«زور ابن الزرزور عمره ما حلف ولا جذب زور، ذبح بقرة وترس سبعة جدور، وفلاّ الشحوم واللحوم على الصواني تدور»، عندما نجتمع هكذا تبدأ جدتي حزاوي الماضي كما اعتدنا، ولكن اليوم ألقاها على مسامعي شاب في مقتبل العمر وكأنه عاش ذاك الزمان بكل تفاصيله الجميلة على رغم اهتمام أبناء جيلي بالإلكترونيات، إليكم هذا اللقاء:
حدثني عن نفسك.
- علي السماهيجي، عمري 28 سنة، مساعد مبيعات في شركة بيع بالتجزئة وهاوٍ لجمع المقتنيات التراثية البحرينية.
كيف نشأت لديك فكرة عمل متحف للاحتفاظ بالمقتنيات التراثية؟
- من صغري كنت أحب كل شيء قديماً حيث طرأت هذه الفكرة على ذهني عندما كنت أعلق صندوق «مبيت» في صالة منزلي وأردت أن أضيف معه أشياء أكثر، ولكن بدأت الرغبة بالاحتفاظ بهم وتجميعهم منذ العام 2010 كزاوية بسيطة ومن ثم نقطة التحول الكبيرة كانت في 2014 من زاوية منزلية إلى متحف منزلي مصغر إلى مرحلة التطور في العام الحالي.
ما السر الذي يدفع شاباً في مقتبل العمر مثلك للاهتمام بالتراث؟
- بشكل عام، المثل القائل «عتيج الصوف ولا يديد البريسم»، فالماضي هو الحاضر والمستقبل ومن ليس له ماضٍ فلا مستقبل له، وأيضاً روح الأصالة وإعادة أمجاد الأجداد والاحتفاظ بتاريخنا البحريني الأصيل ولترسيخ الحقبة التاريخية وتذكير أبناء جيلي بالماضي الجميل، فأصعب أنواع الاشتياق، الاشتياق لماضٍي لن يعود.
كيف كانت ردة فعل أسرتك تجاه هذه الخطوة؟
- عائلتي تعشق التراث، وخصوصاً الدي كان يعمل في صناعة الفخاخ لصيد الطيور منذ الصغر ويشارك في المعارض والمتاحف والمهرجانات وكنت أذهب معه أحياناً.
ما هي المقتنيات التراثية التي تحتفظ بها؟
- الراديو القديم والهاتف القديم وصندوق «مبيت» ومكنة خياطة وتلفزيون وآلة كتابة وعملات بحرينية بجميع أنواعها وغيرها.
أي الأشياء التراثية أقرب لقلبك؟
- ميل كحل، أكثر شيء أحبه هدية من والدتي عمره أكثر من 40 سنة منذ أن كانت والدتي صبية في عمر الزهور، على رغم أنه أصغر شيء في المتحف ولكن قيمته المعنوية كبيرة.
ما هو الغرض الذي لم تحصل عليه ومازلت تبحث عنه؟
- أكثر غرض أبحث عنه للآن لعبة «العكوس» هي عبارة عن أوراق لعب عليها صور فنانين قدامى وتشبه أوراق الأونو حالياً.
هل تحتفظ بشيء آخر يرتبط مثلاً بالأعمال التلفزيونية القديمة؟
- نعم، احتفظ بالأغاني البحرينية القديمة وأستمع لها بين فترة وأخرى، وأحاول التفاعل والتعايش معها.
هل استطاعت التكنولوجيا الحديثة محو التراث؟
- لم تستطيع محو التراث لأنه موجود في عروق ودم كل مواطن بحريني والدليل أن الناس تحب زيارة الأماكن التراثية مثل متحف راشد العريفي ومتحف القرآن والمتحف الوطني.
ما سر اهتمام السياح الأجانب بتراثنا في حال عزوف البحرينيين عنه؟
- مشكلة البحرينيين لديهم كنز ولكنه مفقود وأبرز مثال «جنة دلمون المفقودة» تماماً لدينا تراث لكن لا نعرف قيمته والأجانب يشترونه بأغلى الأثمان.
هل مازال الشعب البحريني محافظاً على الزي الشعبي في المناسبات مثل «القرقاعون»؟
- ممكن يرتدون الزي الشعبي ويحييون المناسبة بكل ما هو قديم ولكن مجرد ما تنتهي يعود كل شيء كما هو.
هل هي مجرد هواية أم وسيلة لكسب المال في آن واحد؟
- حالياً هواية تجميع فقط ولكن توجد لدي فكرة لتمويلها لمشروع تجاري.
لماذا أصبحت المقتنيات التراثية تجارة تباع بأغلى الأثمان؟
- لأنه كلما أصبح الشيء أكثر قدامة كلما أصبحت قيمته المعنوية والمادية كبيرة وكذلك ندرة وجوده واحتكاره يزيد من سعره.
ما هي مخططاتك المستقبلية في هذا الصدد؟
- أطمح في المستقبل أن يكون لدي متحف كبير وأجذب الزوار المحليين والخليجيين والأجانب للاطلاع على الأعمال التراثية الجميلة بهدف عكس صورة الماضي البحريني والعادات والتقاليد القديمة الخاصة بالبحرين لكل الناس في جميع أنحاء العالم العربي والدولي أيضاً وتعريفهم بها.
العدد 5357 - الأحد 07 مايو 2017م الموافق 11 شعبان 1438هـ