخص وجميعهم من أصول إيرانية-، بعد منحهم الجنسية بناء على المكرمة، ومن المتوقع أن يتم ذلك على خمس دفعات.

وأشار إلى إن الإدارة قامت بوضع إعلانات على الجدران الداخلية لمبنى الإدارة لإرشاد المشمولين بالمكرمة للاستفسار عن أي إجراء، من الموظفين، وقال «مكاتبنا مفتوحة ونحن ندعو المشمولين بالمكرمة بطرق أبوابنا في أي وقت للاستفسار عن الإجراءات كافة، نتوقع مواجهة بعض المشكلات، ولكننا حريصون على تذليل العقبات كافة في سبيل تنفيذ التوجيهات السامية سريعا».

وفي مبنى الإدارة امتزجت الفرحة بالقلق، لا تزال الأسئلة الحائرة في العيون، وكأنهم يتساءلون «هل حقا سنحصل على الهوية؟، هل سننتمي إلى هذا الوطن قلبا وقالبا؟».

وقفوا طابورا ليحصلوا على نماذج استمارات إصدار الجوازات، حاصروا البنعلي بالأسئلة، يريدون التأكد من أن الإجراءات كلها صحيحة، وأن الحلم أصبح واقعا.

محمد مال الله قال «حضرت لأنوب عن والدي الذي شملته المكرمة، ولأنه في السبعين من عمره، ولا يستطيع السير جئت لعمل الإجراءات اللازمة لصدور الجواز، والدي سعيد للغاية، ونحن جميعا سعداء بهذه المكرمة، ونشكر صاحب العظمة من أعماقنا».

شيرين حسن تقول «أنا ووالدي لا نملك جوازات، على رغم ان أفراد عائلتنا كلهم لديهم جوازات، ولذا سعدت كثيرا عندما اتصلوا بنا من إدارة الهجرة ليخبرونا بأن المكرمة شملتنا، أحيانا لا يجد المرء ما يقوله في مثل هذه اللحظات سوى اننا نشعر اليوم بمزيد من الشعور بالأمان».

عصمت تقول «اشعر اليوم بأن أحد أحلامي قد تحقق بعد طول انتظار، وصاحب العظمة استطاع أن يسعد الكثير من أبناء هذا الشعب منذ توليه مقاليد الحكم، سعداء، ولا نجد كلمات تعبر عن سعادتنا»