العدد 81 - الإثنين 25 نوفمبر 2002م الموافق 20 رمضان 1423هـ

أميركا تطلق القذائف النفسية لإعاقة العراق عن التعاون مع المفتشين

يبدأ غدا مفتشو الانموفيك عملهم في التحقق والبحث عن الصواريخ والاسلحة الكيماوية والبيولوجية في الوقت الذي يبدأ مفتشون آخرون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقق من القدرات النووية للعراق. وامام العراق اما ان يعوق المفتشين وعند ذاك ستجد الولايات المتحدة الاميركية عددا غير القليل من الحلفاء الذين سيلتفون حولها في دخول حرب مع العراق. او يتعاون العراق مع المفتشين بعد ان قبل بتذمر القرار 1441، وبذلك يمكن ان يتفادى الحرب. والاحتمال الارجح ان بغداد ستفسح المجال امام المفتشين للذهاب الى أي موقع بلا عوائق وبالشكل الذي يريدون. وعندها ستكون ادارة بوش امام اختيار صعب للعمل في الأسابيع المقبلة: سواء تبنى تحالفا دوليا وتدخل حرب من دون الاستفزاز الواضح للعراق يمنع التفتيش (وفي وسط برنامج تفتيش شغّال)، أو تحاول جعل عمل التفتيش، يرجئ قرار الحرب، بانتظار ان يرتكب العراق خطأ فاحشا رئيسيا تتمكن عبره واشنطن ان تقيم دليلا صريحا بانتهاك مادي للقرار 1441.

اميركا تدرك ان العراق قبل بعودة المفتشين ووافق على التعاطي على مضض مع القرار 1441 طريقا لتفادي الحرب، وان ارجاء الحرب بانتظار نتائج التفتيش ستمكن العراق من هزيمة المفتشين كما حصل في السابق... وبالتالي سيغدو من الصعب على واشنطن ان توفر الاجماع داخل الرأي العام الاميركي لمثل هذه الحرب مع مضي الوقت. لذلك فان واشنطن تلقي بالمزيد من القنابل والقذائف النفسية التي من شأنها ان تعطي الانطباع ان تعاون العراق مع المفتشين لن يحول دون شن الحرب الاميركية على العراق. والهدف الحقيقي لهذه القنابل والقذائف النفسية ان تجعل بغداد ترفض التعاون مع المفتشين بالشكل المجحف الذي يطرحه القرار 1441. ولعل ثكثيف واشنطن من عمليات قصفها للمواقع العراقية خلال الايام الماضية في منطقتي الحظر الجوي شمال وجنوب العراق يبدو ان مغزاها ليس بعيدا عن هدف دفع العراق بعيدا عن التعاون غير المشروط مع المفتشين.

بالتأكيد القرار الجديد له بعض المميزّات الإضافية التي صمّمت لجعل الأمر أكثر صعوبة على العراق لإحباط هؤلاء المفتشين وعلى سبيل المثال، القرار يسمح للمفتشين باستجواب أيّ موظفين عراقيين أي مكان يريده المفتشون وأخذ عوائلهم على طول أيضا. على أية حال، العراق من المحتمل يبدو أنه يجد الروافع إلى كلّ هذه البنود. وبالتالي فانه يعنيه ان تنجح مهام المفتشين بما يخلق الارباك للادارة الاميركية ويخلق انقساما واضحا في داخل مجلس الامن بشأن تعاون العراق مع المفتشين وبما يجعل من الصعوبة على واشنطن البدء بحرب وسط نظام تفتيش فعال

العدد 81 - الإثنين 25 نوفمبر 2002م الموافق 20 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً