تعقد صباح اليوم بقاعة الشيخ عبدالعزيز في مقر جامعة البحرين بالصخير جلسة حوار مفتوحة عن «دور المرأة في الانتخابات النيابية». يذكر أن 1500 سيدة بحرينية تم توجيه دعوات خاصة إليهن من مختلف التخصصات من قبل المجلس الأعلى للمرأة للمشاركة في هذه الجلسة.
وكانت سيدة البحرين الأولى صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قد أكدت أن التوعية بأهمية دور المرأة في الحياة النيابية قد تنمي «روح المشاركة» وفهما شاملا للحقوق السياسية التي حصلت عليها البحرينية في السنوات الأخيرة.
يذكر أن عدد المترشحات في انتخابات المجلس النيابي المقبل يصل إلى ثمانية، بينما بلغ عدد المترشحات في انتخابات المجالس البلدية التي نظمت في مايو/ آيار الماضي ثلاثين مترشحة.
ومواكبة للحدث أجرت «الوسط» اللقاء التالي مع الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة لولوة العوضي المخولة الصلاحيات رئيسة المجلس كافة في حال غيابها أو عند تفويضها من قبل الرئيسة للقيام ببعض اختصاصاتها. وكان لـ «الوسط» هذا الحوار المفتوح معها:
هل نستطيع باختصار أن نتعرف على وضع المرأة في البحرين منذ ثلاثين سنة وحتى 2002م؟
- لولوة العوضي: الفترة التي عاصرناها أنا وزميلتي المحامية هيا بنت راشد آل خليفة كانت من أصعب الفترات في تاريخ المرأة في البحرين بالنسبة إلى مركز المرأة البحرينية وغير البحرينية المسلمة أمام القضاء الشرعي، وكانت تصدر الأحكام ضد المرأة بالالتحاق ببيت الزوجية (بيت الطاعة) وتنفيذها بالقوة الجبرية، وكانت تصدر الأحكام بفصل المرأة من العمل من دون مبرر ولا تجد من يأخذ لها حقها، وكانت تصدر الأحكام ضدها من دون النظر إلى مصلحتها وحقوقها التي قررتها الشريعة الإسلامية، وكذلك حقوق الأطفال لم يكن لها أي اعتبار في جميع أنحاء البحرين سواء كانت هذه المرأة متعلمة أو أمية، ومهما كانت درجتها العلمية، فإن وضعها ووضع أطفالها سيئ، فلم يكن القضاء الشرعي ينظر في حال طرد المرأة من بيت الزوجية في أحكام النفقة، وإذا نظر كانت تطول الإجراءات ومواعيد الطعن على الأحكام مفتوحة، فيمكن الطعن في هذا الحكم حتى بعد عشر سنوات.
وكانت المفاجأة المذهلة لي ولزميلتي هيا، أن نتعرف على الفجوة الكبيرة فيما يطبق، وما يجري على الواقع في قضائنا الشرعي من أحكام خاصة بالمرأة والطفل، مما جعلنا نصمم على إحداث تغيير ما لأننا انتهينا إلى أننا بصفتنا قانونيتين درسنا الشريعة وهي ركن أساسي من السياسة، ورأينا من الظلم أن تبقى الأمور على ما هي عليه في القضاء الشرعي السني والجعفري، وكان موضوع التطليق للضرر من أصعب الأمور، لأن القضاء الجعفري لا يطلق مهما بلغ الضرر على المرأة، ومهما أحضرت المرأة المتضررة من بينات. وفي القضاء السني المبدأ جواز التطليق للضرر، إلا أنهم ينتهون عمليا إلى النتيجة نفسها لصعوبة الإثبات واستحالته، وبقيت المرأة على هذا الظلم سنين طويلة، وبمجهودات فردية استطعنا أن نلفت نظر المسئولين إلى عمق معاناة المرأة والطفل، وبمجهودات من بعض القضاة الذين كانوا يشرفون على التنفيذ في تلك الفترة، توصلنا إلى عدم تنفيذ أحكام الطاعة بالقوة الجبرية، وكان لها الأثر في إصدار قانون أصول المحاكمات الشرعية التي رفضت المحاكم في البداية تطبيقه ومازال هذا التطبيق متأرجحا وغير ثابت.
ما هي توقعاتكِ لدور المرأة في المرحلة المقبلة؟
- لولوة العوضي: أرى أنه إذا استطاعت المرأة الناخبة استخدام حقها الاستخدام الحر، فسيكون للمرأة وجودا في المجلس النيابي سواء عن طريق إيصال بعض المرشحات إلى هذا المجلس، أو أن تصبح قوة ضاغطة على صناع القرار في المجلس النيابي بحيث يكون لهذه المشاركة الوجود في برامجهم الانتخابية أثناء الحملة الانتخابية أو أثناء أدائهم تحت قبة البرلمان، وإذا ساهمت المرأة وشاركت مشاركة إيجابية سيكون لها دور غير مباشر في الرقابة على أداء الحكومة، سواء الأداء المتعلق بتفعيل النصوص الدستورية الخاصة بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص ومبدأ تحقيق التوفيق، وبين دور المرأة في أسرتها ودورها في عملها وفي المجتمع، وهو الالتزام الذي يقع على الدولة بجميع مؤسساتها الدستورية تنفيذه.
وأنا أؤكد لكل امرأة على أرض البحرين «أن دوركِ سيكون فاعلا إذا ما أحسنتِ استخدام حقوقك السياسية بعيدا عن التبعية والتقليد أيا كانت مبرراتهما وألا تساهم أو تساعد في تهميش دورها بعدم ممارسة حقوقها السياسية، وأن تنتهز هذه الفرصة الذهبية التي تقدم إليها لتعزيز قدراتها الذاتية وتنمية وتطوير أوضاعها في مختلف الميادين».
إن ممارسة المرأة حقوقها السياسية ليست غاية أو هدفا في ذاتها إنما هي وسيلة أو جواز عبور للمرأة إلى المراكز القيادية والمراكز القريبة منها، وهي جواز المرأة إلى المساواة التي كفلها الدستور.
وماذا سيجري في الحلقة الحوارية؟
- لولوة العوضي: اقترحت صاحبة السمو رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة أن تعقد هذه الحلقة لتكون من ضمن برامج المجلس الأعلى للمرأة، الهادفة إلى توعية المرأة بأهمية مشاركتها السياسية وتعرفها على حقوقها السياسية، وبضرورة ممارستها بوصفها حقوقا مجردة تم تقريرها للمرأة، وقصد منها أن تلتقي صاحبة السمو أكبر عدد من النساء على مختلف مشاربهن وانتماءاتهن للوقوف على رأي المرأة البحرينية في ماهية هذه الحقوق وأبعادها وآثارها على مستقبل المرأة ومركزها في الأسرة والمجتمع.
هل تظنين أنه يمكن للمرأة على رغم المقاطعة أن تصل إلى قبة البرلمان؟
- لولوة العوضي: التفاؤل لابد أن يكون موجودا لأنه من دونه ستقف عجلة الحياة، ونحن نتجه إلى تطبيق الديمقراطية وهي تعني أصلا الرأي والرأي الآخر، فأنا ممكن أن أختلف معك، لكن لا أصادر حقك، وصاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم ليست بعيدة عما يجري في الشارع البحريني من وجود تيارات مختلفة أبدت رأيها في كلّ ما شهدته مملكة البحرين، وأنا شخصيا يهمني حتى في حال الاختلاف في الرأي أن تُترك للآخر حريته في التعبير، على ألا نصل إلى درجة منع الآخر من استعمال حقه في التعبير أو حقه في المشاركة السياسية
العدد 32 - الإثنين 07 أكتوبر 2002م الموافق 30 رجب 1423هـ