هل من المعقول أن نكون أول المنتقدين لكل البرامج الفضائية؟ وان تصبح صحفنا اليومية بوق معارضة لكل القنوات التي نختلف معها؟ هل نحن افضل حالا من الآخرين او ان على رؤوسنا ريشة ذهبية او أننا «خير امة اخرجت للناس...» اذن ماذا تعني لنا الحرية الجديدة؟ وما هو مستقبل هذه الديمقراطية الوليدة والجديدة في مملكة البحرين؟ اين نحن من المصارحة؟ كيف نستطيع أن نكتشف أنفسنا ونقترب من الآخرين من دون المصارحة؟ نحن دائما نقول: لابد من المكاشفة واننا في زمن الشفافية، الا تعني الشفافية ان نتقبّل الآخر؟ حتى نخرج من هذا اللبس الذي نعيش فيه؟ لقد قبلنا الهجوم على قناة الجزيرة لانها تجاوزت الخط الأحمر متعمدة، ولكن قناة المستقبل هي قناة مستقلة تحاول أن تتعرف على نبض الشارع العربي ومعرفة بعض الامور من خلال المكاشفة وهناك دعوة مفتوحة والكل يستطيع أن يشارك ويقول رأية في القضية المطروحة للنقاش وهي قناة مفتوحة للجميع، ولابد من أن تطرح جميع القضايا على بساط البحث، ولابد من طاولة مستديرة لكل القضايا المجمّدة في العالم العربي. يجب علينا ان نتقبل كل انواع النقد المطروح، بل علينا ان نتعلم كيف نشارك في مثل هذه القضايا المطروحة وأن ندافع عن أنفسنا بطريقة حضارية من خلال المناقشات الصريحة في حدود الأدب وعلينا باعتبارنا شعبا متعلما واعيا تجنب اللوم ومهاجمة الآخرين من دون مناقشة مفتوحة أو أن نُفِغل دور هذه الديمقراطية وان لا نوكّل وزارة الاعلام عن أنفسنا وتكون هي المتحدثة عن رأي الشعب في كل كبيرة وصغيرة. يجب ان تأخذ وزارة الاعلام دورا أكبر من ان تكون مصدر هجوم لان عليها ان تفعّل الامور الداخلية وان تضع برامج سياحية، والمساهمة في البحث عن حلول اقتصادية تخدم الوطن وتجلب الاستثمارات الخارجية وتضع برامج حيوية من اجل الاستقطاب والجذب وعلى رسامي الكاريكاتير،ألا يتساقوا خلف الامور الصغيرة بل عليهم ان يحولوا هذا الفن الراقي الى نوع من التقارب لان الوردة دائما اجمل من الثعبان و الفلة اجمل من العقرب و التقارب افضل من التباعد والسير في ركب الآخرين أحسن من الانتظار وعلينا ان ندرك ان العالم من حولنا قد قطع آلاف الاميال ان لم يكم الملايين لذا يجب ان نجد انفسنا قبل فوات الاوان وعلينا ان ننظر خلفنا لأن الوقت أسرع من السيف وقطار المستقبل لا ينتظر أحدا، نشكركم على جهودكم وصراحتكم واننا نتعلم منكم في هذه الصحيفة اليومية الجديدة المتفاعلة مع الناس والاحداث... وعساكم على القوة.
محمد سعيد الكوهجي
العدد 97 - الأربعاء 11 ديسمبر 2002م الموافق 06 شوال 1423هـ