العدد 5347 - الخميس 27 أبريل 2017م الموافق 30 رجب 1438هـ

السَبعة والثلاثونَ دولاراً

صباح جميل كجمال قطرات الندى المنتشرة على أوراق الشجر، أجواء باردة قليلاً تلامسها نسمات فصل الشتاء القريب منا، في السوق عند دكان الملابس حدثت قصة السبعة والثلاثين دولاراً.

مر طفل لم يشتد عود ظهره بعد عمره ما بين الثانية عشرة والرابعة عشرة، كان يرتدي بنطالاً ممزقاً بالكاد يغطي ما تحت ركبتيه بقليل ولم يكن يرتدي ما يستر ما بين كتفيه، يحمل بيده كيساً أبيض اللون لا يرى ما بداخله ظننته يحمل كيس طحين.

مشى بضع خطوات حتى تخطى نصف عتبة دكان الملابس فجأة توقفت قدميه، وقف يطيل بإحدى المجسمات التي تعرض عليها الملابس بالخارج ورمى الكيس من يده على الأرض، بعدما وقوع الكيس عرفت ما يحتوي وما كان يحمل بداخله، كان يجمع العلب المعدنية فيه ومنها يجمع رزقه. أشعر أنه قد دخل إلى عالم ثانٍ غير هذا العالم البائس، كأنه والمجسم متفردين بأنفسهم لا أحد من حولهم، ينظر إلى المجسم ويطيل النظر إليه يمرر يداه على الملابس يتحسس القماش، أرى شفتيه تهمهمان بكلمات لا أفهم ما قاله كأنه يخاطب المجسم، هو شغل عقلي مثل ما شغل القماش ذات السبعة والثلاثين عقله، ابتسم ثم رحل.

حسين أبوسهيل

العدد 5347 - الخميس 27 أبريل 2017م الموافق 30 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً