العدد 41 - الأربعاء 16 أكتوبر 2002م الموافق 09 شعبان 1423هـ

يوم الأغذية العالمي/تليفود 2002 «المياه: عماد الأمن الغذائي»

تحتفل منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة في يوم 16 اكتوبر/تشرين الاول من كل عام بيوم الاغذية العالمي - احياء لمناسبة تأسيسها في اليوم ذاته من العام 1945، وموضوع يوم الاغذية العالمي/تليفود لهذا العام، هو بعنوان «المياه: عماد الأمن الغذائي» يعترف بالدور الاساسي للمياه في توفير الغذاء لشعوب العالم وفي ضمان الأمن الغذائي - ان تتاح إمكانية منتظمة للحصول على اغذية كافية وبنوعية جيدة للتمتع بحياة موفورة الصحة والنشاط. وهناك حاليا اكثر من 800 مليون شخص لا يجدون كفايتهم من الغذاء.

وأصحبت الامكانات المحدودة في الحصول على المياه عائقا اما انتاج الاغذية. المياه تغطي ثلاثة ارباع الكرة الارضية، الا ان نسبة ضئيلة منها فقط هي مياه عذبة ميسرة. ومن اجمالي مقدار السحب من المياه، تستحوذ الزراعة على قرابة 70 لإنتاج الاغذية مصدر الطاقة للنشاط الانساني. وكلما زاد عدد البشر، زادت الاحتياجات من الاغذية. وتبعا لتقديرات منظمة الاغذية والزراعة، فإن العالم سيحتاج، بحلول العام 2030، الى زيادة قدها 60 في الاغذية المنتجة. وسيكون مصدر نحو 80 من هذه الزيادة، التكثيف الزراعي مدعوما بالريّ.

لكن المياه شحيحة بالفعل في الكثير من البلدان، وتوضح دراسة اجرتها المنظمة وشملت 93 من البلدان النامية ان عددا من البلدان يسحب من امدادات المياه بأسرع من تجدد هذه الموارد. وبلغت عشرة بلدان حالة حرجة، اي انها سحبت اكثر من 40 من اجمالي موارد المياه لديها لاغراض الزراعة، و8 اخرى موارد مياه تعرضت للإجهاد بسحب اكثر من 20 منها. وفي الوقت نفسه يستمر تصاعد المنافسة على المياه من جانب الاستخدامات الصناعية والمنزلية.

وفي اعتقاد المنظمة ان الحل لأجل تلبية الاحتياجات من الاغذية والمياه في المستقبل، يكمن في تحسين الانتاجية الزراعية وكفاءة استخدام المياه. اذ باستخدام البذور الأفضل، وزيادة خصوبة التربة وتحسين ادارة المياه في المزرعة، بوسع المزارعين انتاج غلات أعلى والحصول على أكبر المنافع من موارد المياه الثمينة.

بيد انه حتى المناطق التي توجد فيها المياه بوفرة، لا يكون الحصول عليها متكافئا دائما، وعلى سبيل المثال ينبغي إيلاء اهتمام خاص بالمرأة التي تمثل غالبية مزارعي العالم النامي، ومع ذلك تستبعدها التقاليد في اغلب الامر من امتلاك الاراضي وادارة المياه.

ومن مواضع الانشغال الاخرى ابقاء استخدام المياه ضمن حدود، كيلا يكون استخدامها في منطقةٍ ما سببا في حرمان الناس من الحصول عليها في منطقة أخرى. كما يتوجب ابقاء التأثيرات على البيئة في حدودها الدنيا، اذ في حين تغلّ الزراعة المروية ثلاث مرات قدر انتاج الاراضي البعلية، يجب الاهتمام بالتصريف السليم حرصا على تلافي التغدق وتكوين الملوحة.

وفي الوقت ذاته لابد للزراعة من التنافس على المياه مع كل من البلديات والصناعة. وفي الوقت الحاضر تستحوذ الصناعة على نحو 20 من إجمالي سحب المياه، ويحصل المستخدمون في البلديات 10 المتبقية. وستتعرض الزراعة لضغوط متعاظمة لاستخدام المياه بكفاءة اكبر، ولتحسين نوعية المياه التي تصب مرة اخرى في الانهر والمياه الجوفية.

وتحسين كفاءة الري هي بدورها امر حيوي. ومن شأن أكثر الاشكال المألوفة للري - الري بالغمر وبالمرشات - ان تؤدي الى استخدام مياه اكثر مما تتمكن المحاصيل من الاستفادة منه. في حين ان هناك طرقا اكثر كفاءة وموضعية، مثل الري بالتنقيط، والتي توصل المياه الى مكان الحاجة إليها، مما يقلل بصورة ملحوظة من الطلب الزراعي على المياه. أما الزراعة البعلية فتنتفع من ممارسات زراعية تكيفت مع الشكوك التي تكتنف توافر المياه. وبفضل تشييد منشآت لحصاد المياه تتفاوت بين الاتلام الصغيرة والسدود، بوسع المزارعين حفظ مياه الامطار والاستفادة منها في ري المحاصيل. ومن شأن هذه الممارسات ان تؤدي الى زيادة الغلات مرتين او ثلاث مرات بأكثر من اساليب الزراعة التقليدية.

وثمة حاجة، على المستويات الدولية والقطرية والمحلية، لسياسات واستراتيجيات لتوجيه استخدام المياه، وفي الحالات التي تعبر فيها مصادر المياه الكبرى الحدود، فإن الاتفاقات الدولية تعين على تنظيم حصص المياه المخصصة لكل بلد او إقليم. وفي الوقت ذاته، فإن التقاليد المحلية السارية لإدارة المياه والحصول عليها ينبغي احترامها ودمجها في السياسات والتشريعات المساندة.

ودعم سياسات المياه الجديدة هذه يحتاج الى استثمارات، ولا بد للحكومات الوطنية من ان تهيّئ الظروف الكفيلة بجذب هذه الاستثمارات. ومن شأن الاشكال المبتكرة للائتمان ان تساعد الفقراء على الاستفادة من التقنيات المكتسبة لإدارة المياه.

والمياه واحدة من اهم القضايا الملحة في مضمار التنمية الآن. ويمثل اختيار «المياه: عماد الأمن الغذائي» موضوعا لاحتفالات يوم الاغذية العالمي/تليفود هذا العام، دعوة للحكومات وللمجتمع المدني والاسرة الدولية للاعتراف بأهمية المياه في تحقيق الأمن الغذائي. وستساعد انشطة يوم الاغذية العالمي وتليفود في انحاء المعمورة كافة، على توصيل هذه الرسالة المهمة بشأن المياه والترويج للهدف العام لهذه المناسبة السنوية اذكاء الوعي بشأن مشكلة الجوع والعمل لايجاد الحلول طويلة الأجل لضمان توفير الغذاء للجميع.

وتتطلع منظمة الاغذية والزراعة الى الاحتفاء بالسنة الدولية للمياه العذبة المقبلة في العام 2003. وستشارك المنظمة في المنتدى العالمي الثالث للمياه في اليابان، إذ ستنادي بالرسالة التالية: «بوسعنا ان نجد الكفاية من المياه لتوفير الغذاء للعالم. لكن لابد لنا من ان نجمع مواردنا معا وان نعزز التزامنا بتحسين ادارة المياه لأجل الانتاج الزراعي»

العدد 41 - الأربعاء 16 أكتوبر 2002م الموافق 09 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً