أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الثلثاء الماضي ضرورة منح لجنة التفتيش عن الأسلحة في العراق وقتا كافيا، لتكوّن صورة واضحة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية.
يعتبر وزير الخارجية المصري السابق الذي بايعته قمة عمان العربية بالإجماع أمينا عاما للجامعة العربية خلفا لعصمت عبد المجيد أحد المهندسين الرئيسيين للسياسة العربية حيال إسرائيل.
وقد تخطت الشعبية التي يتمتع بها موسى، خبير الملفات الصعبة في الشرق الأوسط، حدود مصر منذ زمن طويل.
من مواليد العام 1936 في حي الروضة القاهري. بدأ مشواره في العمل السياسي العام 1958 عندما عين بوظيفة ملحق بعد تخرجه من جامعة القاهرة (كلية الحقوق) العام 1957 لذا فهو يعد من تلامذ وزير الخارجية الأسبق الدكتور محمد فوزي الذي يعد أبا للدبلوماسية المصرية الحديثة.
التحق موسى بوزارة الخارجية بعد عام من نيله شهادة ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة العام 1957. سلك موسى الطريق التقليدية للدبلوماسيين بشغله عددا من المناصب التدريجية في الخارج حتى العام 1987 عندما عين سفيرا لمصر في الهند وانتقل بعدها، العام 1990، إلى نيويورك لتولي منصب مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة.
وبعد مضي أقل من عام، وفي مارس 1991، عين موسى وزيرا للخارجية خلفا لعصمت عبد المجيد الذي تولى منصب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إثر عودة مقر الجامعة إلى القاهرة.
يشار إلى أن المقر العام للجامعة كان نقل إلى تونس العام 1979 بعد القطيعة بين الدول العربية ومصر إثر توقيع معاهدة كامب ديفيد.
وجد موسى نفسه وزيرا للخارجية بعد مصالحة العرب مع مصر وقبل أشهر معدودة من انطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط خلال مؤتمر مدريد في أكتوبر/تشرين الاول 1991، ومنذ ذلك الحين، ساهم موسى، والرئيس حسني مبارك، في وضع السياسة الفلسطينية حيال «إسرائيل» عبر تقديم النصح بانتظام للرئيس ياسر عرفات إذ تعتبر القاهرة الوسيط الإقليمي الأول في عملية السلام.
يتمتع موسى المعتدل القامة وصاحب النظرات الحادة المتوارية وراء نظارات مستديرة بجاذبية كبيرة وموهبة في لغة وفن التخاطب والاتصال تبدو واضحة في تصريحاته التي تتسم بالذكاء والظرف والتي يختار كلماتها بعناية.
ومن أسباب شعبية موسى الحملة التي شنها عامي 1994 و1995 على البرنامج النووي الإسرائيلي وعلى هرولة بعض الدول العربية باتجاه تطبيع علاقاتها مع «إسرائيل»، فضلا عن انتقاداته الموزونة ضد الدولة العبرية.
في يناير 1999 وفي تل أبيب، رفض موسى مصافحة نظيره الإسرائيلي آنذاك إرييل شارون، مرة ثانية، بطلب من المصورين وقال إنه سمع أن شارون لا يحب المصافحة وأنه رفض مصافحة عرفات.
ولابد أن خبرة عمرو موسى في المنظمات الدولية إلى جانب شهرته القومية هي التي رشحته ليصبح الأمين العام للجامعة العربية... ولو كان ترشيحه قد جاء بحكم انتهاء مدة الأمين الحالي الدكتور عصمت عبد المجيد فإن الظروف السياسية العربية الراغبة في إعطاء أهمية أكبر للجامعة العربية قد جعلت العرب يباركون هذا الترشيح بمن فيهم الشخصيات اللامعة التي كانت على وشك الترشح للمنصب.
عمرو موسى متزوج وله طفلان
العدد 97 - الأربعاء 11 ديسمبر 2002م الموافق 06 شوال 1423هـ