مجتمعنا طيب الأصل كريم المنبت ملتزم ومحافظ، يمتاز بحسن المعاملة مع بقية أفراد المجتمع، مجتمعنا يحمل أخلاقاً راقية زاهية تبين لنا معدن هذا الشعب العريق وعلى أنه واعٍ ومثقف ذو فكر عميق.
إلا أننا نرى فئة ضئيلة من المجتمع شاذة ضلوا عن هذا الطريق المجيد بسوء معاملتهم وانحطاط أخلاقهم الدنيئة، فنراهم يتحدثون بطرق غير لبقة وغير مهذبة مع كل الفئات العمرية، ينسون حق أن هنالك قيماً ومبادئ يجب التحلي بها، أصبح من السهل التلفظ بكلماتٍ بذيئة يقذف بها من يشاء ويحرج بها من يريد، ومن السهل لديهم أن يكذبوا ويستمروا بالكذب على أقربائهم وجيرانهم والإطار المعيشي الذي يعيشون فيه، ويبقى هذا الانحطاط المنخرط مستمراً بشكلٍ روتيني بالنسبة لهم وهذي الظواهر نشاهدها للأسف الشديد في مجتمعنا المحافظ.
أرى أن هذه أزمة أخلاقية حقيقية في المجتمع لابد من مواجهتها بقوة واقتلاعها من جذورها قبل أن يشتد ساعدها وتؤذينا مستقبلاً، فإذا انتشرت ولم نواجه هذه المشكلة ستأتي بعد ذلك عواقب وخيمة سنقرض أصابعنا ندامةً على شبابنا وبناتنا وربما لا نستطيع أن نمسك زمام الأمور حينئذٍ، رأيي في معالجة هذه الظواهر؛ توجد أمورٍ عدة لو اتبعتها الفئات المعنية من أفراد المجتمع لتحققت مكارم الأخلاق ووصلت ذروتها القصوى.
أولاً الأسرة؛ للأم دور كبير لإنشاء طفلٍ واعٍ يعجز اللسان عن التحدث عن هذا الدور، فعلى الأم ألا يغيب أبناؤها وبناتها عن ناظريها أبداً، وتكون قريبة جداً منهم، يجب أن تغذي أفكارهم وتكسو عقولهم بالفكر والرقي وتعلمهم وتعودهم على مكارم الأخلاق وحسن المعاملة، كذلك الأب يكون حاضراً مع أسرته، وعلى الأب والأم اختيار أجمل الكلمات وأرقى الطرق للحديث والتعامل مع أبنائهما، ثانياً المعلم والمدرسة؛ مثلما للأسرة دور في تنشئة الطفل كذلك المعلم، وأحياناً يكون للمعلم تأثير قوي على الأبناء أكثر من آبائهم فحين يكبر الأبناء يصبح نصف يومهم في المدرسة ما يجعلهم بعيدين عن أعين آبائهم قريبين جداً للمعلم وعلى المعلم أن يزرع في أنفس طلابه قيماً ومبادئ ويرسخ فيهم العادات الطيبة ويعلمهم أن الأخلاق فوق كل شيء وعلى المعلم أن يساعد الطلاب على اختيار القدوة الحسنة، ثالثاً اختيار القدوة؛ اختيار القدوة ليس سهلاً لكنه مهم للغاية في حياتنا ولكن بالمساعدة من الأسرة والمعلم يكون سهلاً، فللقدوة تأثير على الشخصية في المستقبل، فالشخص يرى نفسه في المستقبل عن طريق القدوة التي يختارها منذ الصغر وكلما كانت القدوة عظمة وقوية كان المقتدي بها شبيهاً لها في مواضع معينة.
هكذا نتخلص من هذه الفئة المتطرفة القائمة على تدمير قيم مجتمعنا الحميدة، وهكذا ننتهي من هذه الأزمة العالقة في حلقنا مما قدمناه من حلول وعلاجات لهذه المشكلة، «معاً لنبني مجتمعاً واعياً يحمل الرقي يزهو بالأخلاق».
حسين أبوسهيل
العدد 5382 - الخميس 01 يونيو 2017م الموافق 06 رمضان 1438هـ