ولد عبدالله جول بمحافظة قيصري في 26/اكتوبر 1950م، لوالده أحمد حمدي جول الذي يعمل في مصنع الطائرات بقيصري، وهي من المحافظات الشهيرة بالتمسك بالإسلام والعادات والتقاليد الشرقية، إذ كانت قيصري أحد أهم مراكز الثقافة الإسلامية القديمة التي ذاع صيتها أيام الدولة السلجوقية (1071 - 1299م).
بعد انهائه التعليم الابتدائي بمدرسة غازي باشا، والثانوي بمدرسة الأئمة والخطباء، تخرج في كلية الاقتصاد جامعة إستانبول العام 1972 ثم حصل على درجة الماجستير، وذهب بين 76 - 1978 لجامعة لندن لجمع المادة العلمية اللازمة لرسالة الدكتوراة؛ ما مكنه من إجادة الإنجليزية تماما.
وفور عودته من إنجلترا وحصوله على درجة الدكتوراة في موضوع: «تطور العلاقات الاقتصادية بين تركيا والعالم الإسلامي»، عيّن مدرسا للاقتصاد بقسم الهندسة الصناعية بجامعة سقاريا بتركيا، لكنه ما لبث في 1980 أن ألقي القبض عليه من قبل الشرطة العسكرية، وفقا لتعليمات الجنرال كنعان إيفرن بتهمة الانتماء لمجموعة «السنجق»، وبينما كان في الأيام الأولى لزواجه من «خير النساء» فإنه كان يقضي عدة أشهر بسجن «متريس» الشهير في إستانبول.
عمل من 83 - 1991 في بنك التنمية الإسلامي بجدة خبيرا اقتصاديا، ما مكنه من الإلمام بالعربية، وفي العام 1991 حصل على درجة أستاذ مساعد في الاقتصاد الدولي.
في مرحلة مبكرة من شبابه انضم إلى مجموعة أطلق عليها «نادي فكر الشرق الكبير»، كما كان عضوا في «اتحاد الطلاب الأتراك»، وانتخب عضوا برلمانيا لحزب الرفاه عن محافظة قيصري 1991، ثم مسئول العلاقات الدولية بحزب الرفاه 1993، ومن 1995 - 2001 كان عضوا في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان .
يعد عبدالله جول واحدا من أبرز العناصر الشابة التي ظهرت في حزب الرفاه (المحظور) العام 1991 كعضو برلماني عن محافظة قيصري بوسط الأناضول التركي، لدرجة أن الإعلام التركي قد أطلق عليه تعبير «أمير» - على أساس أنه أحد الشباب المقربين من أربكان الملك - فقد عينه وزيرا للدولة للشئون الخارجية وقضايا العالم الإسلامي، ومتحدثا رسميا في الحكومة الائتلافية التي تشكلت بين العامين 96 - 1997م.
ولم يمنع احترام جول لأستاذه قوطان وزعيمه أربكان من الاختلاف معهما في الرأي وأن يقوم هو والطيب أردوغان بقيادة حركة تجديدية داخل التيار الإسلامي في تركيا، وبالفعل ترشح جول في مايو/آيار 2000 لرئاسة «الفضيلة» ضد قوطان في سابقة تاريخية في الأحزاب الإسلامية أن يتنافس أكثر من مرشح، لكن تأييد أربكان الزعيم الإسلامي التاريخي لخليفته قوطان أفشل مساعي التجديديين في النجاح.. فأعلن جول عن قيام حزب العدالة والتنمية العام 2001م.
حصل على ميدالية شرفية كعضو دائم بالمجلس الأوروبي، كما مثل تركيا في برلمان الدول الأعضاء بحلف الأطلنطي، وطالما عبر عن دعمه في البرلمان لقضايا دول مسلمة مثل: الجزائر، والبوسنة، والشيشان، كما يصفه البعض بأنه أحد مهندسي مشروع حكومة حزب الرفاه «مجموعة الثمانية الاقتصادية الإسلامية».
انضم إلى حزب العدالة والتنمية بعد إغلاق حزب «الفضيلة» أغسطس/آب 2001 وهو نائب رئيس الحزب للشئون القانونية والعلاقات الدولية.
يعد جول سياسيا مسالما لم يعرف عنه خلال تاريخه الطويل في العمل السياسي والطلابي أنه شارك في أية أعمال عنف على رغم تورط كثيرين في مثل هذه الأعمال ومن أشهرها أعمال العنف بين الفصائل السياسية التي اجتاحت تركيا بين العامين 68 - 1971 وكذلك الصراع السياسي الذي اندلع بين التيارات السياسية داخل الجامعات بين حقبتي الستينات والسبعينات.
اتخب لمنصب رئيس الوزراء في تركيا مؤخرا
العدد 83 - الأربعاء 27 نوفمبر 2002م الموافق 22 رمضان 1423هـ