العدد 52 - الأحد 27 أكتوبر 2002م الموافق 20 شعبان 1423هـ

فشل المراقبون في وصف الاقتصاد بالكساد

المجازفون يترقبون بوادر انتعاشه

كيف يمكن للاقتصاد العالمي ان يحقق انتعاشا مرضيا بينما لا يوجد احد على استعداد لتحدي المخاطر؟

ان من المظاهر المسببة للقلق في الاسواق في الاسابيع الاخيرة هو فقدان الثقة في الشركات والمجموعات الاستثمارية.

لقد واصلت الشركات تقليص الاستثمارات أو الاسثتمار فقط في المجالات المرتبطة بتوفير العمالة وجلب أرباح سريعة.

وقد اكتشفت الشركات التي تصنع السلع الانتاجية مثل ماركوني وأي بي بي (ABB) ان ذلك الامر لم يكن في صالحها. ومع ذلك فإن الاكثر ازعاجا هو الادلة بأن الشركات التي تتمتع بوضع سليم تماما والتي ترغب في زيادة الاستثمار لم تتمكن من ذلك بسبب وضعها المالي. ان هذه الشركات لا تستطيع القيام بإصدار أسهم حقوق بسبب أسعار اسهمها ولا تستطيع دخول سوق السندات بسبب الفجوات الواسعة. كما ان المصارف قلقة بشكل كبير بخصوص الديون المعدومة ما يجعلها تتوخى الحذر بالنسبة إلى الزيادة الاقراض.

فمن بعض النواحي يعتبر هذا اسفل دائرة المعرفة بالنسبة إلى معرفة قياس المخاطر. لقد شعر المحترفون بالذل بسبب عدم قدرتهم على قياس المخاطر. ففي الدورات السابقة كانت هناك اعذار أكثر: تأثير صدمتين نفطيتين في السبعينات واوائل الثمانينات، وبالنسبة إلى المملكة المتحدة التغييرات التي حدثت نتيجة اعادة توحيد ألمانيا وعضوية بريطانيا في آلية سعر الصرف في أوائل التسعينات.

أما الآن فقد أصبحت الاعذار اقل. كان يجب على المحترفين ان يروا المصاعب التي تلوح في الافق ولكنهم فشلوا في ذلك. ان الفشل الواضح هو الاعلان عن حدوث ركود. أما التوقعات الحالية فلربما تكون اكثر تفاؤلا ومازالت تخضع إلى المراجعة. ولم يستطع المحترفون التوصل إلى ارقام صحيحة على رغم مضي اكثر من ثلاثة ارباع العام. لقد كانت التخمينات التي تمت في النصف الاول من العام الماضي محرجة بشكل كبير. فبالنسبة إلى اليابان فإن المسألة لم تكن عمل خطأ في الرقم الكبير ولكن في الاشارة ايضا. إن توقعات +2 أصبحت -1.

وبالنسبة إلى الولايات المتحدة فإن التوقعات كانت حدوث هبوط بنسبة 1 مع انخفاض في النصف الاول من هذا العام ثم زيادة في الثقة في النصف الثاني. لقد تم التقليل من اهمية التوقعات تدريجيا إذ يبدو الامر بالنسبة لي بأنه مستوى مقبول للخطأ بخلاف التقليل الخطير للنمو في منطقة اليورو.

وعندما تنظر إلى هذا الاداء يجب عليك ان تسأل ما اذا كان هذا الاسلوب يستحق التطبيق. اعتقد ان الاجابة هي «نعم» ولكن يجب على المتنبئين ان يكونوا اكثر امانة بالنسبة إلى مستويات الشك. ان افضل مثال على ذلك هو طريقة بنك انجلترا في إعطاء سلسلة مع مستويات من الشك تغزي لكل نتيجة.

ان هذا يمكّنك من رؤية الحالات الشاذة - الحالات التي تحقق ربحا في حدود 5 أو اقل - على طرفي السلم.

لقد علمتنا الحوادث الاخيرة أنه يجب علينا دراسة الاحتمالات غير عادية والاتجاهات السائدة ايضا.

لقد اصبح تحليل الاخطار متطورا بشكل كبير وأصبحت الوسائل المستخدمة من قبل صناعة الخدمات المالية - النماذج الحسابية وما شابه - تعمل كعامل مساعد ومرشد.

ولكن الاسواق بحاجة ايضا إلى بيانات معقولة. ان الناس الذين ينظرون إلى المستقبل يجب ان يعبروا عما يعرفونه بشكل مؤكد وان يكونوا صريحين بشأن الاشياء التي لا يمكن لهم ان يعرفوها مطلقا. ان العلم بالاشياء التي لا تعرفها اكثر اهمية من معرفة ما تقوم بعمله. وبمجرد ان يعرف الناس هذه الحقيقة فإن المجازفين سيعودون.

ان المكاسب الناجمة عن تحدي المخاطر كبيرة في هذه المرحلة لأنها تأتي في الوقت الذي يتجنب الناس فيه مواجهتها.

ان هذه ليست دعوة إلى كسب الروليت (لعبة القمار) بل انها تشير إلى وجود مؤشر رائد للانتعاش. إن دليلا واحدا على أن الانتعاش مضمون سيتمثل في المجازفين المعروفين - وبشكل رئيس اشخاص معنيين - الذين يقومون بشراء شركات فقد الآخرون الامل في تحسّن وضعها.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 52 - الأحد 27 أكتوبر 2002م الموافق 20 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً