العدد 87 - الأحد 01 ديسمبر 2002م الموافق 26 رمضان 1423هـ

الطلب دائما للجودة

أصبح خريجو اليوم غير مقتنعين باحتمالات حياتهم العملية، وفقا لدراسة جديدة. يقول نصف الخريجين الذين تم مسحهم بواسطة (جوجو بسايت) أنهم متشائمون من الوضع الراهن لسوق العمل. ويقر المتحدث باسم موقع الاستخدام «انها عصيبة اقتصاديا لأصحاب العمل مستخدمي الخريجين، فقد أوقف كثير منهم التوظيف» وأضاف «كان لتأثيرات مرض الحمى القلاعية وتدهور اسواق الولايات المتحدة نتائج سلبية ضخمة».

ولكن بدأت الأمور تتحسن، يشير بحث تم نشره أخيرا بواسطة استشارات التوظيف «مانبور» الى تنامي ثقة المستخدم في الجزء الأخير من العام 2002 يقول المدير الاداري لـ «مانبور» بالمملكة المتحدة، أيان هيدبورتون «ارتفعت احتمالات التوظيف الى ثلاث نقاط في الربع الاخير وهي الأعلى في العام الجاري».

ويقول المدير التنفيذي لوحدة خدمات المهن، الناشرون لخدمات مهن التعليم العالي، مايك هيل،انه زاد عدد الحضور لأصحاب الأعمال في مكاتب توظيف الخريجين «يوضح الفصل الأخير أن هناك زيادة في عدد الحضور من أصحاب العمل، وهو مؤشر يعتمد عليه في تحسين سوق عمل الخريج. أعتقد اننا سنشهد تحولا في التوظيف، ويمكن للطلاب أن ينظروا مرة أخرى الى سوق العمل بتفاؤل حقيقي».

وتشير الأرقام الأخيرة في وحدة خدمات المهن إلى أن الخريجين في العشرينات من عمرهم حصلوا الآن على نسبة 40 في المئة من التوظيف، أكثر من نظرائهم في الأعمار نفسها الذين لا يحملون درجة رسمية أو مؤهلات معادلة. ويزداد هذا الفارق في النسب مع العمر وبمرور الوقت ويتوقع الخريجون في الأعمار من 31 - 40 عاما الحصول على نسبة 63,1 في المئة من التوظيف أكثر من الخريجين في العمر نفسه. وعند بلوغ العمر 41 - 50 عاما يحصلون على نسبة 71,4 في المئة مباشرة من التوظيف.

يقول هيل «بدراسة هذه الأرقام، يظهر أن التعليم العالي مازال يعتبر استثمارا ماليا مهما» وأضاف «سيتم الترحيب بهذه الأخبار خصوصا من اولئك الذين تخرجوا هذا الصيف، واولئك الذين لديهم متوسط دين يقترب من 10,000 استرليني» ويئس بعض أصحاب العمل من الحصول على خريجين أكفاء ولذلك يقومون بدفع حوافز مثل طرود مساعدات وهواتف ذهبية، كما تمنح أربع من كل عشر شركات هندسية مساعدة للخريجين مع السكن، وذلك وفقا لنتائج دراسة بواسطة الاتحاد الهندسي للمستخدمين. ومن ضمنها شركة ألفار لافال التي تمنح الخريجين سكنا وافطارا بينما هم يتطلعون الى شقة وكذلك تمنح 1000 جنيه استرليني تأمين وأجر شهر مقدم. وتشير الشركة إلى أن هذا الاتجاه يساعد في جذب خريجين ذوي جودة، ويعزز لديهم الولاء للمستخدم. وتقول مستشارة المواد البشرية في معهد تشارترد للتنمية والمستخدمين انه على الخريجين أن يعلموا ان بعض الصناعات أفضل بكثير من اخرى واشارت «مازالت المدينة تترقب نقصا من بطالة الخريجين،إذ أن البناء قطاع مزدهر».

ويعتبر القطاع العام مستخدم خريجين الأسرع نموا من كل القطاعات الأخرى، وقد تم اطلاق البرنامج القومي الجديد لتنمية الخريج أخيرا للحكومة المحلية لتنمي رؤساءها في المستقبل.

وقد انتظمت منظمة المستخدمين للحكومة المحلية في 42 مجلسا لتعيين الخريجين، واعدادهم من خلال برنامج التنمية الادارية ومدته عامان. يقول مستشار البرنامج ثيم هودي «الحكومة المحلية هي اكبر مستخدم في الدولة، توظف أكثر من مليونين شخص في انجلترا وويلز في اكثر من 400 سلطة محلية. لا عجب، يعني هذا دائما المستخدم الأكبر للخريجين وهي النسبة ذاتها في سوق الخريجين، إذ لم تكن لنا صورة كبيرة لأننا لم نقم بتسويق انفسنا بتلك الطريقة. وهذا ما نصبو إلى أن نغيره». ويعتقد أن الوقت مناسبا لذلك «بسبب أن معظم المستخدمين الكبار قللوا من نسبة استيعابهم للخريج، ولذلك يجب أن نستفيد من ذلك. ويوضح البحث ايضا أن الخريجين أصبحوا اكثر رغبة في العمل في وظائف مفيدة اجتماعيا».

ويعتقد المدير التنفيذي لاتحاد مستخدمي الخريجين، كارل جيليرد «ان الرغبة المتنامية للقطاع العام في استيعاب الخريجين توضح أن سوق العمل يعتبر «صورة مختلفة للغاية» في الوقت الراهن. ففي المسح الأخير يقول جيليرد «سألنا أعضاءنا التطلع خلال الثلاث سنوات المقبلة الى التنبؤ بنسبة استيعابهم للخريجين. يقول 15 في المئة منهم انهم غير قادرين على التنبؤ بذلك. ويرى أقل من 2 في المئة نقصا حقيقيا في الاستيعاب، بينما 7 في المئة يعتقدون ان هناك نقصا هامشيا، ولكن النسبة الكبرى وهي 35 في المئة يرون أن نسبة استيعابهم ستبقى كما هي في المستوى الحالي. ويرى الكثيرون زيادة هامشية. ويتوقع حوالي 8 في المئة زيادة حقيقية من نسبة الاستيعاب.

الرسالة الأولى الى الخريجين الذين يبحثون عن عمل. يقول جيليرد، يجب أن يترقبوا من الكاسب والخاسر في الاقتصاد الحالي وأن يكونوا تجاه من سيعملون، بالاضافة الى ماذا سيفعلون «اذا كنت تخطط أن تكون محاسبا، مثلا، ربما تعمل في المدينة، ولا يبدو ذلك خيارا قابلا للتطبيق الآن».

وإذا كنت تخطط أن تعمل في تقنية المعلومات، فإن القطاعات المالية توظف الكثير من خريجي تقنية المعلومات في هذه الأثناء. وجهة النظر هي أن عليك بالبحث في أين تكمن فرصتك». الرسالة الثانية يقول جيليرد، إذا كنت قد تخرجت منذ عقد ماض، فإن عليك التركيز والبحث عن عمل أكثر من ماذا ستعمل. «اذهب الى أماكن التقديم، وراقب ماذا يحدث في اعلانات الوظائف، اذهب الى مؤسسات التوظيف، وعموما قم بكل ما تستطيع، لتكون جنبا الى جنب مع شواغر العمل».

وأوضحت الدراسة أن الكثير من الخريجين عندما يلتحقون بالأعمال التي يرغبون فيها أن كثيرا منهم يهتمون بالاستمرار في بناء مهاراتهم أكثر من حصولهم على الرواتب العالية. ويعتقد مايك هيكل أن السبب يعود الى ان خريجي اليوم أكثر وعيا بوظيفتهم عن الماضي. لدى الجيل الحالي من الخريجين طموحات كبيرة وعلى رغم كون العام الجاري قاسيا عليهم، إلا أنه من الواضح أن الأمور تتحسن وأن باستطاعتهم التطلع الى العمل في مؤسسات تفي وتؤكد تلك الطموحات»

العدد 87 - الأحد 01 ديسمبر 2002م الموافق 26 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً