اعتبر الشيخ عيسى أحمد قاسم أن موقف طلبة جامعة البحرين مما أسماه «منكرات الجامعة» كان موقفا أخلاقيا مشرفا ووقوفا مع صوت الدين وصوت الضمير، وصوت الأمة المسلمة التي ترفض التحلل والسقوط، وترى في هذه المحاولات مخططا رهيبا للقضاء على هويتها ومصادرة لحاضرها ومستقبلها، وعبثا مكشوفا بواحدة من أعلى شرائحها، واستئصالها لقوة هائلة من قواها ألا وهي الشباب.
جاء ذلك في خطبة الجمعة أمس، وقال: «إن الجامعة ملك المجتمع وتنتفع بأموال مجتمع مسلم وسيبقى مسلما إن شاء الله، وهذه الأجواء المعادية للإسلام إما أن يراد منها محاربة الإسلام في نفوس الطلاب والطالبات لمصلحة الحضارة المادية والبلاد الأجنبية، وإما حرمان الشباب المسلم والشابات المسلمات من الفرص الدراسية لتبقى حكرا على هواة الغرب وصنائعه. ومن حق المجتمع المسلم أن يسائل أصحاب القرار في الجامعة عما يفعل بأمواله، وبفلذات كبده، وبدينه، ومصلحته، واستقلاليته، وهويته وحاضره ومستقبله».
وكانت جامعة البحرين أقامت أخيرا، بتنظيم من دائرة إعلامها وعلاقاتها العامة، حفلا دعت إليه مطربين ومطربات لا تنقصهم الخلاعة للاحتفال في الحرم الجامعي بمناسبة وطنية!
وأكد الشيخ عيسى ان المتوقع من الجامعة ان تكون مركز إشعاع علمي وروحي، وموقعا من المواقع الوطنية التي تغذي المجتمع بقيم حضارته الإنسانية الراقية، وتعمل على إعداد الشخصية الإنسانية المتكاملة، والمواطن القدوة علما وإيمانا وخلقا وفاعلية صالحة، وروحية مشعة، وإرادة صلبة خيرة، وتستعيد عزّة الأمة وكرامتها وريادتها من خلال أفواج الخريجين والخريجات ممن تم بناؤهم بناء رصينا في جميع أبعاد الشخصية الإنسانية المتكاملة وفي مقدمتها البعد الإيماني والعلمي والخلقي.
وأضاف الشيخ قاسم: مخجل جدّا أن تخطط الجامعة للأجيال المسلمة ومنها الجيل الحاضر لأن تكون شهوانية متحللة.
وعلى الصعيد الدولي أشار الشيخ عيسى في خطبته إلى تقمص الولايات المتحدة الأميركية دور المنقذ والمحرر للشعوب الإسلامية من الدكتاتورية وتأسيس الديمقراطية لهذه الدول وقال: «إنّ الولايات المتحدة تريد أن تكون قوة محررة تكرِّس نفسها لإحلال الديمقراطية ومسيرة الحرية في العالم الإسلامي». تساوقا مع فكرة أن الديمقراطية هي المنقذ؛ وتساءل: كيف لأميركا المكرسة نفسها لإحلال الديمقراطية مباركة أنظمة غير ديمقراطية، وكيف تقدم دولا لا ديمقراطية فيها مطلقا على دول تأخذ بقدر كبير من الديمقراطية؟! والجواب ان المهم هو المصلحة، والديمقراطية المطلوبة في العالم الإسلامي نوع ديمقراطية تحدده المصالح الأميركية وتقوده شخصيات مفصلة على مقاس كرزاي. يراد لها في مثل العراق أن تكون قائمة.
واعتبر قاسم أن الحرية المخطط لها للعالم الإسلامي والتي تسعى أميركا لتركيزها ليست هي الحرية السياسية وإنما هي حرية الاستهتار الساقط وتطاول الوسائل الإعلامية، وكل الألسنة الساقطة على الدين ورموزه وقيمه ومقدَّساته، وطرح الأفكار الإلحادية والتحلليَّة كما تشاهدون تماما في أكثر من مكان.
وأكد سماحته ان حضارة الغرب هي حضارة المادة التي تعني لا خلق ولا إنسان ولا قيم إلا قيمة المنفعة، والمنفعة تتركز بدرجة كبيرة في النفط، والاختلاف. والتوجس من بقاء النظام العراقي وذهابه لتحل محله السيطرة الأميركية منشأه نوع القسمة والخطوط التي قد تتفاوت كثيرا في ظل هذا الطرح أو ذاك، هذه النتيجة أو تلك
العدد 57 - الجمعة 01 نوفمبر 2002م الموافق 25 شعبان 1423هـ