إن المجتمعات العربية تواجه مشكلةً حقيقيةً في تحقيق العدالة الاجتماعية وهذا لانخراط الدول في سياساتٍ تعدم العدل والمساواة، إذ لا يخلو بلد من الاجحاف والتمييز.
ويتبين لنا أن الشعوب تكابد في التعايش حتى مع انعدام العدالة الاجتماعية، حيث تعرف العدالة الاجتماعية على أنها نظام اقتصادي، اجتماعي ويستهدف هذا النظام الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع الواحد لإزالتها ونفيها، ويطلق على العدالة الاجتماعية مسمى العدالة المدنية ويطلق عليها أيضاً المساواة العالمية والاجتماعية أو العدالة الاقتصادية.
وتمارس بعض الحكومات سياسات نامية عن جهلٍ وغطرسة، حيث تعتبر هذه السياسات مساندةً للحكومة والسلطة وتخدم مصالحهم السياسية التي هي ضد الشعب في بعض الأحيان، إذ يعتقد الفيلسوف الأميركي جون رولز أن «العدالة الاجتماعية فلسفية لا سياسية» في حين هي على حد سواء.
وبالإضافة لذلك يتصور أيضاً أن الحرية متعلقةً بالعدالة الاجتماعية لا بل هي مكون رئيس لها، فالحرية حق من حقوق الإنسان، والجدير بالذكر أن العدالة الاجتماعية لا تتحقق في غياب الحرية، وأكد على نوع الحريات: حرية الفكر، التعبير عن الرأي، حرية التجمع، العمل المشترك، حرية التنقل واختيار الوظيفة.
حيث تنعدم الحريات عند بعض الدول فيجر انعدام الحرية انعدام العدالة الاجتماعية في البلد، وتعد العدالة الاجتماعية مبدأً من مبادئ التعايش السلمي عن طريق المساواة بين الجنسين وتحصيل حقوق الشعب وإزالة الحواجز التي تقف في وجه الشعب، مثل: الجنس، السن، الانتماء، العرق، الدين، الثقافة.
إذ تتمثل العدالة الاجتماعية في توفير معاملةٍ عادلة وحصة تشاركية من خيرات المجتمع التي هي النفع الاقتصادي وإعادة توزيع الدخل القومي وتكافؤ الفرص التي قد تكون متفاوتة في غالب الوقت.
ومن ناحيةٍ أخرى لابد من تسليط الضوء على الوجهة الأهم التي تحمل بين ثناياها عناصر لنحقق العدالة الاجتماعية على أكمل وجه، في حين تعتبر المساواة وعدم التمييز وتكافؤ الفرص من أهمها، بالإضافة إلى التوزيع العادل بين الموارد والأعباء والضمان الاجتماعي وتوفير السلع العامة والعدالة بين الأجيال؛ التي لابد من وضعها نصب عينينا ونغرسها في أنفس أبنائنا ونعممها ليتوارث الأجيال العدالة الاجتماعية السامية التي إذ تجلت في المجتمع سيكون لها تأثير إيجابي تشهد له الفلسفة والسياسة والحرية.
ولا نغفل عن أنه نصب العشرون من فبراير/ شباط يوماً عالمياً للعدالة الاجتماعية، ويتطلب علينا كأفرادٍ في المجتمع المطالبة بالحقوق التي تحقق العدالة الاجتماعية، ونعلم أولادنا مفهوم العدالة ونمارسها لترسيخها في أذهانهم. (معاً لنحقق عدالة اجتماعية).
يارا خلف
العدد 5320 - الجمعة 31 مارس 2017م الموافق 03 رجب 1438هـ
إبداعات يارا خلف !
يعطيك العافية على هذا العمل الرائع .
موضوع جدًا رائع،بالتوفيق عزيزتي يارا????