حث إمام مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان المسلمين على الدخول في الانتخابات النيابية المقبلة بقوله إن «لا يسع المسلم الحريص على مرضاة ربه أن يقف صامتا أو مقاطعا أو ينسحب من الميدان أو يقف موقف المتفرج من المنكر والفساد والانحراف»، في الوقت الذي قال فيه الشيخ عيسى قاسم إمام جامع الصادق في الدراز في خطبة الجمعة أمس أن علماء الدين لا يمكنهم الانفصال عن السياسة على ألا يتحولوا إلى «محترفي سياسة».
فقد قال الشيخ قاسم في خطبته إن هجمة القس الأميركي فالويل «تستبطن تحريضا على أمة الإسلام»، مشيرا إلى أن المسلمين هم «تلامذة رسول الله (ص)، وإذا كان الرسول إرهابيا فكل مسلم إرهابي»، وعلى هذا الأساس فإن القس ـ بحسب الشيخ قاسم ـ يريد القول إن حملة الرئيس الأميركي جورج بوش لابد وأن تستهدف كل مسلم على وجه الأرض، وما في هذه الدعوة من توجيه وتحريض سافرين ضد المسلمين.
وأردف قائلا إن رسول الله (ص) لم يصدر عنه طوال حياته إلا العدل والرحمة والإحسان، وسبق الرسول الأمين أن وضع نفسه أولا للمحاسبة أمام كل العالم.
وتساءل: بأي مبرر يتحرك الرئيس بوش وينشر كل أسلحة الدمار الشامل الأميركية ويطلق مسمى «محور الشر» على من يشاء أن يتخلص منه؟ مشيرا إلى أن حقيقة محور الشر هو محور الطغاة لا محور المستضعفين، وأن فراعنة الأرض هم الذين يصدرون الإرهاب إلى كل بقاع الأرض وهم جبهة الشر ذاتها.
بعدها تطرق الشيخ قاسم إلى دور علماء الدين قائلا: إنهم «لا يستطيعون الانفصال عن الهم السياسي» وأن هذا لا يعني أن يتحولوا إلى محترفي سياسة، إذ لا ينبغي أن تكون السياسة «فنا ترفيا» بل إنها جزء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدا أن هدف علماء الدين «ليس إقلاق الساحة السياسية داخل أوطانهم أو أن يقولوا لما هو غير شرعي بأنه شرعي طلبا لمرضاة المخلوقين».
ومن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نفسه، أكد الشيخ القطان في مركز الفاتح أمس أن اختيار المترشح الذي تتوافر فيه صفات القوة والقدرة والأمانة والرأي والعدالة «يعتبر في نظر الإسلام فرضا لازما» على اعتبار أن الاهتمام بقضايا المسلمين وشئونهم يعد من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن المسلم لا يسعه أن يقف مكتوف الأيدي أمام التجاوزات والسلبيات، وذلك بالمقاطعة أو الانسحاب من الميدان، بل العمل على التغيير من خلال القنوات الشرعية والرسمية المعمول بها، داعيا إلى التجاوب مع المرحلة المقبلة، كون المشاركة في الانتخابات «واجب شرعي لا يجوز التخلف عن أدائه، وشهادة لا يجوز كتمانها، لقوله تعالى: (ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)».
ووصف الشيخ القطان المقاطع للانتخابات المتذرع «بأسباب واهية» بأنه «مقصر عن تحمّل مسئولياته، ومتوانٍ عن أداء ما كُلف به، ومفوّت بأنه لتحقيق مصلحة عامة».
ووصف الشيخ القطان المشروع الإصلاحي لعظمة الملك بأنه تميز عن كثير من الدول الأخرى ارتقاء وتحضرا وتطورا وتحديثا، وأن المجالس الشورية أو النيابية «لاتزال تمثل الأسلوب الأفضل الذي يستطيع المسلم من خلاله أن ينهض بواجب النصيحة في الدين، أو يسمعها للآخرين ويضمن وصولها إلى من يريد»، مشيرا إلى أن المواطن يستطيع من خلال هذه المجالس تطوير وطنه وتدبير أمور حياته
العدد 36 - الجمعة 11 أكتوبر 2002م الموافق 04 شعبان 1423هـ